قائم أهل البيت المعهود هو المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ـ الجزء الأول ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء المحمدية - الطريقة النقية الأحمدية .
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 10 :

الموضوع : قائم أهل البيت المعهود هو المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ـ الجزء الأول ـ .

       لمعرفة عقيدتي فرقة ما تسمى ب : " شيعة أهل البيت " و فرقة ما تسمى ب :  " أهل السنة و الجماعة " ؛ لا بد من معرفة الأصول التي يستمدون منها معارفهم ؛ و هي : القرآن الحكيم ، و السنة النبوية المطهرة ، و الأحاديث النبوية الشريفة .
أولا : القرآن الحكيم : و هو الذي نزل بلغة بيانية ؛ بدليل قوله تعالى : "حم ( 1 ) وَ الْكِتَابِ الْمُبِينِ " سورة الزخرف الآيتين 1 - 2 . و هو الذي أنزل على قلب النبي صلى الله عليه و سلم  بلغة البيان من رب العالمين بحراسة ملك الوحي جبريل عليه السلام ، لإنذار الناس ؛ مستعملا بيانه العربي ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 192 ) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ( 193 ) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ( 194 ) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ " سورة الشعراء الآيات 192 - 195 .
ثانيا : السنة النبوية المطهرة و الأحاديث النبوية المشرفة للنبي صلى الله عليه و سلم : و لقد جاءت كذلك بأسلوب بياني رائع ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ " سورة النحل الآية 64 .
       إن البيان ؛ هو الجمع بين التصريح و التلميح ، و اللحن و التعريض ، و التشبيه و التمثيل ، بأسلوب بلاغي رائع ، و بأسلوب جامع لكل فنون اللغة العربية الفصحى . و أسلوب البيان هذا ؛ هو الذي أعطى القرآن الحكيم ـ الذي أتم الله تعالى كلماته به ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَ عَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ " سورة الأنعام الآية 115 ـ هذه السعة من العلوم ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ " سورة لقمان الآية 27 . و بدليل قوله تعالى : " قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا " سورة الكهف الآية 109 . كما أن هذا الأسلوب البياني ؛ هو الذي طبع القرآن الحكيم بطابع قوله تعالى : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعـِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ " سورة الزمر الآية 23 .
       إن قوله تعالى : " مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ " ؛ يعني أن أحكامه الطيبة تنطبق على الأحداث و مثيلاتها ؛ فجاء تعريف الله تعالى للأشخاص المعنيين في القرآن الحكيم بأسلوب بياني رائع ؛ بدليل قوله تعالى : " يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ " سورة الرحمن الآية 41 . و ليس تصريحا بأسمائهم أو أسماء آبائهم ؛ بدليل قوله تعالى : " تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ ... " سورة البقرة الآية 273 .
       إن هذا هو الأسلوب ؛ هو الذي إستخدمه النبي صلى الله عليه و سلم في الأحاديث النبوية المشرفة عند تعريفه ـ صلى الله عليه و سلم ـ لشخصية المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام . و أذكر هنا أمثلة من الأحاديث النبوية المشرفة الصحيحة ؛ التي صنفها الدكتور عبد العليم عبد العظيم في ذكره للإمام المهدي عليه السلام بنفس ترقيمه .
أولا : يقول النبي صلى الله عليه و سلم :  " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً " كتاب " المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث و الآثار الصحيحة " المجلد الأول ص 233 حديث رقم 20 .
أقول :
       إن الإمام المهدي البيتي الفاطمي الخاتم المعهود عليه السلام هو نفسه المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لو لـم يبق من الدنيا إلا يوم " .
