الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني". لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية": إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم
الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ أهل السنة البيضاء المحمدية ـ الطريقة النقية الأحمدية .
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 60 :
الموضوع : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " .
يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " .
أقول :
إن نسب هذا الرجل ثابت إلى خاتم النبيين ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ؛ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ؛ يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " ، و لما قرن خاتم النبيين بين ظهور هذا الرجل الذي هو من أهل البيت عليهم السلام ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي " بخروج المسيح الدجال ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ " ؛ فإن هذا الرجل هو المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ كما أنبأ خاتم النبيين في أحاديثه الشريفة المشهورة .
لا شك أن الفتن التي تحدث عنها خاتم النبيين حتى فتنة الإحلاس و فتنة السراء توطئ لظهور هذا الرجل ؛ و إن لم يكن طرفا فيها ، و لكنه من وراء أستارها ؛ لأنه من " دخلها " أو " دخنها " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي " .
؛ و اللذان معناهما :
الدخل : الغش و العيب و الفساد .
الدخن : الكدورة المائلة إلى السواد ، أو الدخن الذي يكون قبل النار أو وسط النار أو بعدها .
إن قوله صلى الله عليه و سلم : " دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي " ؛ يجعل هذا الرجل الذي هو من أهل البيت عليهم السلام " نكرة مبهم " ، و أما قوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " ؛ يرفع عنه هذه " النكرة و الإبهام " ؛ لأن قوله صلى الله عليه و سلم هذا ؛ " تعريف له " .
إن لهذا الرجل صفة تميزه عن عن باقي أهل البيت عليهم السلام ، و هو التعريف الذي عرفه به النبي صلى الله عليه و سلم ، و هو زعمه بأنه من خاتم النبيين ، و ما هو من خاتم النبيين ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " .
في الحقيقة ؛ إنه لم يزعم أحد مثل هذا الزعم إلا " الميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام " ؛ فهو أول من زعم ذلك ، و ذلك عندما أعلن للناس بأنه هو المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ الذي هو من ولد خاتم النبيين ، و بأنه هو الذي يمثل البعثة الثانية لخاتم النبيين ، و بأنه من أهل البيت عليهم السلام ، و بأنه مثيل للمسيح الموسوي عليه السلام ؛ فجادله الناس ؛ بقولهم : نحن نعرف أباك و أمك ، و إن المسيح الموسوي عليه السلام ليس له أب !؟ فكيف تكون مثيلا له ، و أنت لك أب ، و المسيح الموسوي ليس له أب . فكان رده عليهـم ـ بلسان حاله ـ : " إن لي أب في ظاهر التشريع ، و لكن ليس لي أب على التحقيق " . و لذلك ؛ قد تنبأ خاتم النبيين عن مجادلة الناس له في والديه ، و عبر عنها في أحاديثه الشريفة ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي " ، ثم عقب على هذا الجدال ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم : " وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " . فلقد كان ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام أعظم عرفاء القرن الماضي القرن الثالث عشر هجري بلسان الأعداء ؛ كما هو ثابت من لسان مخالفيه ـ عليه السلام ـ . و هو معيار صدق لهذا المدعي .
إن خاتم النبيين لم يذكر الإسم الحقيقي لهذا الرجل ، و لكنه عرفه بصفته الفريدة هاته ؛ التي لا يشاركه فيها أحد من أهل بيته عليهم السلام ، و لذلك ؛ فإن خاتم النبيين لم يحتج إلى مزيد من التوضيح بخصوص تعريفه لهذا الرجل من خلال وصفه ، و إنما إكتفى بالقاعدة التي حددها الله تعالى في القرآن الحكيم لتحديد الشخص المقصود ؛ و هي قوله تعالى : " فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ " سورة محمد الآية 30 .
إن قوله تعالى : " فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ " ؛ تفسيرها : فلعرفتهم بأوصافهـم المميـزة لهم لا بأسمـائهـم ؛ كما أن قوله تعالى : " و لتعرفنهم في لحن القول " ؛ تفسيرها : و لتعرفنهم بالتلميح لا بالتصريح .
