التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم

أهل البيت و آل البيت : بين الحقيقة القرآنية و بدع المشايخ - .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء - الطريقة النقية الأحمدية .
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : حقيقة دعوة الجماعة الإسلامية الأحمدية 05 :
الموضوع : أهل البيت و آل محمد : بين الحقيقة القرآنية و بدع المشايخ  - .





أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
بسم الله الرحمان الرحيم .
نحمده و نصلي على رسوله الكريم .

يثير أعداء الجماعة الإسلامية الأحمدية - كأعداء جماعات الأنبياء عليهم السلام في كل زمان و مكان -  دوما شبها واهية بخصوص شخص النبي أو الرسول - شخص المسيح الموعود و المهدي المعهود ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام - فيقولون على سبيل المثال : أن النبي صلى الله عليه و سلم يقول في أحاديثه الشريفة أن الإمام المهدي عليه السلام من " أهل البيت " ، و لذلك فإن الإمام المهدي عليه السلام يجب أن يكون من " آل محمد " صلى الله عليه و سلم ، و بما أن الميرزا ليس من " آل محمد " صلى الله عليه و سلم  فهو ليس من " أهل البيت " ، و بالتالي فهو ليس سوى مدع للمهداوية كسابقيه - و اللعياذ بالله تعالى - و هذا إن دل على شيئ فإنه يدل على جهل الميرزا الهندي و أتباعه الأحمديين باللغة العربية و بالقرآن الكريم و بالأحاديث الشريفة .
فنقول : الحمد لله الذي أنطق الحق على لسان غير الأحمديين فهم يعتقدون بمصطلحين هما : " أهل البيت " و " آل محمد " ، لكنهم ـ و للأسف الشديد ـ يجهلون الفرق بينها لأنهم جاهلون باللغة العربية و بالقرآن الكريم و بالأحاديث الشريفة .

    معنى " أهل البيت " في القرآن الكريم :
لقد و رد لفظ " أهل البيت " مرتين في القرآن الكريم :  مرة مع زوجة نبي الله تعالى إبراهيم عليه السلام ؛ بدليل قوله تعالى : ( قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) . و مرة مع نساء النبي صلى الله عليه و سلم ؛ بدليل قوله تعالى : ( وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَ أَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَ آتِينَ الزَّكَاةَ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) .

إن إرتباط كلمة ( أهل ) بكلمة ( البيت ) صحيحة و منطقية إلى حد بعيد ؛ لأن : ( أهل ) من الأهلية ؛ أي  أهلية العقيدة ؛ بدليل قوله تعالى : ( أهل الكتاب ) . و بدليل قوله تعالى : ( أهل النار ) . فهما تعنيان ؛ من إمتلك المواصفات لكي يكون من أهل الكتاب ، أو من إمتلك المواصفات ليكون من أهل النار . و بالتأكيد هما لا تعنيان ؛ أن للكتاب و للنار ذرية مثلا ؟ أو أن لهما نسل مثلا ؟ بالتأكيد لا .
    إذن : إن إرتباط لفظة ( آل ) بـلفظة ( البيت )  خطأ كبير ؛ لأنها عبارة غير منطقية ؛ بل ليست صحيحة !  بسبب بسيط هو إن لفظة ( آل )  لها علاقة بالذرية و النسل ؛ في حين أن لفظة ( أهل ) تعني أهلية إنتماء ؛ و هي قيمة معنوية مجردة .

    معنى " البيت " في القرآن الكريم :
     إن لفظة " البيت " كقيمة مادية ؛ تعني ذلك البيت الذي يتكون من أربعة جدران ، أما لفظة " البيت " كقيمة معنوية ؛ فتعني ذلك الإطار الذي يحيط بمنهج الرسالة و النبوة ؛ أو الصور الذي يحيط بالمنهج !

    إن القيمة العددية للفظة " البيت " تساوي ( 29 ) ، و هي ذات القيمة العددية للفظة " القرآن " حيث تساوي( 29 ) أيضا ، و هي ذات القيمة العددية للفظة ( قال الله. ) و تساوي ( 29 ) ؛ أي : البيت = 29 و القرآن= 29 و قال الله = 29 .

