الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني". لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية": إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 14 :
الموضوع : صفات " إمام الزمان " و " خليفة الوقت " .
يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي ـ غفر الله تعالى له و لوالديه ـ في كتابه " الإنسان الكامل في الإسلام " : " و للأولياء طبقات مرتبة يقوم على ذروتها " القطب " ، و " القطب " كما بين " نيبرج" فأجاد ؛ يحمل تماماً نفس ملامح و صفات " الإمام المستور " عند الشيعة ، و هذا القطب يمثل الوحي الإلهي في كل جيل . إن " الولي الكامل " هو بعينه " الإنسان الكامل " تماماً ، و هو خليفة الله في الكون " كتاب " الإنسان الكامل في الإسلام " ص 67 للدكتور عبد الرحمن البدوي ـ غفر الله تعالى له و لوالديه ـ .
إن هذا الكلام صريح جدا في أن " الإمام المستور " عند فرقة ما تسمى ب : " شيعة أهل البيت " هو نفسه " القطب " " الولي الكامل " " الإنسان الكامل " و " خليفة الله في الكون " . و من المعلوم أن خليفة الله تعالى في هذا الكون في زماننا هذا ؛ هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ الذي هو نفسه الإمام المهدي الخاتم المعهود عليه السلام ، و يشهد على ذلك الخليفة الرابع للنبي صلى الله عليه و سلم علي إبن أبي طالب رضي الله تعالى عنه و أرضاه نفسه ؛ لقوله ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ في خطبة البيان : " أنـا مهـدي الأوان ، أنا عيسى الزمان " من كتاب " الانسان الكامل في الاسلام " ص 142 للدكتور عبد الرحمن بدوي رحمه الله تعالى . و يقصد ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ من ذلك ؛ أن مهدي زمانه ؛ هو نفسه ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ ، و أما مهدي آخر الزمان ؛ فهو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام الذي هو من ولده ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ .
إن هذا الخليفة المذكور ؛ أي : المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ هو الذي أفرد له ـ عليه السلام ـ الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي قدس الله تعالى سره الشريف كتابه المسمى " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " ؛ لقوله ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ عند توضيحه للقصد الذي ألف من أجله هذا الكتاب : " فإن القصد من هذا الكتاب ؛ إنما هو معرفة الخليفة و الختم ، و تنزل الأمر الحتم . فنقول : فرجع عوده على بدئه في ليله ، و إدرك صلاة الصبح مع أهله ؛ فتسود ذلك الجسد على أمثاله ممن تقدم أو تأخر من أشكاله ) كتاب " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب" " لؤلؤة إلتحام اليواقيت و إنتظام المواقيت " .
أقول:
إن لهذا الخليفة و الختم ؛ شكل تقدم ، و شكل تأخر ؛ و هي صفات لا تنطبق في الخلق إلا على المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ لأنه ـ أي : الخليفة و الختم ـ قد سبق أن كان له ـ عليه السلام ـ مثيل ممن تقدم من أشكاله ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " فتسود ذلك الجسد على أمثاله ممن تقدم " ، و ذلك من خلال المسيح عيسى ابن مريم الناصري عليه السلام في بني إسرائيل ؛ إذ كان المسيح الناصري عليه السلام مثيلا للمسيح المحمدي عليه السلام ممن تقدم من الناس من أشكاله ـ عليه السلام ـ ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) " سورة الزخرف . و الشاهد هنا ؛ هو قوله تعالى : " إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) " . و لأنه ـ أي : الخليفة و الختم ـ قد تقدم أن سيكون له ـ عليه السلام ـ مثيل ممن تأخر من أشكاله ـ أي : أشكال الخليفة و الختم ـ ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " أو تأخر من أشكاله " ، و ذلك من خلال المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام في هذه الأمة المرحومة ؛ إذ كان المسيح المحمدي عليه السلام مثيلا للمسيح الناصري عليه السلام ممن تأخر من الناس من أشكاله ـ أي : أشكال الخليفة و الختم ـ ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَ اتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( 61 ) وَ لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( 62 ) " سورة الزخرف . و الشاهد هنا ؛ هو قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) " .
و للشيخ الأكبر محي الدين إبن عربي قدس الله تعالى سره الشريف أسلوبه الخاص به في تعريف هذا الخليفة و هذا الختم ؛ يقول ـ قدس الله تعالى سره الشريف ـ : " و لما تناجت القلوب بأسرارها ، و طلعت الشموس من سماء أنوارها ، و أخذ المجلس حده ، و دخل " أبو العباس " و صاحبه عنده ، إنصرفت محققاً بما عرفت ، و لم تبق نكتة نادرة إلا على باب حضرتي واردة و صادرة ، و لولا عهد الغيرة ما أخذ ، و دخيل إلا فشا الذي نبذ ، لأبرزناه لكم في حلته و بيته ، و لكن سأجعله لكم وراء كنيته ؛ فمن إجترى و رفع ستره ، رأى سيره ، و هكذا فعله في شمس غربنا ... و فعله قبلي من خفي رمز و درج معنى في معمي و لغز " المصدر : كتاب " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " ( بحر طامس و بحر غاطس ) .
