قائم أهل البيت و حقيقة " الرجعة " ـ الجزء الأول ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء المحمدية - الطريقة النقية الأحمدية .
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 08 :

الموضوع :  قائم أهل البيت و حقيقة " الرجعة " ـ الجزء الأول ـ .

      لما كنت قد فصلت عن بعثة النبي صلى الله عليه و سلم مرة ثانية عن طريق ولده ؛ الذي هو الإمام المهدي البيتي الفاطمي الخاتم المعهود عليه السلام ، و لما كنت قد فصلت عن نزول المسيح الناصري عليه السلام عن طريق رجل يكون مثيل له من هذه الأمة المرحومة ؛ و الذي هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ بأدلة قاطعة من آيات القرآن الحكيم ، و من السنة النبوية المطهرة ، و من الأحاديث النبوية الشريفة ، و من إجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم ، و من إتفاق علماء الملة ؛  في سلسة " حقيقة الدعوة الإسلامية الأحمدية المباركة " و في أوائل هذه السلسلة ؛ سلسلة "  حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية " ؛ فإني سوف أوجز ذلك في هذا المنشور القيم ؛ قصد التذكير .
       إن المسيح الناصري عليه السلام قد رفع إلى الله تعالى ، و ليس إلى السماء ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ رَافِعُكَ إِلَيَّ " سورة آل عمران الآية 55 . و بدليل قوله تعالى : " بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ " سورة النساء الآية 158 . كما أنه ـ عليه السلام ـ لم يكن بشرا خالـداً ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ " آية من سورة الأنبياء . و ذلك لسببين :
السبب الأول : أنه ـ عليه السلام ـ بشر ؛ بدليل قوله تعالى : "  إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ( 59 ) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ( 60 ) " سورة آل عمران . و بالتالي : فإن كل من يزعم أن المسيح الناصري عليه السلام كان خالدا قبل مولد النبي صلى الله عليه و سلم ؛ فإنه ـ في الحقيقة ـ يرفعه من مرتبته الطبيعية  ـ عليه السلام ـ البشرية ؛ كما فعلت النصارى . و بالتالي : فقد وقع في الشرك .
السبب الثاني :  أن مولده ـ عليه السلام ـ كان قبل مولد النبي صلى الله عليه و سلم ؛ كما هو معلوم ؛ و بالتالي : فإن الله تعالى في هذه الآية الكريمة قد نفى بقاء المسيح الناصري عليه السلام بشراً سويا بجسمه المادي العنصري الدنيوي كما يزعم المسلمون التقليديون و إخوتهم من النصارى ، كما أكد ـ تعالى ـ  رجعة روحه إلى بارئها في الجنة " أي جنة قبره " ؛ بدليل قوله تعالى : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ( 27 ) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ( 28 ) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ( 29 ) وَ ادْخُلِي جَنَّتِي ( 30 ) " سورة الفجر .
      إن هذين السبين يؤكدان ؛ أن المقصود بنزول المسيح الناصري عليه السلام في الأحاديث النبوية الشريفة ؛ يعني نزول مثيله ـ عليه السلام ـ ؛ و هو المسيح المحمدي عليه السلام في أمة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) " سورة الزخرف . و إلا كيف سيكلم الناس كهلا في أمة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلًا " سورة آل عمران الآية 46 . دون أن ينزل مرة ثانية في أمة النبي صلى الله عليه و سلم عن طريق مثيل له ـ عليه السلام ـ .
       إن هذه الآية الكريمة لدليل قاطع على ميلاد مثيل للمسيح الناصري عليه السلام في هذه الأمة المرحومة ؛ لأن سن الكهولة هي العمر التي ما بين أربعين إلى خمسين سنة ، و سن الشيخوخة هي ما بعد ذلك ؛ فلو بقي المسيح الناصري عليه السلام بروحه و بجسده العنصري المادي الدنيوي الذي رفع به إلى السماء ؛ بحسب زعم المسلمين التقليديين و إخوانهم من النصارى ، لإستخدم الله تعالى في القرآن الحكيم عند رجعته و عند نزوله مرة ثانية بشخصه لا عن طريق مثيل له كلمـة أخرى ؛ يجب على المسلمين التقليديين و إخوانهم من النصارى أن يسمونها لنا ، بدلاً من إستخدامه ـ تعالى ـ لكلمة "  َكَهْلًا " ؛ لأنه ـ عليه السلام ـ قد مضى على ميلاده أكثر من ألفي سنة من الميلاد .
       إذن : إن نزول المسيح الناصري عليه السلام مرة ثانية يعني نزول مثيله المسيح المحمدي عليه السلام ؛ حتى يكلم الناس كهلاً . فيكون  المسيح المحمدي الموعود عليه السلام هو المولود في أهل البيت عليهم السلام و من آل محمد صلى الله عليه و سلم ؛ فهو إمام فرقة ما تسمى ب : " أهل السنة و الجماعة " المنتظر ، و هو أيضاً إمام فرقة ما تسمى ب : " شيعة أهل البيت " المنتظر . و كما أسلفت ؛ فإن فرقة ما تسمى ب : " شيعة أهل البيت " هم أقرب للحق في هذه المسألة من فرقة ما تسمى ب : " أهل السنة و الجماعة " من إحدى الجهتين ؛ أحدهما " حقيقة الرجعة " ؛ لأنهم يحومون حول هذه الحقيقة عندهم ـ أي حقيقة أن المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام هو الإمام المهدي البيتي الفاطمي الخاتم المعهود عليه السلام ـ ، و لبيان هذا الأمر ؛  نستعرض آراء فرقة ما تسمى ب : " شيعة أهل البيت " في هذا الموضوع ؛ نقلاً عن كتاب " المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث و الآثار الصحيحة " للدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي ؛ متدخلا بالشرح و التوضيح و التعليق إذا لزم الأمر .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.................. يتبع بإذن الله تعالى ...............