   إن للفظة " البيت " قيمة معنوية كبيرة ، و لفظة " بيت الله الحرام " هو مكان مادي من دون شك ـ و نحن لا ننكر ذلك . لكن بالتأكيد إضافة لقيمتها المادية فإن  لها قيمة معنوية كبيرة .



    معنى " أهل البيت " في القرآن الكريم :

    إن أخذنا لفظة " أهل البيت " بقيمتها المعنوية ؛ فهي تعني أهلية العقيدة و ساحتها الأفكار ، و ليس لها علاقة بالذرية و بالنسل ؛ بدليل قوله تعالى : ( أهل الكتاب ) . فهل يعني أن للكتاب ذرية مثلا ؟ و بدليل قوله تعالى : ( أهل التقوى ) فهل يعني أن للتقوى ذرية مثلا ؟ بالتأكيد لا .
    إذن : ف " الأهل " يعني أهلية العقيدة و أهلية الإنتماء ، و هم أولئك الذين إمتلكوا تلك الصفات العالية التي تجعلهم أهلا لتلك الصفة !

معنى " آل " في القرآن الكريم :
 
    بالتدبر في القرآن الكريم ؛ ينبين للمتدبر أن لفظة ( آل ) لها علاقة بالذرية و بالنسل ؛ بدليل قوله تعالى : " آل ابراهيم " . و بدليل قوله تعالى : " آل داوود " . و بدليل قوله تعالى : " آل فرعون " . و بدليل قوله تعالى : "آل هارون " .

     لقد وردت لفظة " آل " في القرآن الكريم 26 مرة . و كلها تحدد " ماهية العلاقة " ـ على أساس أنها مبنية على الذرية و على النسل . و لم تذكر لفظة ( آل ) إلا و لها علاقة بالأشخاص .

    إن لفظة ( آل ) تطلق على أشخاص على ذرية على نسل على أفراد على بشر يتحركون أو على علاقات إنسانية ، و لكنها لا تطلق بتاتا على ( البيت ) ،  فليس صحيحا أن نقول ( آل البيت ) . إن هذه العبارة خاطئة من دون شك ! لأن لفظة " البيت " له قيمة معنوية عالية . و لذلك لم ترد في القرآن الحكيم لفظة ( آل البيت ) و لا مرة . كما لم ترد لفظة ( آل محمد ) في القرآن الحكيم و لا مرة !

    إن لفظة ( آل البيت ) غير صحيحة نهائيا وفق معايير اللغة العربية و معايير القرآن الحكيم ؛ لأن ( البيت ) ليس فردا و ليس شخصا . فالله تعالى قال : (  آل داود ) . و قال أيضا ( آل ابراهيم ) . وقال أيضا ( آل فرعون ) ، لكنه لم يقل و لا مرة مرة واحدة ( آل البيت. ) ! و كيف يقول الله تعالى في القرآن الحكيم قولا خطأ  ؟ و التركيب اصلا خطأ ! إن لفظة ( آل ) ترتبط ببشر يتحركون ـ فكيف يمكن أن تتراكب مع لفظة ( البيت ) الذي هو قيمة معنوية مجردة عن الإنتماءت الشخصية ؟ و لذلك نقول أن لفظة ( آل البيت ) أصلا خطأ . و لفظة ( أهل البيت ) هي الفظة الصحيحة ، و لفظة ( أهل ) كما قلنا ؛ هي : أهلية عقيدة مجردة من الذرية و من النسل ، إن أخذت بقيمتها المعنوية من دون شك .

الآن ؛ إذا أردنا أن نتكلم وفق المعيار القرآني؛  نقول ( أهل البيت ) و لا نقول ( آل البيت ) ؛ لأن اللفظة أصلا خطأ كما بيينا من قبل . كما أن لفظة ( آل البيت ) لم ترد و لا مرة واحدة في القرآن الحكيم ! فمن أين جاء بها المشائخ ـ هداهم الله تعالى ـ .
    إن المشائخ يقولون أن لفظة ( أهل البيت ) جاءت بصيغة المذكر ؛ بدليل قوله تعالى : ( عنكم ) و لم يقل " عنهن " في الآية الكريمة : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) . و لو أخذنا برأيهم و إنطلقنا من مسلماتهم المزعومة و من مقدماتهم الغير صحيحة ؛  سنصل إلى نتائج غير صحيحة من دون شك ، فهم بهذه النظرية الخاطئة ؛ سيخرجون فاطمة الزهراء عليها السلام من حيث لا يشعرون من لفظة ( أهل البيت ) . فهل سيرضون هم بذلك ؟