أقول:
إن الشيخ الأكبر محي الدين إبن عربي قدس الله تعالى سره الشريف يتكلم في حديثه هذا عن الخليفة و عن الختم ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه عنه ـ عليه السلام ـ " و هكذا فعله في شمس غربنا " ؛ لأنه ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ يقصد ب : " شمس المغرب " ؛ الخليفة الختم المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ كما سنبين ذلك لاحقاً بإذن الله تعالى . لقد وصف الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه أسلوبه في توضيح مقام الخليفة الختم المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ بأنه :
1 ـ خفي رمز : أي : يرمز الشيخ الأكبر إليه ـ عليه السلام ـ بإشارات خفية .
2 ـ درج معنى في معمي : أي : يستعمل الشيخ الأكبر في حقه ـ عليه السلام ـ أسلوب التعمية في إخفاء المقصود .
3 ـ لغز : أي : يحتاج إلى مجهود عقلي ، و فطنه لإستنباط المقصود . و يفهم من هذه الجمل ؛ أنه ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ يستعمل الأسلوب البلاغي في تحديد هاته الشخصية دون تصريح ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ : " و لما سمعت ما ذكره ، و أظهر لعيني ما كان قبل ذلك ستره ، عزم علي في تقييد هذه النبذ الأقدسية … ، و قال : أهو رهن بيدك ، و قد علق فلا تبتئس ، فأمسك عليه ، و لا تخرجه فتعتلس ، فتوجه الأمر علي عند ذلك في إفشاء هذا السر المكتوم و الكتاب المختوم ، إفشاء تعريض لا تصريح ، و إعلام تنبيه و تلويح ..." المصدر : كتاب " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " " بحر طامس و بحر غاطس " .
4 ـ لقد خص الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه بكتابه هذا " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " ؛ لقد خصه ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ للكلام عن الخليفة الختم المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ فقال رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " و كنت نويت أن أجعل فيه ( إسلام أحمدية : أي كتابه عنقاء مغرب " ما أوضحه تارة و أخفيه . أين يكون من هذه النسخة الإنسانية و النشأة الروحانية ؛ مقام الإمام المهدي المنسوب إلى بيت النبي الماء و الطين ؟ و أين يكون منها أيضاً ؛ خاتم الأولياء و طابع الأصفياء ؟ إذ الحاجة إلى معرفة هذين المقامين في الإنسان آكد من كل مضاهيات أكوان الحدثان ... فجعلت هذا الكتاب لمعرفة هذين المقامين " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " " تبيين الغرض من هذا الكتاب " .
أقول :
و إن هذان المقامان المذكوران ؛ هما :
1 ـ مقام " الإمام المهدي المنسوب إلى بيت النبي الماء و الطين " : و هذا المقام هو مقام الخليفة ، و الخليفة في هذا الزمان ؛ هو خليفة لله تعالى و خليفة لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ أي : المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " النشأة الروحانية " ، فالجملة غنية عن الشرح ؛ إذ " النشأة الروحانية " لم يتصف بها أحد في الخلق إلا " المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام " ؛ بدليل قوله تعالى : " و مريم ابنت حمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدقت بكلمات ربها و كتبه و كانت من القانتين " سورة التحريم الآية 12 .
2 ـ مقام " ختم الأولياء و طابع الأصفياء " : و هذا المقام هو مقام الختم ، و الختم في هذا الزمان ؛ هو خاتم الأولياء ؛ أي : الإمام المهدي الخاتم عليه السلام لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " النسخة الإنسانية " . فالجملة غنية عن الشرح ؛ إذ " النسخة الإنسانية " لم يتصف بها أحد في الخلق إلا " الإمام المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام " ؛ لأنه ـ عليه السلام ـ أمل الإنسانية الأكبر ، و منقذها من الفتن .
و منه ؛ فإن هذا الرجل الموعود آخر الزمان ؛ يمر بهذين المقامين من دون شك .
إذن : إن " القطب " ، " الإمام المستور " ، " الولي الكامل " ، " الإنسان الكامل " ، " خاتم الأولياء " ، " طابع الأصفياء " ، " خاتم الخلفاء " و " المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام " ؛ كلها أوصاف لإمام الزمان و خليفة الوقت ، و ليست ألقابا فقط .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................... يتبع بإذن الله تعالى ...............
سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 14 :
الموضوع : صفات " إمام الزمان " و " خليفة الوقت " .
يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي ـ غفر الله تعالى له و لوالديه ـ في كتابه " الإنسان الكامل في الإسلام " : " و للأولياء طبقات مرتبة يقوم على ذروتها " القطب " ، و " القطب " كما بين " نيبرج" فأجاد ؛ يحمل تماماً نفس ملامح و صفات " الإمام المستور " عند الشيعة ، و هذا القطب يمثل الوحي الإلهي في كل جيل . إن " الولي الكامل " هو بعينه " الإنسان الكامل " تماماً ، و هو خليفة الله في الكون " كتاب " الإنسان الكامل في الإسلام " ص 67 للدكتور عبد الرحمن البدوي ـ غفر الله تعالى له و لوالديه ـ .
إن هذا الكلام صريح جدا في أن " الإمام المستور " عند فرقة ما تسمى ب : " شيعة أهل البيت " هو نفسه " القطب " " الولي الكامل " " الإنسان الكامل " و " خليفة الله في الكون " . و من المعلوم أن خليفة الله تعالى في هذا الكون في زماننا هذا ؛ هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ الذي هو نفسه الإمام المهدي الخاتم المعهود عليه السلام ، و يشهد على ذلك الخليفة الرابع للنبي صلى الله عليه و سلم علي إبن أبي طالب رضي الله تعالى عنه و أرضاه نفسه ؛ لقوله ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ في خطبة البيان : " أنـا مهـدي الأوان ، أنا عيسى الزمان " من كتاب " الانسان الكامل في الاسلام " ص 142 للدكتور عبد الرحمن بدوي رحمه الله تعالى . و يقصد ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ من ذلك ؛ أن مهدي زمانه ؛ هو نفسه ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ ، و أما مهدي آخر الزمان ؛ فهو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام الذي هو من ولده ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ .
إن هذا الخليفة المذكور ؛ أي : المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ هو الذي أفرد له ـ عليه السلام ـ الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي قدس الله تعالى سره الشريف كتابه المسمى " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " ؛ لقوله ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ عند توضيحه للقصد الذي ألف من أجله هذا الكتاب : " فإن القصد من هذا الكتاب ؛ إنما هو معرفة الخليفة و الختم ، و تنزل الأمر الحتم . فنقول : فرجع عوده على بدئه في ليله ، و إدرك صلاة الصبح مع أهله ؛ فتسود ذلك الجسد على أمثاله ممن تقدم أو تأخر من أشكاله ) كتاب " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب" " لؤلؤة إلتحام اليواقيت و إنتظام المواقيت " .
أقول:
إن لهذا الخليفة و الختم ؛ شكل تقدم ، و شكل تأخر ؛ و هي صفات لا تنطبق في الخلق إلا على المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ لأنه ـ أي : الخليفة و الختم ـ قد سبق أن كان له ـ عليه السلام ـ مثيل ممن تقدم من أشكاله ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " فتسود ذلك الجسد على أمثاله ممن تقدم " ، و ذلك من خلال المسيح عيسى ابن مريم الناصري عليه السلام في بني إسرائيل ؛ إذ كان المسيح الناصري عليه السلام مثيلا للمسيح المحمدي عليه السلام ممن تقدم من الناس من أشكاله ـ عليه السلام ـ ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) " سورة الزخرف . و الشاهد هنا ؛ هو قوله تعالى : " إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) " . و لأنه ـ أي : الخليفة و الختم ـ قد تقدم أن سيكون له ـ عليه السلام ـ مثيل ممن تأخر من أشكاله ـ أي : أشكال الخليفة و الختم ـ ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " أو تأخر من أشكاله " ، و ذلك من خلال المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام في هذه الأمة المرحومة ؛ إذ كان المسيح المحمدي عليه السلام مثيلا للمسيح الناصري عليه السلام ممن تأخر من الناس من أشكاله ـ أي : أشكال الخليفة و الختم ـ ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَ اتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( 61 ) وَ لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( 62 ) " سورة الزخرف . و الشاهد هنا ؛ هو قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) " .
و للشيخ الأكبر محي الدين إبن عربي قدس الله تعالى سره الشريف أسلوبه الخاص به في تعريف هذا الخليفة و هذا الختم ؛ يقول ـ قدس الله تعالى سره الشريف ـ : " و لما تناجت القلوب بأسرارها ، و طلعت الشموس من سماء أنوارها ، و أخذ المجلس حده ، و دخل " أبو العباس " و صاحبه عنده ، إنصرفت محققاً بما عرفت ، و لم تبق نكتة نادرة إلا على باب حضرتي واردة و صادرة ، و لولا عهد الغيرة ما أخذ ، و دخيل إلا فشا الذي نبذ ، لأبرزناه لكم في حلته و بيته ، و لكن سأجعله لكم وراء كنيته ؛ فمن إجترى و رفع ستره ، رأى سيره ، و هكذا فعله في شمس غربنا ... و فعله قبلي من خفي رمز و درج معنى في معمي و لغز " المصدر : كتاب " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " ( بحر طامس و بحر غاطس ) .
