قائم أهل البيت المعهود هو المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ـ الجزء الرابع ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 13 :

الموضوع : قائم أهل البيت المعهود هو المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ـ الجزء الرابع ـ .

      و لما ختم الله تعالى النبوة بالنبي صلى الله عليه و سلم ؛ فلا نبي تشريعي يخالف شرعه ؛ كما يزعم البهائيون في " بهاء الله " ، و لا نبي مستقل عن أمته المرحومة ؛ كما يزعم المسلمون التقليديون في " المسيح عيسى ابن مريم الناصري عليه السلام " ؛ فقد أصبح من المؤكد أن صفة " الرسول " المرسول " مهدياً " ؛ بدليل قوله تعالى : " بالهدى " ؛ لا تنطبق إلا على المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام . خاصة ؛ و أن الله تعالى قد ذكر أن دين الإسلام يظهر على الدين كله في زمانه المبارك ؛ بدليل قوله تعالى : " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ " سورة براءة الآية 33 . و سورة الفتح الآية 28 . و سورة الصف الآية 8 . و لقول النبي صلى الله عليه و سلم ؛ كما ورد في الحديث النبوي الشريف الصحيح الذي رواه الإمام أحمد إبن حنبل رحمه الله تعالى ، و المبين في المنشور السابق . و من المعلوم أن دين الإسلام لم يظهر على الدين كله في الزمان الأول للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ كما هو ثابت من النصوص الدينية الإسلامية و من التاريخ ، إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم قد أخبر أن ذلك سيكون على يد المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ، و ذلك في آخر الزمان ؛ فأحاديثه ـ صلى الله عليه و سلم ـ تفسر تلك الآيات القرآنية الكريمة .
      فعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما و أرضاهما عن النبي صلى الله عليه و سلم ؛ قال : " لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطول الله تلك الليلة حتى يملك رجلا من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي ، و إسم أبيه إسم أبي ، يملأها قسطاً و عدلا ؛ كما ملئت ظلماً و جوراً ، و يقسم المال بالسوية ، و يجعل الله الغنى في قلوب هذه الأمة ، فيمكث سبعا أو تسعا ، ثم لا خير في عيش الحياة بعد المهدي " أخرجه أبو نعيم رحمه الله تعالى ، و حكاه الإمام السيوطي في كتابه " الحاوي " ، و له شواهد صحيحة و حسنة . المصدر : كتاب " عقد الدرر " حديث رقم 2840 ص 244 .
أقول :
      إن هذا الرجل الذي هو من أهل البيت عليهم السلام ، و الذي إسمه ـ عليه السلام ـ يواطئ إسم النبي صلى الله عليه و سلم ، و الذي إسم أبيه ـ عليه السلام ـ يواطئ إسم أب النبي الله عليه و سلم ؛ هو المسيح عيسي ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ، و الذي هو الإمام المهدي القرشي البيتي الفاطمي الخاتم المعهود عليه السلام ؛ بشاهد قوله صلى الله عليه و سلم : " لا خير في عيش الحياة بــعد المهدي " . و ذلك للخير الذي يصيب هذه الأمة المرحومة في زمانه ـ عليه السلام ـ ، و بعده ـ عليه السلام ـ يبقى شرار الناس ؛ بدليل ما رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى من حديث النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنهما و أرضاهما ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " .. فتقبض روح كل مؤمن و مسلم و يبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة " .
      و تؤيد طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة ؛ هذا الإعتقاد الصحيح ؛ بأن الإمام المهدي البيتي الفاطمي الخاتم المعهود عليه السلام آخر هذه الأمة المرحومة ما هو إلا المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ نذكر منها على سبيل " المثال " لا على سبيل ـ الحصر ـ ما يلي :
أولا : عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه و أرضاه ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ينزل عيسى ابن مريم على ثمانمائة رجل و أربعمائة إمرأة أخيار من على الأرض و صلحـاء من مضى " أخرجه الإمام الديلمي رحمه الله تعالى . المصدر : كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " حديث رقم 69 ص 254 .
ثانيا : جاء في الأثر عن عبد الله إبن عمرو إبن العاص رضي الله تعالى عنهما و أرضاهما ؛ قال : " أحب شيئ إلى الله الغرباء . قيل : أي شيئ الغرباء ؟ قال : الذين يفرون بدينهم و يجتمعون إلى عيسى ابن مريم " أخرجه نعيم بن حماد رحمه الله تعالى فـي كتابه " الفتن " .المصدر : كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " حديث رقم 52 ص 228 .
ثالثا : عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ عن النبي صلى الله عليه و سلم ؛ قال : " عصابتان من أمتـي أحرزهما  الله من النار ، عصابة تغزو الهند و عصابة تكـون مع عيسى ابن مريم عليه السلام " أخرجه الإمامان النسائي و أحمد إبن حنبل رحمهما الله تعالى ، و صحيح على شرط الإمام النسائي رحمه الله تعالى . المصدر : كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " حديث رقم 9 ص 139 .
رابعا : عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله تعالى عنه و أرضاه ؛ قال : بعثني خالد بن الوليد بشيراً إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مؤته ، فلما دخلت عليه ؛ قلت : يا رسول الله . فقال : " على رسلك يا عبد الرحمن . أخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل ، رحم الله زيداً ، ثم أخذ اللواء جعفر فقاتل فقتل ، رحم الله جعفر ، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة ، فقاتل فقتل ، رحم الله عبد الله .ثم أخذ اللواء  خالد ، ففتح الله لخالد ، فخالد سيف من سيوف الله . فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فقال : ما يبكيكم ؟ قالوا : و مالنا لا نبكي و قد قتل خيارنا و أشرافنا و أهل الفضل منا . فقال : لا تبكوا فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فأجتث زواكيها ، و هيأ مساكنها ، و حلق سعفها ، فأطعمت عاماً فوجاً ثم عاما فوجاً ثم عاماً فوجاً ، فلعل آخرها طعماً يكون أجودها قنواناً أطولها شمراخاً ، و الذي بعثني بالحق نبياً  ليجدن عيسى ابن مريم في أمتي خلفاً من حواريه " أخرجه الحكيم الترمذي رحمه الله تعالى . المصدر : كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " .حديث رقم 40 ص211 .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................. يتبع بإذن الله تعالى ................