تشريع المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية28 :
الموضوع : تشريع المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام .

      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي قدس الله تعالى سره الشريف : " و أنه زايل عن مرتبته بختمه ، و ظاهر بعلم غيره لا بعلمه ، و جار في ملكه على خلاف حكمه ، و لولا ظهر بهذا العلم ، و حكم بهذا الحكم ، لما صحّ له مقام الختم ، و لا ختمت به ولاية ، و لا كملت به هداية ، و أن له حشرين " كتاب " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " " إفصاح الكتاب العزيز بمقاماته " .

الشرح و التعليق على قول الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و أرضاه :
      إن قوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " و أنه زايل عن مرتبته بختمه " ؛ معناه : أن المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام يواصل في ترقيه الروحاني ؛ فيرتقي من الدرجة الروحانية التي تسمى ؛ ب : " الهداية " إلى الدرجة الروحانية التي تسمى ؛ ب : " النبوة " ؛ لأنه خاتم الخلفاء . ف : " زايل " في حديثه ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ هذا ؛ جاءت بمعنى : " يواصل " .
      و أما قوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " و ظاهر بعلم غيره لا بعلمه " ؛ فمعناه : أن المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ظاهر على الأديان الأخرى بشريعة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ كما ظهر  المسيح المخلص عيسى ابن مريم الموسوي عليه السلام بشريعة نبي الله تعالى موسى عليه السلام على الأديان كلها في زمنه ـ عليهما السلام ـ ، و أنه ـ عليه السلام ـ لا يظهر بإجتهاداته الشخصية ؛ بل يقفوا من كتاب الله المجيد ، و ما ثبت من سنة النبي صلى الله عليه و سلم المطهرة ، و ما صح من أحاديثه المشرفة ، و ما أجمع عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم ، و ما إتفق عليه علماء الملة .
      و أما قوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " و جار في ملكه على خلاف حكمه " ؛ فمعناه : أن المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام جار في ملكه الروحاني لهذه الأمة المرحومة ؛ سواء عن طريق شخصه الكريم ، أو عبر الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ؛ فإن الملك فيهما لله تعالى و لرسوله الكريم صلى الله عليه و سلم ، و ذلك بتحكيم الشريعة الإسلامية المحمدية ، على خلاف حكم مثيله المسيح المخلص عيسى ابن مريم الموسوي عليه السلام ؛ الذي تم بتحكيم شريعة نبي الله تعالى موسى عليه السلام .
      و أما قوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " و لولا ظهر بهذا العلم ، و حكم بهذا الحكم " ؛ فمعناه : أنه لو لم يظهر الرجل الموعود لكل الأمم و الأديان بشريعة النبي صلى الله عليه و سلم و بحكم الإسلام المحمدي  ـ مثل المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ـ ، و ظهر بشريعة نبي الله تعالى موسى عليه السلام و بحكم الإسلام الموسوي ـ مثل المسيح المخلص عيسى ابن مريم الموسوي عليه السلام ـ ؛ لما صح له مقام الختم .
      و أما قوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " لما صح له مقام الختم ، و لا ختمت به ولاية ، و لا كملت به هداية " ؛ فمعناه : أنه لو ظهر و حكم الرجل الموعود لآخر الزمان بشريعة و بحكم غير شريعة و حكم خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، و ظهر و حكم بشريعة و بحكم نبي الله تعالى موسى عليه السلام ، لما صح للنبي صلى الله عليه و سلم لقب و صفة " خاتم النبيين " ، و لما صح لولده المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام لقب و صفة " خاتم الأولياء " ، و لا " خاتم الأوصياء " ، و لا " خاتم الأئمة " ؛ لأنه لو ختمت الولاية على المسيح المخلص عيسى ابن مريم الموسوي عليه السلام ؛ لأصبح هو ـ عليه السلام ـ خاتم النبيين و ليس النبي صلى الله عليه و سلم . و بما أننا في زمن نبوة النبي صلى الله عليه و سلم التي تمتد من بعثته إلى يوم القيامة ؛ فإنه لا يصح للمسيح المخلص عيسى ابن مريم الموسوي عليه السلام صفة الختم ؛ لأنه ـ عليه السلام ـ ليس من أمته المباركة ، بل هو من أمة نبي الله تعالى موسى عليه السلام ، و ليس متبعا لشريعته الغراء ، بل متبعا للشريعة الموسوية . و بالتالي : فإنه لا تختم الهداية بالرجل الموعود إلا إذا كان من أمته المرحومة ، و إلا إذا كان متبعا لشريعته الخاتمة ؛ لأنه لو قدر الله تعالى لجميع أنبياء السلسلة الموسوية ـ من أولهم إلى آخرهم ـ العودة للحياة ؛ لعادوا متبعين لشريعة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لو كان موسى حـيا ؛ ما وسعه إلا إتباعي " كتاب : " التصريح بما تواتر في نزول المسيح "  ص 92 على الهامش . و أما شهادة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ فهي : " ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب ... و يعمل في الناس بسنة نبيهم " ؛ أي بسنة خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، و ليس بسنة مثيله ؛ سنة نبي الله تعالى موسى عليه السلام ، كما أن في حديث للنبي صلى الله عليه و سلم هذا ؛ دلالة على أن أخواله من قريش ، و لقد نسب لأمه رضي الله تعالى عنها و أرضاها ، لإتمام المماثلة بينه و بين المسيح الموسوي عليه السلام .
      و أما قوله رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " و أن له حشرين " ؛ فيتبع في منشورات لاحقة بإذن الله تعالى .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
..........................يتبع بإذن الله تعالى ............