كلمة ختامية للجزء الثاني من سلسلة حقيقة " دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية " ـ الجزء الثاني ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ أهل السنة البيضاء المحمدية ـ الطريقة النقية الأحمدية .
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 56 :
الموضوع : كلمة ختامية للجزء الثاني من سلسلة حقيقة " دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية " ـ الجزء الثاني ـ .

 
      إن من بين الأسئلة الشائعة التي تواجهها الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية و مؤسسها ـ عليه السلام ـ منذ نشأتها الطيبة ، و بعثته المباركة ؛ أنه إذا كان المسيح الدجال يسبق المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ـ أي : ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام ـ . فأين هو ؟

أقول :
      إن المسيح الدجال من الأمور المتشابهة ؛ إذ لم تتفق هذه الأمة المرحومة على تحديده بدقة ؛ حتى أن أمره قد أشكل على خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم ؛ إذ لم يتبينوا حقيقة الصحابي " بن صياد " رضي الله تعالى عنه و أرضاه . هل هو المسيح الدجال أم لا ؟ ؛ إذا : إن المسيح الدجال من الأمور المتشابهة لا من الأمور المحكمة ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَ هُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ ، مِمَّا يُبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ " كتاب : " التذكرة " للإمام القرطبي رحمه الله تعالى ؛ باب " الدجال " . و لقوله صلى الله عليه و سلم : " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ ، وَ إِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ ، فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا فِي الْأَرْضِ ، الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ ، وَ الْيَوْمُ مِنْهَا كَالشَّهْرِ ، وَ الْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ ، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ ، وَ لَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ ، حِمَارٌ يركَبُهُ عُرْضُ ما بينَ أُذُنَيْهِ أربعونَ ذِرَاعًا فَيَقُولُ للناسِ أنا ربُّكُم وهو أَعْوَرُ و إنَّ ربَّكُمْ عزَّ وجلَّ ليس بأعْوَرَ مَكْتُوبٌ بينَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ مُهَجَّاةٌ يَقْرُؤُهُ كُلُّ مؤمِنٍ كاتِبٌ و غيرُ كاتِبٍ يردُ كلَّ ماءٍ و مَنْهَلٍ إلَّا المدينَةَ و مَكةَ حرمَهُمَا اللهُ عزَّ وجلَّ عليه و قامَتْ الملائِكَةُ بأبْوابِها مَعَهُ جِبَالٌ من خبزٍ و الناسُ في جَهْدٍ إلَّا مَنِ اتَّبَعَهُ و معَهُ نَهْرَانِ أَنَا أعلَمُ بِهِمَا مِنْهُ نَهْرٌ يقولُ الجنةُ و نهرٌ يقولُ النارُ فمن أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الجنَّةَ فهو النارُ و من أُدْخِلَ الَّذِي يسميهِ النارَ فهو الجنةُ قال و تُبْعَثُ معه شياطينُ تُكَلِّمُ الناسَ و معَهُ فتنةٌ عظيمةٌ يأمُرُ السماءَ فتمطِرْ فيما يَرَى الناسُ فيقولُ للناسِ أيُّها الناسُ هلْ يفعلُ مثلَ هذَا إلَّا الربُّ قال فيفِرُّ الناسُ إلى جبلِ الدخانِ في الشامِ فيُحَاصِرُهُمْ فيشتَدُّ حصارُهُم ويَجْهَدُهُمْ جَهْدًا شديدًا ثم ينزلُ عيسى عليه السلامُ فينادِي مِنَ السحرِ فيقولُ يا أيُّها الناسُ ما يَمْنَعُكُمْ أن تَخْرُجُوا إلى هَذَا الكذَّابِ الخبيثِ فيقولونَ هَذَا رجلٌ جِنِّيٌّ فينطلِقُونَ فإِذَا هم بِعِيسى عليه السلامُ فتقامُ الصلاةُ فيقالُ له تَقَدَّمْ يَا روحَ اللهِ فيقولُ لِيَتَقَدَّمْ إمامُكم فيُصَلِّي بِكُمْ فإِذَا صَلَّى صَلَاةَ الصبحِ خرجَ إليه قال فحينَ يَرَاهُ الكذَّابُ يَنْمَاثُ كَمَا يَنْمَاثُ الملْحُ في الماءِ فيمشي إليه فيقتُلُهُ حتى إِنَّ الشجرَ والحجرَ ينادي هذا يهوديٌّ فلا يَتْرُكُ مِمَّنْ كان يَتَّبِعُهُ أحدًا إلا قَتَلَهُ " أخرجه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى . فلو كانت هذه الأوصاف تنطبق حرفياً بمعناها الظاهري و الصريح على المسيح الدجال ؛ لما إلتبس أمره على خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم و لا عن صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم في الصحابي ابن صياد رضي الله تعالى عنه و أرضاه ؛ لأنه لم يتصف بصفات المسيح الدجال الظاهرية كلها .
      و عليه ؛ لا بد من صرفها كلها إلى التأويل . و تأويلها ينطبق على القسس الكذابين على الإسلام دينا و منهجا و شريعة ، و على من نزل به ـ صلى الله عليه و سلم ـ . فالمسيح الدجال هو مظهر ديني لأعداء الإسلام كما أن أمم يأجوج و مأجوج مظهر سياسي لهم .

      و علامة ذلك ؛ أن أعداء الإسلام قد ظهروا بالمظهر الحقيقي للمسيح الدجال بعد فتح القسطنطينية التي كانت عاصمة دينية للقساوسة في ذلك الوقت كما هي الفاتيكان اليوم . و في أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم المشرفة شاهد على ذلك ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " إنما يخرج من غضبة يغضبها " المصدر : كتاب " التذكرة " للإمام القرطبي رحمه الله تعالى ؛ باب - الدجال - . فالمسيح الدجال ظهر بعد فتح القسطنطينية مباشرة كما أنبأ النبي صلى الله عليه و سلم بالضبط .
   
      في الحقيقة ؛ إن هناك عدد غير قليل من المفكرين و المثقفين توصلوا إلى حقيقة أن المسيح الدجال هم الغرب عماما على حد زعمهم ، و هذه شهادة كافية للغاية ؛ و حتى و لو إعتقد البعض النقيض من ذلك ؛ فهذا لن يغير في الموضوع شيئا ؛ لأن الإجتماع على الأمور المتشابه مستحيل نقلا و عقلا .

      إن الإسلام الصحيح اليوم يتعرض إلى هجمة شرسة واسعة من قبل المسيح الدجال ، و من قبل أعوانه من اليهود و الملاحدة و غيرهم ، و من قبل عملائه من المشايخ المضلين و الملات المنحرفين ، و إنهم ليستنفرون كل الأمم ضده . فأخذوا يعملون على تحريف القرآن الكريم معنا بسبب الإعتماد على التفاسير الخاطئة بمباركة و بموافقة " علماء شر من تحت أديم السماء " ، و هذا الذي لم يحدث مطلقا من قبل في النزاعات و الحروب الدينية الفكرية السابقة ، بل لم يحدث حتى في غزو المغول التتار لديار الإسلام .

      و عليه ؛ فإنه آن الآوان ليهب المسلمون كافة للذود عن بيضة الإسلام ؛ لأنه قد إنتهى عهد الجلوس على السجادة و البساط ؛ فالسيف الفكري للمسيح الدجال و أعوانه و عملائه قد أصبح مشهور في وجه المسلمين في العالم عموما ؛ بل في عقر دارهم ؛ فأصبح جهاد القلم واجب على  الجميع .

      يقول الله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَ الْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " سورة البقرة الآية 159 .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
........... يتبع بإذن الله تعالى ...................