      إن دلالة قوله صلى الله عليه و سلم : " لو لـم يبق من الدنيا إلا يوم " ؛ هي أن " المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام هو آخر المهديين في هذه الأمة المرحومة " بلا ريب ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لا يزال هذا الأمر في قريـش ما بقي من الناس إثنان " صحيح البخاري . فلا مدخل ل : " مهدية " و ل : " خلافة " المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام الموعود لهذه الأمة المرحومة ، إلا بميلاده ـ عليه السلام ـ فيها ، و بإنتسابه لقوم قريش من جهة أمه رضي الله تعالى عنها و أرضاها تحديدا ، و لآل محمد صلى الله عليه و سلم و لأهل البيت عليهم السلام من جهة أبويه كليهما ـ رضي الله تعالى عنهما و أرضاهما ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح ، إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليقدم عيسى ، فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه ، ثم يقول له : تقدم فصلَ ، فإنها لك أقيمت ، فيصلي بهم إمامهم ... فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً و إماماً مقسطاً " رواه الإمام ابن ماجة رحمه الله تعالى بسند صحيح أو حسن . المصدر : كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " حديث رقم 13 ص 142 . فالمسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام هو الإمام المهدي القرشي البيتي الفاطمي الخاتم المعهود عليه السلام ؛ أي أن " مثيل المسيح الناصري عليه السلام من هذه الأمة المرحومة " يتدرج من مقام " المهدية " إلى مقام " الحقيقة العيسوية " بلا فاصل زمني .و المعنى الثاني الصحيح له أيضا ؛ هو أن المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام يخلف أحد الأئمة المهديين ، و هو الإمام المهدي الثاني عشر منهم ، و ذلك على رأس القرن الذي يلي القرن الذي يظهر فيه آخر إمام مهدي من هذه الأمة المرحومة بلا فاصل زمني . لأن الأئمة المهديين الإثني عشر يظهرون على رأس كل قرن بلا فاصل زمني ، و عليه ؛ يكون الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام هو مجدد القرن الثالث عشر الهجري و بداية القرن الرابع عشر الهجريين ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم ؛ كما ورد في حديث " الأبدال " الذي رواه الإمام أحمد إبن حنبل رحمه الله تعالى بسند صحيح عن الخليفة الرابع علي إبن أبي طالب رضي الله تعالى عنه و أرضاه ؛ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ يقول : " البدلاء يكونون بالشامة ؛ و هم أربعون رجلاً ؛ كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً ؛ يسقى بهم الغيث ، و ينتصر بهم على الأعداء ، و يصرف عن أهل الشام بهم البلاء " . و لقول النبي صلى الله عليه و سلم : " ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال و يمكث أربعين عاماً يعمل فيهم بكتاب الله و سنتي و يموت ، فيستخلفون بأمر عيسى رجلاً من بني تميم يقال له المقعد فإذا مات المقعد لم يأت على الناس ثلاث سـنين حتى يرفع القرآن مـن صدور الرجال و مصاحفهم " المصدر : كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " حديث رقم 55 ص 231 . أخرجه الإمام بن حبان رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه و أرضاه .
أقول :
      لا مجال هنا ؛ لخلافة رجل من أهل البيت عليهم السلام إلا للمسيح المحمدي عليه السلام ، كما أن الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه و سلم لا تكون إلا للمسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام .
 و لقوله صلى الله عليه و سلم : " إلا أن عيسى ابن مريم ليس بيني و بينه نبي و لا رسول إلا أنه خليفتي في أمتي من بعدي " أخرجه الإمام الطبراني رحمه الله تعالى في كتابه " الدر المنثور " عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه و أرضاه  . المصدر : كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " حديث رقم 67 ص 250 .
أقول :
      إن المسيح المحمدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ هو نبي و رسول ، و لكنه خليفة للنبي صلى الله عليه و سلم في أمته من بعده ؛ أي أنه ـ عليه السلام ـ ليس رسولا تشريعيا كما يزعم الإخوة البهائيون ، و ليس نبيا مستقلا ؛ أي من أمة أخرى ؛ كما يزعم الإخوة من المسلمين التقليديين ، بل يكون نبيا تابعا للشريعة المحمدية الإسلامية ، و يكون نبيا أمتيا من أمة النبي صلى الله عليه و سلم . و بالتالي : فإن هذين الحديثين الشريفين قد حصرا " المهدية " أي " الخلافة " في المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.................. يتبع بإذن الله تعالى ...............