و وفقا لهذه القاعدة ؛ بين الله تعالى في القرآن الحكيم نسب المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام إلى خاتم النبيين تلميحاً لا تصريحا ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ( 2 ) وَ وَالِدٍ وَ مَا وَلَدَ ( 3 ) " سورة البلد . و عملا بهذه القاعدة ؛ بين خاتم النبيين في الأحاديث النبوية الشريفة نسبه ـ عليه السلام ـ إليه تلميحا لا تصريحا أيضا ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي " .
إن نفس هذه الإزدواجية الواردة في حديث خاتم النبيين هذا ؛ بإثبات النسب إليه ، و بنفيه عنه ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي " ، قد تكرر في القرآن الحكيم ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ وَالِدٍ وَ مَا وَلَدَ " ؛ إذ أن قوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي " ؛ يقابله قوله تعالى : " وَ وَالِدٍ " ، و أما قوله صلى الله عليه و سلم : " وَ لَيْسَ مِنِّي " ؛ فيقابله قوله تعالى : " وَ مَا وَلَدَ " .
و بتدبر للقرآن الحكيم ؛ نجد أن هذه الإزدواجية لم تنطبق على أحد إلا على المسيح المحمدي عليه السلام ؛ لأنه مثيل للمسيح الموسوي عليه السلام ؛ فقد أثبت الله تعالى في القرآن الحكيم نسبه إلى مريم إبنة عمران عليها السلام ؛ بدليل قوله تعالى : " إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " سورة آل عمران الآية 45 . و نفى ـ سبحانه ـ نسبه ـ عليه السلام ـ إليها ـ عليها السلام ـ ؛ بدليل قوله تعالى : " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( 59 ) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ " سورة آل عمران الآية 59 - 60 . و لا يوجد أي تعارض بين هاتين الآيتين ؛ إذ أكدت هاتيين الآيتين على أن المسيح الموسوي عليه السلام مثل نبي الله تعالى آدم عليه السلام ؛ إذ لا صلة نسب له ـ عليه السلام ـ بأمه مريم إبنة عمران عليها السلام و لا بأبيه ؛ لأنه من غير أب ، و لقد جزم الله تعالى بهذا المعنى في القرآن الحكيم ؛ بدليل قوله تعالى : " الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ " ؛ أي : أن المسيح عيسى بن مريم الموسوي عليه السلام ليس بضعة من أمه مريم إبنة عمران عليها السلام . أي أن مريم إبنة عمران عليها السلام والدة للمسيح الموسوي عليه السلام ، و لكنها ما ولدته من علاقة بشرية .
إذن : إن النبي صلى الله عليه و سلم والد للإمام المهدي المحمدي عليه السلام و ما ولده ، كما أن مريم إبنة عمران عليها السلام والدة للمخلص الموسوي عليه السلام و ما ولدته .
و بتطبيق القاعدة القرآنية التي بينها الله تعالى في القرآن الحكيم ؛ و هي قوله تعالى : " لَحْنِ الْقَوْلِ " ؛ يتبين لنا أن الإمام المهدي الحقيقي عليه السلام الذي يجمع بين تضاد النسب إلى خاتم النبيين ؛ بإثباته و بنفيه في نفس الوقت ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ وَالِدٍ وَ مَا وَلَدَ ( 3 ) " سورة البلد . و لقوله صلى الله عليه و سلم : " ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " . إنما هو " الميرزا غلام أحمد القادياني " الإمام المهدي عليه السلام ؛ الرجل الذي أنعم الله تعالى عليه بنعمة النبوة ، و جعله مثيلا للمخلص الموسوي عليه السلام ، و هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) " سورة الزخرف .
إن التفسير الذي قدمناه لقول الله تعالى : " وَ وَالِدٍ وَ مَا وَلَدَ ( 3 ) " سورة البلد ، و إن الشرح الذي قدمناه لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " ؛ لهو أعدل شاهد ، و أقوى حجة ، و أوضح بيان على صحة نسب الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام إلى آل محمد صلى الله عليه و سلم الطيني و الروحاني ، و على صحة نسبه ـ عليه السلام ـ إلى أهل البيت عليهم السلام ، و على إثبات أن شخصيته المباركة مثيلة للمسيح المخلص الموسوي عليه السلام ؛ أي أنه هو المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ لأن شهادة الله تعالى ، و شهادة رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم أوثق من كل نسب مخطوط .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
........... يتبع بإذن الله تعالى ....................
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 60 :
الموضوع : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " .
يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " .
أقول :
إن نسب هذا الرجل ثابت إلى خاتم النبيين ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ؛ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ؛ يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " ، و لما قرن خاتم النبيين بين ظهور هذا الرجل الذي هو من أهل البيت عليهم السلام ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي " بخروج المسيح الدجال ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ " ؛ فإن هذا الرجل هو المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ كما أنبأ خاتم النبيين في أحاديثه الشريفة المشهورة .
لا شك أن الفتن التي تحدث عنها خاتم النبيين حتى فتنة الإحلاس و فتنة السراء توطئ لظهور هذا الرجل ؛ و إن لم يكن طرفا فيها ، و لكنه من وراء أستارها ؛ لأنه من " دخلها " أو " دخنها " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي " .
؛ و اللذان معناهما :
الدخل : الغش و العيب و الفساد .
الدخن : الكدورة المائلة إلى السواد ، أو الدخن الذي يكون قبل النار أو وسط النار أو بعدها .
إن قوله صلى الله عليه و سلم : " دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي " ؛ يجعل هذا الرجل الذي هو من أهل البيت عليهم السلام " نكرة مبهم " ، و أما قوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " ؛ يرفع عنه هذه " النكرة و الإبهام " ؛ لأن قوله صلى الله عليه و سلم هذا ؛ " تعريف له " .
إن لهذا الرجل صفة تميزه عن عن باقي أهل البيت عليهم السلام ، و هو التعريف الذي عرفه به النبي صلى الله عليه و سلم ، و هو زعمه بأنه من خاتم النبيين ، و ما هو من خاتم النبيين ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي ، وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " .
في الحقيقة ؛ إنه لم يزعم أحد مثل هذا الزعم إلا " الميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام " ؛ فهو أول من زعم ذلك ، و ذلك عندما أعلن للناس بأنه هو المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ الذي هو من ولد خاتم النبيين ، و بأنه هو الذي يمثل البعثة الثانية لخاتم النبيين ، و بأنه من أهل البيت عليهم السلام ، و بأنه مثيل للمسيح الموسوي عليه السلام ؛ فجادله الناس ؛ بقولهم : نحن نعرف أباك و أمك ، و إن المسيح الموسوي عليه السلام ليس له أب !؟ فكيف تكون مثيلا له ، و أنت لك أب ، و المسيح الموسوي ليس له أب . فكان رده عليهـم ـ بلسان حاله ـ : " إن لي أب في ظاهر التشريع ، و لكن ليس لي أب على التحقيق " . و لذلك ؛ قد تنبأ خاتم النبيين عن مجادلة الناس له في والديه ، و عبر عنها في أحاديثه الشريفة ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي " ، ثم عقب على هذا الجدال ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم : " وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " . فلقد كان ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام أعظم عرفاء القرن الماضي القرن الثالث عشر هجري بلسان الأعداء ؛ كما هو ثابت من لسان مخالفيه ـ عليه السلام ـ . و هو معيار صدق لهذا المدعي .
إن خاتم النبيين لم يذكر الإسم الحقيقي لهذا الرجل ، و لكنه عرفه بصفته الفريدة هاته ؛ التي لا يشاركه فيها أحد من أهل بيته عليهم السلام ، و لذلك ؛ فإن خاتم النبيين لم يحتج إلى مزيد من التوضيح بخصوص تعريفه لهذا الرجل من خلال وصفه ، و إنما إكتفى بالقاعدة التي حددها الله تعالى في القرآن الحكيم لتحديد الشخص المقصود ؛ و هي قوله تعالى : " فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ " سورة محمد الآية 30 .
إن قوله تعالى : " فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ " ؛ تفسيرها : فلعرفتهم بأوصافهـم المميـزة لهم لا بأسمـائهـم ؛ كما أن قوله تعالى : " و لتعرفنهم في لحن القول " ؛ تفسيرها : و لتعرفنهم بالتلميح لا بالتصريح .
و وفقا لهذه القاعدة ؛ بين الله تعالى في القرآن الحكيم نسب المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام إلى خاتم النبيين تلميحاً لا تصريحا ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ( 2 ) وَ وَالِدٍ وَ مَا وَلَدَ ( 3 ) " سورة البلد . و عملا بهذه القاعدة ؛ بين خاتم النبيين في الأحاديث النبوية الشريفة نسبه ـ عليه السلام ـ إليه تلميحا لا تصريحا أيضا ؛ بقوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي " .
إن نفس هذه الإزدواجية الواردة في حديث خاتم النبيين هذا ؛ بإثبات النسب إليه ، و بنفيه عنه ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي " ، قد تكرر في القرآن الحكيم ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ وَالِدٍ وَ مَا وَلَدَ " ؛ إذ أن قوله صلى الله عليه و سلم : " يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي " ؛ يقابله قوله تعالى : " وَ وَالِدٍ " ، و أما قوله صلى الله عليه و سلم : " وَ لَيْسَ مِنِّي " ؛ فيقابله قوله تعالى : " وَ مَا وَلَدَ " .
و بتدبر للقرآن الحكيم ؛ نجد أن هذه الإزدواجية لم تنطبق على أحد إلا على المسيح المحمدي عليه السلام ؛ لأنه مثيل للمسيح الموسوي عليه السلام ؛ فقد أثبت الله تعالى في القرآن الحكيم نسبه إلى مريم إبنة عمران عليها السلام ؛ بدليل قوله تعالى : " إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " سورة آل عمران الآية 45 . و نفى ـ سبحانه ـ نسبه ـ عليه السلام ـ إليها ـ عليها السلام ـ ؛ بدليل قوله تعالى : " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( 59 ) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ " سورة آل عمران الآية 59 - 60 . و لا يوجد أي تعارض بين هاتين الآيتين ؛ إذ أكدت هاتيين الآيتين على أن المسيح الموسوي عليه السلام مثل نبي الله تعالى آدم عليه السلام ؛ إذ لا صلة نسب له ـ عليه السلام ـ بأمه مريم إبنة عمران عليها السلام و لا بأبيه ؛ لأنه من غير أب ، و لقد جزم الله تعالى بهذا المعنى في القرآن الحكيم ؛ بدليل قوله تعالى : " الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ " ؛ أي : أن المسيح عيسى بن مريم الموسوي عليه السلام ليس بضعة من أمه مريم إبنة عمران عليها السلام . أي أن مريم إبنة عمران عليها السلام والدة للمسيح الموسوي عليه السلام ، و لكنها ما ولدته من علاقة بشرية .
إذن : إن النبي صلى الله عليه و سلم والد للإمام المهدي المحمدي عليه السلام و ما ولده ، كما أن مريم إبنة عمران عليها السلام والدة للمخلص الموسوي عليه السلام و ما ولدته .
و بتطبيق القاعدة القرآنية التي بينها الله تعالى في القرآن الحكيم ؛ و هي قوله تعالى : " لَحْنِ الْقَوْلِ " ؛ يتبين لنا أن الإمام المهدي الحقيقي عليه السلام الذي يجمع بين تضاد النسب إلى خاتم النبيين ؛ بإثباته و بنفيه في نفس الوقت ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ وَالِدٍ وَ مَا وَلَدَ ( 3 ) " سورة البلد . و لقوله صلى الله عليه و سلم : " ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " . إنما هو " الميرزا غلام أحمد القادياني " الإمام المهدي عليه السلام ؛ الرجل الذي أنعم الله تعالى عليه بنعمة النبوة ، و جعله مثيلا للمخلص الموسوي عليه السلام ، و هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) " سورة الزخرف .
إن التفسير الذي قدمناه لقول الله تعالى : " وَ وَالِدٍ وَ مَا وَلَدَ ( 3 ) " سورة البلد ، و إن الشرح الذي قدمناه لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَ لَيْسَ مِنِّي وَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ " ؛ لهو أعدل شاهد ، و أقوى حجة ، و أوضح بيان على صحة نسب الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام إلى آل محمد صلى الله عليه و سلم الطيني و الروحاني ، و على صحة نسبه ـ عليه السلام ـ إلى أهل البيت عليهم السلام ، و على إثبات أن شخصيته المباركة مثيلة للمسيح المخلص الموسوي عليه السلام ؛ أي أنه هو المسيح المهدي عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ؛ لأن شهادة الله تعالى ، و شهادة رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم أوثق من كل نسب مخطوط .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
........... يتبع بإذن الله تعالى ....................
تعليقات
إرسال تعليق