    إن البعض من غير الأحمديين ـ هداهم الله تعالى ـ يزعمون أن الآية تخص نساء النبي صلى الله عليه و سلم  فقط . و هذا خطأ أيضا ؛ لأن لفظة ( أهل ) تعني أهلية العقيدة ؛ كما قلنا سابقا ، و ليس لها أي علاقة بالأشخاص مذكرا كان أو مؤنثا ، بل يدخل ساحة ( أهل البيت ) كل من كان أهلا لهذا الإنتماء بغض النظر ؛ عن جنسه عن لونه و عن شكله . و بغض النظر ؛ سواء أكان من الذرية و من النسل أو من غير الذرية و من غير النسل .

     إن المسألة المهمة المبينة في هذه الآية الكريمة التي هي موضوع البحث : قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ، أن هذه الآية الكريمة تتعلق بالشرف ، و الشرف موضوع يهم الجميع ذكرانا و إناثا !

فكاتب هذه السطور إن كان صادقا سيكون حتما من ( أهل البيت ) ، و أنتَ قارئ هذه السطور إن كنت متمثلا لقيم الإنتماء لهذا الدين ستكون حتما من ( أهل البيت. ) ، و رجل أسود في إفريقيا مسلم تقي نقي باحث عن الحقيقة سيكون حتما من ( أهل البيت ) ، و رجل مسلم أمريكي منتمي عقائديا وعنده أهلية تقوى و ورع سيكون حتما من ( أهل البيت ) . فلا توجد أي مشكلة في ذلك ؟ و إن كانت موجودة ـ فأين هي ؟

كيف يكون ( أهل البيت) له علاقة بالذرية والنسل ؟ فلو كانت كذلك ؛ فها هو أبو لهب . أليس عم النبي صلى الله عليه و سلم ؟ أليس هو أقرب شخص له ـ صلى الله عليه و سلم بعد فاطمة ـ هل يجرأ أحد المشائخ أن يقول أنه من ( أهل البيت ) ؟ مالكم كيف تحكمون ؟

مرة ثانية : إن لفظة " أهل البيت "  تعني قضية إنتماء و قضية عقيدة و قضية إلتزام بمنهج الله تعالى .

     نرجوا من الجميع أن يبحثوا عن الحقيقة ؛ سواء أكانت عند إخوتنا المسلمين من الشيعة أو عند إخوتنا المسلمين من السنة . فلا أحد يزعم أنه يحتكر الحقيقة ، فإنه لا يزعم أنه يحتكرها إلا جويهل خاصة و إن تبين بطلان إعتقاده أو قوله أو عمله . نرجوا من الجميع  أن يخلعوا عصبياتهم المشحونة و أن لا يدافعوا عن أصنامهم المذهبية و الطائفية و الفكرية الضيقة على حساب قداسة القرآن الحكيم ، فيصدق فيهم قوله تعالى على لسان النبي صلى الله عليه و سلم : ( وَ قَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) .


ملاحظة : المقصود من لفظة " آل " كذلك الأولاد الروحانيون .


مسألة نبي الله تعالى نوح و إبنه  :

   يقول تعالى : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ، يقصد الله تعالى بذلك أنه لا يملك مواصفات تؤهله أن يكون منتميا لمنهجك أي أنه لا يملك الأهلية لكي يكون أهلا لدينك كمتبع .


    معنى " أهل " في القرآن الكريم :