أقول:
إن الشيخ الأكبر محي الدين إبن عربي قدس الله تعالى سره الشريف يتكلم في حديثه هذا عن الخليفة و عن الختم ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه عنه ـ عليه السلام ـ " و هكذا فعله في شمس غربنا " ؛ لأنه ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ يقصد ب : " شمس المغرب " ؛ الخليفة الختم المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ كما سنبين ذلك لاحقاً بإذن الله تعالى . لقد وصف الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه أسلوبه في توضيح مقام الخليفة الختم المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ بأنه :
1 ـ خفي رمز : أي : يرمز الشيخ الأكبر إليه ـ عليه السلام ـ بإشارات خفية .
2 ـ درج معنى في معمي : أي : يستعمل الشيخ الأكبر في حقه ـ عليه السلام ـ أسلوب التعمية في إخفاء المقصود .
3 ـ لغز : أي : يحتاج إلى مجهود عقلي ، و فطنه لإستنباط المقصود . و يفهم من هذه الجمل ؛ أنه ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ يستعمل الأسلوب البلاغي في تحديد هاته الشخصية دون تصريح ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ : " و لما سمعت ما ذكره ، و أظهر لعيني ما كان قبل ذلك ستره ، عزم علي في تقييد هذه النبذ الأقدسية … ، و قال : أهو رهن بيدك ، و قد علق فلا تبتئس ، فأمسك عليه ، و لا تخرجه فتعتلس ، فتوجه الأمر علي عند ذلك في إفشاء هذا السر المكتوم و الكتاب المختوم ، إفشاء تعريض لا تصريح ، و إعلام تنبيه و تلويح ..." المصدر : كتاب " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " " بحر طامس و بحر غاطس " .
4 ـ لقد خص الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه بكتابه هذا " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " ؛ لقد خصه ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ للكلام عن الخليفة الختم المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ فقال رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " و كنت نويت أن أجعل فيه ( إسلام أحمدية : أي كتابه عنقاء مغرب " ما أوضحه تارة و أخفيه . أين يكون من هذه النسخة الإنسانية و النشأة الروحانية ؛ مقام الإمام المهدي المنسوب إلى بيت النبي الماء و الطين ؟ و أين يكون منها أيضاً ؛ خاتم الأولياء و طابع الأصفياء ؟ إذ الحاجة إلى معرفة هذين المقامين في الإنسان آكد من كل مضاهيات أكوان الحدثان ... فجعلت هذا الكتاب لمعرفة هذين المقامين " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " " تبيين الغرض من هذا الكتاب " .
أقول :
و إن هذان المقامان المذكوران ؛ هما :
1 ـ مقام " الإمام المهدي المنسوب إلى بيت النبي الماء و الطين " : و هذا المقام هو مقام الخليفة ، و الخليفة في هذا الزمان ؛ هو خليفة لله تعالى و خليفة لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ أي : المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " النشأة الروحانية " ، فالجملة غنية عن الشرح ؛ إذ " النشأة الروحانية " لم يتصف بها أحد في الخلق إلا " المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام " ؛ بدليل قوله تعالى : " و مريم ابنت حمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدقت بكلمات ربها و كتبه و كانت من القانتين " سورة التحريم الآية 12 .
2 ـ مقام " ختم الأولياء و طابع الأصفياء " : و هذا المقام هو مقام الختم ، و الختم في هذا الزمان ؛ هو خاتم الأولياء ؛ أي : الإمام المهدي الخاتم عليه السلام لقوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " النسخة الإنسانية " . فالجملة غنية عن الشرح ؛ إذ " النسخة الإنسانية " لم يتصف بها أحد في الخلق إلا " الإمام المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام " ؛ لأنه ـ عليه السلام ـ أمل الإنسانية الأكبر ، و منقذها من الفتن .
و منه ؛ فإن هذا الرجل الموعود آخر الزمان ؛ يمر بهذين المقامين من دون شك .
إذن : إن " القطب " ، " الإمام المستور " ، " الولي الكامل " ، " الإنسان الكامل " ، " خاتم الأولياء " ، " طابع الأصفياء " ، " خاتم الخلفاء " و " المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام " ؛ كلها أوصاف لإمام الزمان و خليفة الوقت ، و ليست ألقابا فقط .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................... يتبع بإذن الله تعالى ...............
تعليقات
إرسال تعليق