الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني". لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية": إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 54 :
الموضوع : " صفة " في " الإمام " تؤكد أن " الأحمدية " هي " الفرقة الناجية " .
يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " وَ تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَ سَبْعِينَ مِلَّةً ؛ كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً . قَالُوا : وَ مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَ أَصْحَابِي " رواه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى .
" " و عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه و سلم - صعد أحدا ؛ و أبو بكر و عمر و عثمان ؛ فرجف بهم ؛ فضربه برجله . فقال : " أثبت أحد ، فإنما عليك نبي و صديق و شهيدان " " رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى . كتاب " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " باب " مناقب هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم الفصل الأول " رقم الحديث 6083 .
لقد شرح النبي صلى الله عليه و سلم حديثه الشريف الأول ؛ أي : " مَا أَنَا عَلَيْهِ وَ أَصْحَابِي " ؛ بحديثه الشريف الثاني ؛ أي : " فإنما عليك نبي و صديق و شهيدان " . و معنى ذلك أن الفرقة الناجية هي التي يكون فيها نبي مرسل كخاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، و هي التي يكون فيها صحابة كصحابة خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ؛ نتيجة إيمانهم بهذا النبي الرسول ؛ لأن صحابة أي نبي و أي رسول قد يتحصلون على المراتب الروحانية ؛ مثل " الصديقية " و " الشهداء " نتيجة إيمانهم بالنبي المرسل كقاعدة عامة ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( 19 ) " سورة الحديد . فلا يمكن أن تكون الفرقة الناجية مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم إلا إذا كان إمامها نبي و رسول و خليفة و مبعوث من عند الله تعالى ، و إلا إذا كانت جماعتها كصحابة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ فتشهد له بصدق إدعائه و بصحة دعواه ، و متخذة إياه إماماً لها ؛ بصفته مبعوثا من عند الله تعالى ؛ فتماثل بذلك ما كان عليه الأنبياء عليهم السلام و صحابتهم المنتجبين عموما ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشــُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ( 69 ) " سورة النساء . و ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم عموما ؛ بدليل قوله تعالى : " يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( 1 ) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ( 2 ) وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 3 ) ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 4 ) " سورة الجمعة .
إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يترك مجالا لرجال الدين و لعوام الناس لتحديد هوية هذا الإمام ؛ بل قد بينها ـ صلى الله عليه و سلم ـ بنفسه ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم في حقه : " مَا أَنَا عَلَيْهِ وَ أَصْحَابِي " ؛ مشبها إياه بشخصه الخاتم ، و مشبها جماعته بصحابته رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم ؛ حتى أنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ قد بالغ في هذا التشبيه ؛ بإستعماله ؛ ل " التشبيه البليغ " . و ذلك حتى لا تضل أمته بعده . لقد بين النبي صلى الله عليه و سلم هوية " الإمام " ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أمين سره ـ صلى الله عليه و سلم ـ حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير ، و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني . فقلت يا رسول الله : إنا كنا في جاهلية و شر فجاءنا الله بهذا الخير ؛ فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم قلت . و هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ؛ و فيه دخن . قلت و ما دخنه ؟ فقال : قوم يهدون بغير هَدْي تعرف منهم و تنكر . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ؛ دعاة على أبواب جهنم ؛ من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت : يا رسول الله صفهم لنا . قال : هم من جلدتنا ، و يتكلمون بألسنتنا . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين و إمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم إمام و لا جماعة . قال : فإعتزل تلك الفرق كلها ، و لو أن تعض بأصـل شجرة حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " .
إن هذا الحديث النبوي الشريف يؤكده القرآن الكريم ، و يعضده أحاديث نبوية شريفة أخرى ؛ فهي تتفق على أن أول هذه الأمة المرحومة خير ؛ و كيف لا تكون على خير و فيها إمام و نبي مرسل من عند الله تعالى ؟ بدليل قوله صلى الله عليه و سلم : " خير أمتي أولها و آخرها و في وسطها الكدر و لن يخزي الله أمة أنا أولها و المسيح آخرها " أخرجه الحكيم الترمذي رحمه الله تعالى في كتابه " نوادر الأصول " عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه و أرضاه . و أما وسط هذه الأمة المرحومة فهم ليسوا على خير ؛ لأنهم تجاهلوا خلفاء النبي صلى الله عليه و سلم المبعوثين من عند الله تعالى ، و لإتباعهم ملوكهم و أمراءهم و رؤساءهم في الأمور الدينية ، و لطاعتهم المشايخ المضلين و الملات الفاسدين في الإعراض عن خلفاء الله تعالى ، و عدم الإعتراف بحقهم في الإمامة ؛ فكانوا شراً محضاً ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " خير هذه الأمة أولها و آخرها أولها فيهم رسول الله و آخرها فيهم عيسى ابن مريم و بين ذلك ثبج أعوج ليس منك و لست منهم " كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " حديث رقم 64 . و أما آخر هذه الأمة المرحومة فهم على خير كذلك ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ كُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ( 7 ) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ( 8 ) وَ أَصْحَابُ الْمَشْئمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ( 9 ) وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( 10 ) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( 11 ) فِي جَنَّاتِ النَّـعِيمِ ( 12 ) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( 13 ) وَ قَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ( 14 ) " سورة الواقعة . لأنه في ذلك الزمن ؛ يبعث الله تعالى المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام خليفة له و لخاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، و ذلك ليعيد هذه الأمة المرحومة إلى الإسلام الحقيقي و إلى سنته ـ صلى الله عليه و سلم ـ المطهرة و إلى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة . إلا أن أئمة الضلالة ينازعونه في سلطانه ؛ فيكون زمانه خير إلا أن فيه دخن ـ أي : شر ـ ، و ذلك بسبب تكذيب الفرق الإثنتين و السبعين النارية له و محاربتها لجماعته ؛ و هو معنى ما ورد في الحديث النبوي الشريف : " قال : نعم ؛ و فيه دخن . قلت و ما دخنه ؟ فقال : قوم يهدون بغير هَدْي تعرف منهم و تنكر . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ؛ دعاة على أبواب جهنم ؛ من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت : يا رسول الله صفهم لنا . قال : هم من جلدتنا ، و يتكلمون بألسنتنا . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين و إمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم إمام و لا جماعة . قال : فإعتزل تلك الفرق كلها ، و لو أن تعض بأصـل شجرة حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " .
لا شك أن في زماننا هذا بعض من الفرق السنية كالإخوان المسلمين و من الفرق الشيعية كأتباع الخميني و من لف لفهما لهم إمام يأتمرون بأمره ؛ إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم أوصى أمين سره بإعتزالهم و عدم بيعتهم ؛ كما ورد في هذا الحديث النبوي الشريف : " قلت : فإن لم يكن لهم إمام و لا جماعة . قال : فإعتزل تلك الفرق كلها ، و لو أن تعض بأصـل شجرة حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " . و السبب في ذلك أن هؤلاء الأئمة المزعومين قد نصبوا أنفسهم للإمامة ، أو أن الناس قد إنتخبتهم لذلك ، و هو الأمر الذي لا يصح ؛ فالله تعالى هو الذي يعين خلفائه ببعثتهم من عنده . بل إن هذه الفرق المتفرقة و المختلفة لا يصح تسميتها بالجماعة ، و ذلك لعدم إتصافها بصفة " الجماعة " ، كما أن هؤلاء الأئمة المزعومين لا يصح تسميتهم بالأئمة ، و ذلك لعدم إتصافهم بصفة " الإمامة الإلهية " .
إن هذا هو السبب الذي أدى إلى إلقاء إثنتين و سبعين فرقة في النار ؛ أي أن معرفة إمام الزمان و خليفة الوقت هو الذي يميز بين الفرقة الناجية و إمامها من الفرق الضالة و أئمتهم . فإن كنت تريد أن تعرف نفسك . هل أنت من الفرقة الناجية أم من الفرق الضالة ؟ فما عليك إلا أن تبحث عن هوية لإمام فرقة يدعي بأن الله تعالى قد بعثه . فإن عرفت أن إمامك يدعي ذلك ، و تحققت من صدق إدعائه و صحة دعواه ؛ فأحمد الله تعالى على ذلك ، و أسأله الثبات و آداء حقوق بيعته ، و إن عرفت غير ذلك . فأين أنت من الفرقة الناجية ؟ بل عليك أن تبحث عنها لأنك من فرق النار .
و إختصارا لجهدك و وقتك . فإني أبشرك بأن لا فرقة يدعي إمامها أنه مبعوث من عند الله تعالى إلا الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية .
فب : " صفة الإمام " ؛ علم بأن " الأحمدية " هي " الفرقة الناجية " .
يقول الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه و أرضاه " لا تعرف الحق بالرجال ، بل إعرف الحق تعرف أهله " .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............... يتبع بإذن الله تعالى ............
سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 54 :
الموضوع : " صفة " في " الإمام " تؤكد أن " الأحمدية " هي " الفرقة الناجية " .
يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " وَ تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَ سَبْعِينَ مِلَّةً ؛ كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً . قَالُوا : وَ مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَ أَصْحَابِي " رواه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى .
" " و عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه و سلم - صعد أحدا ؛ و أبو بكر و عمر و عثمان ؛ فرجف بهم ؛ فضربه برجله . فقال : " أثبت أحد ، فإنما عليك نبي و صديق و شهيدان " " رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى . كتاب " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " باب " مناقب هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم الفصل الأول " رقم الحديث 6083 .
لقد شرح النبي صلى الله عليه و سلم حديثه الشريف الأول ؛ أي : " مَا أَنَا عَلَيْهِ وَ أَصْحَابِي " ؛ بحديثه الشريف الثاني ؛ أي : " فإنما عليك نبي و صديق و شهيدان " . و معنى ذلك أن الفرقة الناجية هي التي يكون فيها نبي مرسل كخاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، و هي التي يكون فيها صحابة كصحابة خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ؛ نتيجة إيمانهم بهذا النبي الرسول ؛ لأن صحابة أي نبي و أي رسول قد يتحصلون على المراتب الروحانية ؛ مثل " الصديقية " و " الشهداء " نتيجة إيمانهم بالنبي المرسل كقاعدة عامة ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( 19 ) " سورة الحديد . فلا يمكن أن تكون الفرقة الناجية مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم إلا إذا كان إمامها نبي و رسول و خليفة و مبعوث من عند الله تعالى ، و إلا إذا كانت جماعتها كصحابة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ فتشهد له بصدق إدعائه و بصحة دعواه ، و متخذة إياه إماماً لها ؛ بصفته مبعوثا من عند الله تعالى ؛ فتماثل بذلك ما كان عليه الأنبياء عليهم السلام و صحابتهم المنتجبين عموما ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشــُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ( 69 ) " سورة النساء . و ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم عموما ؛ بدليل قوله تعالى : " يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( 1 ) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ( 2 ) وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 3 ) ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 4 ) " سورة الجمعة .
إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يترك مجالا لرجال الدين و لعوام الناس لتحديد هوية هذا الإمام ؛ بل قد بينها ـ صلى الله عليه و سلم ـ بنفسه ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم في حقه : " مَا أَنَا عَلَيْهِ وَ أَصْحَابِي " ؛ مشبها إياه بشخصه الخاتم ، و مشبها جماعته بصحابته رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم ؛ حتى أنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ قد بالغ في هذا التشبيه ؛ بإستعماله ؛ ل " التشبيه البليغ " . و ذلك حتى لا تضل أمته بعده . لقد بين النبي صلى الله عليه و سلم هوية " الإمام " ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أمين سره ـ صلى الله عليه و سلم ـ حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه و أرضاه : " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير ، و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني . فقلت يا رسول الله : إنا كنا في جاهلية و شر فجاءنا الله بهذا الخير ؛ فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم قلت . و هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ؛ و فيه دخن . قلت و ما دخنه ؟ فقال : قوم يهدون بغير هَدْي تعرف منهم و تنكر . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ؛ دعاة على أبواب جهنم ؛ من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت : يا رسول الله صفهم لنا . قال : هم من جلدتنا ، و يتكلمون بألسنتنا . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين و إمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم إمام و لا جماعة . قال : فإعتزل تلك الفرق كلها ، و لو أن تعض بأصـل شجرة حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " .
إن هذا الحديث النبوي الشريف يؤكده القرآن الكريم ، و يعضده أحاديث نبوية شريفة أخرى ؛ فهي تتفق على أن أول هذه الأمة المرحومة خير ؛ و كيف لا تكون على خير و فيها إمام و نبي مرسل من عند الله تعالى ؟ بدليل قوله صلى الله عليه و سلم : " خير أمتي أولها و آخرها و في وسطها الكدر و لن يخزي الله أمة أنا أولها و المسيح آخرها " أخرجه الحكيم الترمذي رحمه الله تعالى في كتابه " نوادر الأصول " عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه و أرضاه . و أما وسط هذه الأمة المرحومة فهم ليسوا على خير ؛ لأنهم تجاهلوا خلفاء النبي صلى الله عليه و سلم المبعوثين من عند الله تعالى ، و لإتباعهم ملوكهم و أمراءهم و رؤساءهم في الأمور الدينية ، و لطاعتهم المشايخ المضلين و الملات الفاسدين في الإعراض عن خلفاء الله تعالى ، و عدم الإعتراف بحقهم في الإمامة ؛ فكانوا شراً محضاً ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " خير هذه الأمة أولها و آخرها أولها فيهم رسول الله و آخرها فيهم عيسى ابن مريم و بين ذلك ثبج أعوج ليس منك و لست منهم " كتاب " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " حديث رقم 64 . و أما آخر هذه الأمة المرحومة فهم على خير كذلك ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ كُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ( 7 ) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ( 8 ) وَ أَصْحَابُ الْمَشْئمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ( 9 ) وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( 10 ) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( 11 ) فِي جَنَّاتِ النَّـعِيمِ ( 12 ) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( 13 ) وَ قَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ( 14 ) " سورة الواقعة . لأنه في ذلك الزمن ؛ يبعث الله تعالى المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام خليفة له و لخاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، و ذلك ليعيد هذه الأمة المرحومة إلى الإسلام الحقيقي و إلى سنته ـ صلى الله عليه و سلم ـ المطهرة و إلى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة . إلا أن أئمة الضلالة ينازعونه في سلطانه ؛ فيكون زمانه خير إلا أن فيه دخن ـ أي : شر ـ ، و ذلك بسبب تكذيب الفرق الإثنتين و السبعين النارية له و محاربتها لجماعته ؛ و هو معنى ما ورد في الحديث النبوي الشريف : " قال : نعم ؛ و فيه دخن . قلت و ما دخنه ؟ فقال : قوم يهدون بغير هَدْي تعرف منهم و تنكر . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ؛ دعاة على أبواب جهنم ؛ من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت : يا رسول الله صفهم لنا . قال : هم من جلدتنا ، و يتكلمون بألسنتنا . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين و إمامهم . قلت : فإن لم يكن لهم إمام و لا جماعة . قال : فإعتزل تلك الفرق كلها ، و لو أن تعض بأصـل شجرة حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " .
لا شك أن في زماننا هذا بعض من الفرق السنية كالإخوان المسلمين و من الفرق الشيعية كأتباع الخميني و من لف لفهما لهم إمام يأتمرون بأمره ؛ إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم أوصى أمين سره بإعتزالهم و عدم بيعتهم ؛ كما ورد في هذا الحديث النبوي الشريف : " قلت : فإن لم يكن لهم إمام و لا جماعة . قال : فإعتزل تلك الفرق كلها ، و لو أن تعض بأصـل شجرة حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " . و السبب في ذلك أن هؤلاء الأئمة المزعومين قد نصبوا أنفسهم للإمامة ، أو أن الناس قد إنتخبتهم لذلك ، و هو الأمر الذي لا يصح ؛ فالله تعالى هو الذي يعين خلفائه ببعثتهم من عنده . بل إن هذه الفرق المتفرقة و المختلفة لا يصح تسميتها بالجماعة ، و ذلك لعدم إتصافها بصفة " الجماعة " ، كما أن هؤلاء الأئمة المزعومين لا يصح تسميتهم بالأئمة ، و ذلك لعدم إتصافهم بصفة " الإمامة الإلهية " .
إن هذا هو السبب الذي أدى إلى إلقاء إثنتين و سبعين فرقة في النار ؛ أي أن معرفة إمام الزمان و خليفة الوقت هو الذي يميز بين الفرقة الناجية و إمامها من الفرق الضالة و أئمتهم . فإن كنت تريد أن تعرف نفسك . هل أنت من الفرقة الناجية أم من الفرق الضالة ؟ فما عليك إلا أن تبحث عن هوية لإمام فرقة يدعي بأن الله تعالى قد بعثه . فإن عرفت أن إمامك يدعي ذلك ، و تحققت من صدق إدعائه و صحة دعواه ؛ فأحمد الله تعالى على ذلك ، و أسأله الثبات و آداء حقوق بيعته ، و إن عرفت غير ذلك . فأين أنت من الفرقة الناجية ؟ بل عليك أن تبحث عنها لأنك من فرق النار .
و إختصارا لجهدك و وقتك . فإني أبشرك بأن لا فرقة يدعي إمامها أنه مبعوث من عند الله تعالى إلا الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية .
فب : " صفة الإمام " ؛ علم بأن " الأحمدية " هي " الفرقة الناجية " .
يقول الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه و أرضاه " لا تعرف الحق بالرجال ، بل إعرف الحق تعرف أهله " .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............... يتبع بإذن الله تعالى ............
تعليقات
إرسال تعليق