زمان المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 34 :
الموضوع : زمان المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام .

      يقول الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " و أن الختم الذي يحمل لواء الولاية ؛ يكون المنتهى للمقام و الغاية ، و أنه كان ختما لا يعرف ، و كان له الأمر لا يرد و لا يصرف ، في روحانية متجسدة ، و فردانية متعددة ... فيصير من كان نبيا عندما بعث صلى الله عليه وسلم وليا ، بحسن الإستماع ، و حكم الإتباع ، و إلتحق بالطاعة و كان من بعض أطوار القيامة " المصدر : كتاب " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " " نكتة تمام الأنبياء في تعيين ختم الأولياء " .

الشرح و التعليق على قول الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و أرضاه :
      لقد سبق و أن شرحنا قول الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و أرضاه هذا ، و لكن الذي يهمنا من قوله هذا في موضوع اليوم " زمان المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام " ؛ هو قوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " و إلتحق بالطاعة و كان من بعض أطوار القيامة " .

أقول :
       إن مثيل المسيح الموسوي عليه السلام ؛ أي : المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ هو الذي جعله الله تعالى " بعض من أطوار القيامة " ؛ أي : " علم للساعة " ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَ اتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( 61 ) " سورة الزخرف . و لقوله صلى الله عليه و سلم : " لقيت ليلة أسري بي إبراهيم و موسى و عيسى . قال : فتذاكروا أمر الساعة ، فردوا أمرهم إلى إبراهيم ؛ فقال : لا علم لي بها ،  فردوا الأمر إلى موسى ؛ فقال : لا علم لي بها . فردوا الأمر إلى عيسى ؛ فقال : أما وجبتها ؛ فلا يعلمها أحد إلا الله تعالى . ذلك ؛ و فيما عهد إلي ربي عز وجل ؛ أن الدجال خارج . فقال : و معي قضيبان ؛ فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص ؛ قال : فيهلكه الله ، حتى أن الحجر و الشجر ؛ ليقول : يا مسلم ! إن تحتي كافرا ؛ فتعال فأقتله . قال : فيهلكهم الله تعالى " . رواه الإمام أحمد إبن حنبل رحمه الله تعالى . المصدر : كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " حديث رقم 14 ص 158 . و لقوله صلى الله عليه و سلم : " أراني الليلة عند الكعبة في المنام ، فإذا برجل آدم كأحسن ما ترى من آدم الرجال ، تضرب لمته بين منكبيه ، رجل سبط الشعر . يقطر ماء ، واضعا يديه على منكبي رجلين ، و هو بينهما ؛ يطوف بالبيت ؛ فقلت : من هذا ؟ قالوا المسيح ابن مريم . ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قطـطا ؛ أعـور العين اليمنى ؛ يطوف بالبيت ؛ فقلت : من هذا ؟ قالوا : المسيح الدجال " المصدر : كتاب : " صحيح البخاري " ج 4 ص 203 .

      إذا : يتضح من قول الله تعالى في القرآن الكريم ؛ أن زمان نزول المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ يكون عندما يتخذ الناس آلهة باطلة ؛ كبدعة إتخاذ المخلوق إلها ، أو كتقديم آراء المشائخ المضلين على قول الله تعالى و على حديث رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم ؛ أو كإتباع العقل القاصر وحده في فهم المسائل الدينية ، أو كإتباع شهوات النفس و هواها ، أو كالإلتزام بالتقاليد البدعية الفارغة ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ " . كما يتضح من حديث النبي صلى الله عليه و سلم في الأحاديث الشريفة ؛ أن زمان بعثة و ظهور المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ يكون عند خروج المسيح الدجال ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم على لسان المسيح الموسوي عليه السلام : " و فيما عهد إلي ربي عز وجل ؛ أن الدجال خارج " . و عند تعرض المسيح الدجال لدين الإسلام ؛ بالتشكيك في وحدانية الله تعالى ، و بالإساءة لمؤسسه صلى الله عليه و سلم ؛ و بإضلال الناس عن عقائده و كتابه المقدس ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قطـطا ؛ أعـور العين اليمنى ؛ يطوف بالبيت ؛ فقلت : من هذا ؟ قالوا : المسيح الدجال " .

      لقد بين الشيخ إبراهيم الكولخي رحمه الله تعالى أنه القطب الأخير في زمانه بمنطقته التي يقطن فيها ، و أن الذي يخلفه هو الإمام المهدي عليه السلام ؛ لقوله رحمه الله تعالى :
ـ إني و إن كنت الأخير  زمانه * لأرجو بشارات الأمين لصحبه .
      و إن هذه البشارات ؛ هي ما بشر به النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم ؛ بنزول المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " ليجدن عيسى ابن مريم في أمتي خلفاً من حواريه " .

و يقول الشيخ رحمه الله تعالى أيضا :
ـ سيأتي زمان لا يزال و أمتي * و ما قال في عيسى سلو لحزبه .
و يقول رحمه الله تعالى شارحا هذا البيت :
ـ أرجوا لقاء المهدي عونا و مرشدا * له كل وقت من رضاي مجاله .
ـ فتمسي النصارى كالجليد تشعشعت * عليـه ذكاء كلهم ضاق حاله .
و يقول الشيخ رحمه الله تعالى مبينا أن الإمام المهدي الخاتم عليه السلام هو نفسه المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام :
 ـ و أهدي الإمام المهدي الختم مرشدا * له كل وقت في مجال و مرقد .
و قال رحمه الله تعالى في قصيدة أخرى :
ـ و يختم عيسى لا تكون ولاية * بعيد ممات الروح فالخير يدفن .
      و محاججة لأتباع الطريقة التجانية ؛ أقول : لما كان إنتقال سر الخلافة الربانية يكون عن طريق قاعدة الخلفاء الأبدال ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر " ؛ فإن المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام هو خليفة الشيخ إبراهيم الكولخي رحمه الله تعالى بلا فاصل زمني في منطقته .
إستراحة :
      يقول سعيد أيوب : " تقول جين داكسون عن القائد المسلم المهدي المنتظر : " عندما يبلغ التاسعة و العشرين أو الثلاثين ؛ يعلن عن نفسه للعالم كله " كتاب " آخر ساعة " ، و يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " يبعث بين الثلاثين و الأربعين " كتاب : " الحاوي " ص 239 .ثم قالت جين داكسـون : " و يقوم هذا الشاب بنشر دعوته و تعاليم دينه ، و إن عقيدته لن تكون هي المسيحية ، بل نوع آخر من التوحيد ، يقوم على قوة الله العليا " . المصدر : " المسيح الدجال في أصول الديانات الكبرى " ص161 بالهامش .
أقول :
      إن خلاصة تلك المعاني ؛ تفيد بأن المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام يدين بدين " الإسلام المحمدي الأصيل " ، و الذي تمثله اليوم " الجماعة الإسلامية الأحمدية " ، و هذا هو النوع الآخر من التوحيد ؛ غير المسيحية .
 
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.............. يتبع بإذن الله تعالى ..................