     إن لفظة " الأهل " من الأهلية ؛ أي أهلية الإتباع ؛ و هو مفهوم في إطاره العام مجرد عن الدم و عن صلة القربى أي منفصل عن الدم و عن الأصلاب ؛ بدليل قوله تعالى : ( أهل الكتاب ) و ( أهل النار)  و ( أهل الجنة ) و ( أهل التقوى ) . و لكنها قد تعني صلة دم أو أصلاب ؛ من أولئك المنتمين للمنهج من الأتباع الذين تربطنا بهم رابطة دم ، فأهلية الإتباع قد تكون فيها من الأغراب و قد تكون فيها من الأقارب . فقد يكون المنتمين للمنهج  كأهلية عقيدة مسألة مجردة من الدم و قد يكونون من الذين تربطنا بهم صلة دم  و صلة أصلاب كالأولاد . و قد يكون المنتمين ( كأهلية عقيدة ) من الأزواج و الزوجية ؛ أي أن كلمة ( الأهل ) قد تعني فيما تعني " الزوجية " أيضا إذا كانت الزوجة تنتمي إلى منهج الزوج من ناحية الإتباع . أما من يحدد ذلك ؟ و من يحدد ماهية كلمة ( أهل ) ؟ فإعلم أنها قد تعني في هذا الموضع أهلية إتباع و في ذلك الموضع قد تعني تعني أهلية دم وأصلاب ، أو قد تعني أهلية زوجية ، فالذي  يحدد ذلك كله هو سياق الآية الكريمة ؛ و لنضرب مثال على ذلك : ( وَ نَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي ) .

    إن لفظة ( أهلي ) هنا تعني صلة دم و صلة إصلاب ، أي لسان حال نبي الله تعالى نوح عليه السلام يقول : يارب إن إبني من صلبي و من لحمي و من دمي . فهنا طلب نبي الله تعالى نوح عليه السلام من الله تعالى أن يـُدخل إبنه معه ؛ و لكن ليس على أساس أهلية إنتماء و أهلية عقيدة ( و هي إنتماء مجرد من الدم ) ، و ليس بإعتباره مؤمن و منتمي لمنهج نبي الله تعالى نوح عليه السلام ، بل على أساس ضيق و غير صحيح ؛ و هو أن نبي الله تعالى نوح عليه السلام يريد إدخال إبنه الكافر ، ليس لأنه مؤمن ، بل فقط لكونه من لحمه و من دمه ؛ أي أنها مجرد أهلية دم و أهلية أصلاب فقط . كقربى فقط !  و لكن ماذا كانت الإجابة من رب العالمين :
( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
   هنا لفظة ( أهلك ) تعني أهلية إنتماء و عقيدة حصراً ،  أي يا نوح إنه ليس أهلاً أن يكون معك ؛ لأنه من منهج مخالف لمنهجك ، فلذلك فهو كافر من دون شك . و بالتالي : فإنه لا يستحق أن يكون معك حتى لو  كان من لحمك و من دمك .


مفهوم ضمير ( الهاء ) :


 إن الهاءآن ؛ أي الضمائر ( إِنَّهُ) في قوله تعالـى :( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) . و في قوله تعالـى : ( إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) تعودان على الإبن و ليس على نبي الله تعالى نوح عليه السلام .

    ففي الآية الأولى : إن لفظة ( إنه ) تعني أن إبنك يا نوح الذي هو من دمك و من لحمك و من صلبك لا يملك أهلية إتباع لك حتى يكون من الناجين ، فهو كافر من دون شك ، و بالتالي لا يستحق أن يكون معك .

    و في الآية الثانية : إن لفظة ( إنه ) تعني أن إبنك يا نوح عمل أعمالاً غير صالحة ؛ و بالتالي فهو غير مؤهل لأن يكون من أهلك و من أهليتك كعقيدة و منهج ؛ لأنه لا يملك مواصفات الإتصاف بأهلية الإنتماء لمنهجك .
      إذن : إن الساحة ساحة أفكار و إنتماءآت فكرية لمنهج و ليس الساحة ساحة شرف و أعراض و أصلاب و دم كما قد ذهب لذلك بعض القادحين من يدعون إنتماءهم لأهل الحق من أمثال الفرقة الوهابية المنحرفة و من لف لفهم من الأشاعرة و الماتريدية الجديدن ؛  فزعموا أن إبن نبي الله تعالى نوح عليه السلام ليس من صلبه ، بل هو إبن زناـ  والعياذ بالله ـ .

