المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ولي أمر المسلمين .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ـ أهل السنة البيضاء المحمدية ـ الطريقة النقية الأحمدية .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية المطهرة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : حقيقة دعوة أهل السنة البيضاء المحمدية 77 :

الموضوع : المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ولي أمر المسلمين .

      يقول الله تعالى : " فَلَا وَ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 65 ) " سورة النساء .

أقول :
       لقد بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن المؤمن الحقيقي هو الذي الذي يحكم النبي صلى الله عليه و سلم بما شجر بينه و بين غيره من المسلمين ، و ذلك بالرجوع إلى الكتاب المنزل على النبي صلى الله عليه و سلم ، و إلى سنته النبوية المطهرة ، و إلى أحاديثه النبوية المشرفة مع " لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " .
      لا شك أن هذا التحكيم يقودنا إلى باب المخرج من الفتن و الخوف ، و بالتدبر في القرآن الكريم ؛ نجد المخرج في قوله تعالى : " وَ إِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَ لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ( 83 ) " سورة النساء . أي أن المخرج من هذه الفتن هو :
1 ) الرجوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم في حياته ، و إلى الكتاب المنزل عليه ـ صلى الله عليه و سلم ـ و سنته المطهرة و أحاديثه المشرفة بعد وفاته .
2 ) الرجوع إلى ولي الأمر .

      و لكن ؛ من هو ولي أمر المسلمين اليوم ؟

أقول :
      يتضح من الآية الكريمة السابقة أن ولي أمر المسلمين هو خليفة للنبي الله صلى الله عليه و سلم بعد وفاته ؛ لأنه لا ولي أمر لهم غير النبي صلى الله عليه و سلم في حياته .
      لقد حدد الله تعالى في هذه الآية الكريمة " ولي الأمر " دون تخصيص ، و لقد عرفه ـ تعالى ـ في آية كريمة أخرى ؛ بقوله ـ تعالى ـ : " وَ مَن يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولٰٓئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّۦنَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَآءِ وَ الصّٰلِحِينَ ۚ وَ حَسُنَ أُولٰٓئِكَ رَفِيقًا " سورة النساء . و الشاهد هنا هو قوله تعالى : " فَأُولٰٓئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّۦنَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَآءِ وَ الصّٰلِحِينَ ۚ وَ حَسُنَ أُولٰٓئِكَ رَفِيقًا " ؛ أي أن " النَّبِيِّۦنَ " وَ " الصِّدِّيقِينَ " وَ " الشُّهَدَآءِ " وَ " الصّٰلِحِينَ ۚ " هم من يجب أن نتخذهم رفاقا للوصول إليه تعالى ، و يقول المسيح المهدي الخاتم عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام مبينا هذه النكتة :

ـ و الله لو كشف الغطاء     * وجدتني عين الهدى .
ـ و نظمت في سلك الرفاق * و جئتني مستشدا .

      إن هذه الآية الكريمة صريحة في ذكر ولاة أمور المسلمين الدينيين في القرآن الكريم بصريح العبارة ، و هم خلفاء النبي صلى الله عليه و سلم في أمته من بعده ، و يفسره حديث النبي صلى الله عليه و سلم : " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَ السَّمْعِ ، وَ الطَّاعَةِ ، وَ إِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً ، فَإِيَّاكُمْ وَ مُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فإنها بِدْعَةٌ ، فمن أدرك ذلك منكم ، فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي ، وَ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " . و عليه ؛ فإن ولي أمر المسلمين لا يكون إلا خليفة للنبي صلى الله عليه و سلم على أمته من بعده ، و هو الإمام المهدي عليه السلام الذي تهدأ على يده الفتن .

      عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى و رضي عنه قال : " قلت يا رسول الله ! أمنا آل محمد المهدي أم من غيرنا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :" لا بل منا يختم الله به الدين كما أفتتح بنا ، و بنا ينقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك ... " أخرجه الإمام أبو نعيم رحمه الله تعالى .

أقول :
      إن الربط بين هذا الحديث النبوي الشريف وأحاديث " الفتن " السابقة المتعلقة ؛ ب : " آخر الزمان " و " ختم الدين " . و إن ختمه لا يتم إلا على يد المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ، و ذلك على يد من إستبدل بهم الله تعالى قوما آخرين بعد أن تولوا عن أمر الدين ؛ أي أهل خراسان ؛ حَدَّثَنَا اِبْن بَزِيع الْبَغْدَادِيّ أَبُو سَعِيد ؛ قَالَ : ثَنَا إِسْحَاق بْن مَنْصُور عَنْ مُسْلِم بْن خَالِد عَنْ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ " وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِل قَوْمًا غَيْركُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالكُمْ " كَانَ سَلْمَان إِلَى جَنْب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ؛ فَقَالُوا : يَا رَسُول اللَّه مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْم الَّذِينَ إِنْ تَوَلَّيْنَا اُسْتُبْدِلُوا بِنَا ؛ قَالَ : فَضَرَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَى مَنْكِب سَلْمَان ؛ فَقَالَ : " مِنْ هَذَا وَ قَوْمه ؛ وَ اَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ الدِّين تَعَلَّقَ بِالثُّرَيَّا لَنَالَتْهُ رِجَال مِنْ أَهْل فَارِس " ، و إلى جانبهم السود الأفارقة : " إنما يجدد هذا الدين آخر الزمان السود الجعد أهل الجلابيب من وراء البحر " ، و إلى جانبهم الغربيون ، و إن هذه المواصفات لا تنطبق إلا على جماعة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ؛ أي : " الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية " .

      إن هذا الحديث النبوي الشريف قبل الأخير يؤكد كما أكدت الأحاديث النبوية الشريفة الأخرى أن الإمام المهدي الذي هو من آل النبي صلى الله عليه و سلم إنما هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الخاتم الموعود عليه السلام ، و أنه ـ عليه السلام ـ هو منقذ الأمة المحمدية من فتنها الحالية لا غيره ؛ إذ لا تنفع مبادرات ولات أمور المسلمين الدنيويين ، و لا مؤتمرات مشايخهم الدينيين ، و لا التدخلات الخارجية ، و لا الحكومات و المعارضات التي لا حول لها و لا قوة في وقف هذه الفتن ؛ لأن الفتن قد خرجت منهم جميعا ؛ فهم جزء من المشكلة لا جزء من الحل .

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
........... يتبع بإذن الله تعالى ...................