    و رد على بعض الطاعنين بعرض نبي الله تعالى نوح عليه السلام و إتهامه بأن إبنه الذي هو من صلبه ، هو إبن زنا ـ و اللعياذ بالله تعالى ـ ؛ أقول :

    في الحقيقة ؛ إن هناك بعض من الطاعنين في عرض الأنبياء عليهم السلام ؛ يزعمون بأن إبن نبي الله تعالى نوح عليه السلام الذي هو من صلبه ؛  هو ليس من لحمه و من دمه و من صلبه ؛ يعني أنه إبن زنا ـ والعياذ بالله تعالى ـ مستدلين بزعمهم بقوله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَ اِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )


أقول : إن إستدلالهم ذلك في غير محله لا من قريب و لا من بعيد . و ذلك لعدة أسباب ؛ منها :

  أولا : إن لفظة ( فَخَانَتَاهُمَا ) تعني خيانة عدم الإيمان بدعوة نبيي الله تعالى نوح و لوط عليهما السلام ،  فالساحة هنا هي ساحة أفكار ، و الخيانة هي خيانة بالأفكار و بعدم الإيمان بمنهج هاذين النبيين و القرينة تؤكد ذلك ؛ بدليل قوله تعالى : ( كَفَرُوا ) في هذه الآية الكريمة .

ثانيا : لقد إختيار الله تعالى لفظة ( إمرأة ) و لم يختر لفظة ( زوجه ) ليشهد الله تعالى على صحة ما نذهب إليه . فلفظة ( زوجة) تقتضي التناظر و التماثل و المزاوجة في العقيدة ؛ بدليل قوله تعالى :  ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ ) حيث إختار الله تعالى لفظ ( زوجة ) و لم يختر لفظ ( إمرأة ) ؛ ليدلل الله تعالى بهذا الإختيار أن هناك تماثلا و تناظرا في العقيدة و في الأفكار . أما لفظة ( إمرأة ) ؛ فإنها لا تقتضي التناظر و لا المزاوجة في العقيدة ؛ بدليل قوله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَ اِمْرَأَةَ لُوطٍ ) فلأن إمرأتي كل من نبيي الله تعالى نوح و لوط عليهما السلام ليستا متماثلتان معهما ـ عليهماالسلام ـ إختار الله تعالى لفظة ( إمرأة ) و لم يختر ـ تعالى ـ ( زوجة )

ثالثا : و هذه نقطة بالغة في الأهمية ؛ و هي أن الله تعالى أثبت بنفسه أن إبن نبي الله تعالى نوح عليه السلام ؛ الذي يزعم المشائخ المضلين أنه إبن زنا ـ و اللعياذ بالله تعالى ـ ، أثبت ـ تعالى ـ أنه من صلب نبي الله تعالى نوح عليه السلام ؛ بدليل قوله تعالى : ( و نادى  نُوحٌ ابْنَهُ وَ كَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا ) ؛ فقوله تعالى : ( يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا ) هي من قول نبي الله تعالى نوح عليه السلام ،  في حين أن قوله تعالى : ( وَ نَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ) هي من قول الله تعالى . و ليس من المعقول أن يكون الله تعالى يمزح مع نبيه نوح عليه السلام لإثبات بنوة إبنه له عليه السلام في هذا الوقت الحرج . فحين يقول الله تعالى : ( وَ نَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ) يعني أنه إبنه و ليس إبن زنا كما يقول أعداء الأنبياء عليهم السلام .

رابعا : لقد بينا من قبل أن قوله تعالى : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) تنفي أهلية ( ابن نوح ) الثقافية  كعقيدة و كمنهج ، و لا تنفي أهليته كدم و كأصلاب كونه إبن نوح عليه السلام و من صلبه . إذن النجاة في الدنيا و في الاخرة لا يكون على أساس القربى و الدم و الأصلاب بل يكون على أساس الإنتماء و الإيمان .

خامسا ً  : يستشهد بعض الطاعنين في عرض الأنبياء عليهم السلام بقوله تعالى : ( احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ ) . فزعموا أن أهلك تشمل إبن نبي الله تعالى نوح عليه السلام ، و بما أن الله تعالى أغرق إبن نبي الله تعالى نوح عليه السلام ؛ فهو إذن ليس من أبنائه بل إبن زنا ـ والعياذ بالله تعالى ـ كما ذهب ( محمد شحرور ) بكتابه ( الكتاب و القرآن ) ص 394 .
 يبدوا إن البعض من مشايخ المسلمين التقليديين قد أغمضت أعينهم على قوله تعالى : (  إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) في الآية الكريمة ( حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَ فَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ مَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ )
فـإبن نبي الله تعالى نوح عليهالسلام قد سبق عليه القول ، و بالتالي فهو خارج بشكل طبيعي من أهلية النبي نوح عليه السلام الإيمانية فإنظم إلى الكفر و أهله  و إن كان هو من أهليته ـ عليهالسلام ـ كدم و كقربى .

ملاحظة هامة :
    إن الأهلية في القرآن الكريم هي أهلية إتباع النعم ، و لكن أولئك المتبعون قد يكونون من الدم و قد تربطنا بهم علائق الأصهار و قد يكون المتبعون غرباء لا تربطنا بهم علائق الدم .
و ما أريد تأكيده هو ؛ إن الأهلية إذا إقترنت بأشخاص فهي تعني ذاك الشخص مع نسله ممن يرتبط معهم بعلائق الدم ، والسياق هو من يحدد ذلك ؛ بدليل قوله تعالى :
1- ( فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَ فَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَ لَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ [ المؤمنون : 27 ] )

2- ( َحتى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَ فَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ آمَنَ وَ مَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ [ هود : 40 ] )
    فهاتين الآيتين تختلفان بكلمة واحدة ؛ و هي قوله تعالى : ( وَ مَنْ آمَنَ ) . إن الآية الثانية تعني إحمل من كل زوجين و أهلك ممن هم من دمك و من نسلك ( إلا من سبق عليه القول و هو إبنه ) ثم إحمل أيضا ( من آمن ) من الغرباء ؛ أي من الناس العاديين الذين لا يرتبطون بك برابط الدم و برابط النسب .
في حين أن الآية الأولى : تعني أهلية إتباع من الجمع ،  و ذلك بغض النظر عن حقيقتهم ؛ سواء أكانوا من نسله أو من الأغراب ( أي : من غير أصلابه ) .
    إذن : إن لفظة ( أهل ) سواء بمعناها كأتباع أو كدم سيبقى المعنى واحد . فبإطاره العام هو أهلية إتباع ، و لكن قد يكون الأتباع من صلة الدم و قد يكون الأتباع من غير صلة الدم .
    و لا شك أنه حين ترتبط كلمة ( أهل ) بشخص ؛ فإنها تعني أهلية دم ؛ لأنها بالنهاية أتباع بالنسل و بالأصلاب.


     إن قوله تعالى : ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) هي التي أخرجت إبن نوح من أهلية أبيه عليهالسلام ، و إلا فهو من أهله كما أكد نوح عليه السلام بنفسه ؛ بدليل قوله تعالى : ( إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي ) ، فرد الله تعالى عليه ؛ قائلا ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) . و عندما نسأل لماذا  ؟ فالجواب يبينه قوله تعالى : ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) .

    مما سبق ، يتبين لطالب الحق ؛ أن قوله صلى الله عليه و سلم : " المهدي منا أهل البيت " ؛ معناه : من أهل العقيدة الإسلامية الصحيحة ، و لا يقصد به أنه من أحفاده ـ علما أن أم الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام من نسل فاطمة الزهراء عليها السلام - ، و هذا يشدده قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث شريف آخر : " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من فارس " . و بالتالي يتبين لطالب الحق أن المعترضين لا يعقلون شيئا من اللغة العربية و لا من القرآن الكريم و لا من الأحاديث الشريفة ، و أن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام الهندي و جماعته المباركة أعلم الناس بهم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

" خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 56 : الموضوع : " خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : فِي بَقِيَّةٍ مِنْ أَحَادِيثِ الدَّجَّالِ .         أقول :       و هذا يدل على أن المسيح الدجال من بني آدم ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ " . وهذا واضح من التكنولوجيا التي حصلها

الشيخ الأكبر. محي الدين بن عربي يؤكد : " المهدي " و " عيسى " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء - الطريقة النقية الأحمدية . الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الطاهرة ، عن الأحاديث الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : حقيقة دعوة الجماعة الإسلامية الأحمدية 06 : الموضوع : الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي قدس الله تعالى سره الشريف يؤكد : " المهدي " و " المسيح عيسى ابن مريم " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمان الرحيم . نحمده و نصلي على رسوله الكريم .  تفسير طلسم الشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه لإسم " ختم الأولياء " في كتابه الشهير " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " :     إن مصطلح " ختم الأولياء " له معاني متع

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم