الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني". لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية": إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم
الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء المحمدية - الطريقة النقية الأحمدية .
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " حقيقة دعوة " الطريقة النقية الأحمدية " " 04 :
لقد شكك المسلمون التقليديون في القدرات العقلية للمسيح الموعود عليه السلام عموما ، و إتهموه ؛ ب : " الجنون " خصوصا ـ و اللعياذ بالله تعالى ـ ، و ذلك لزعمه ـ عليه السلام ـ ؛ بأنه هو النبي صلى الله عليه و سلم عند بعثته الثانية في شخص الإمام المهدي عليه السلام آخر الزمان ؛ رغم أن الله تعالى قد جعل لهذا البعث أمارات لصدقه ككثرة الزلازل و إشتداد الفتن .
لقد ظنوا أن الإمام المهدي عليه السلام سيحزن إن رموه و إتهموه بما هم واقعون فيه . و الحق أن الله تعالى قد ثبته ؛ بل و قد جعل ـ عليه السلام ـ شكوكهم و ظنونهم هاته أسهما قد إرتدة عليهم ؛ إذ إستدل بها ـ عليه السلام ـ على صدق القرآن الكريم ؛ لأن موقفهم هذا نبوءة قرآنية تحققت فيهم . و أيده الله تعالى ، و أخفى عليهم إسمه ؛ حتى لا يكون في يد المتأولين بالباطل ؛ فيدعون لأنفسهم الأمارة ما ليس لها من الله تعالى ، و حفظا من الله تعالى لهذا النبإ العظيم . فإنقسموا إلى قسمين ؛ " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُۥٓ ۚ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكٰفِرِينَ ( 32 ) وَ الَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِۦٓ ۙ أُولٰٓئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( 33 ) " سورة الزمر .
إن حقيقة : " الإمام المهدي عليه السلام هو النبي صلى الله عليه و سلم في بعثته الثانية " ؛ لحقيقة قد إستثقلتها عقول الجهلة ، و الأعجب أنهم يستصيغون الخرافات و البدع التي يستحي العاقل من ذكرها و لو بالإشارة .
في الحقيقة ؛ لو أنهم تدبروا في قوله تعالى : " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنّٰى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرٰىهُمْ ( 18 ) " سورة محمد . و في قوله تعالى : " أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ (15) " سورة الدخان . لوجدوا أن من " ذِكْرٰىهُمْ " بعث النبي صلى الله عليه و سلم بعثة ثانية في شخص الإمام المهدي عليهم السلام ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ ءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 03 ) " سورة الجمعة . بل و قد جعل الله لهذا البعث أظهر أشراط الساعة برهاناً عليه ؛ و هو " الدُّخَانَ " ؛ مثلما ظهر في البعثة الأولى للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ لما رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَ نَحْنُ نَتَذَاكَرُ ؛ فَقَالَ : " مَا تَذَاكَرُونَ ؟ " قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ . قَالَ : " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ " . فَذَكَرَ الدُّخَانَ " كتاب " صحيح مسلم " . مثلما حدث في زمن النبي صلى الله عليه و سلم ؛ لما رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لَمَّا رَأَى مِنَ النَّاسِ إِدْبَارًا ؛ قَالَ : " اللَّهُمَّ سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ ". أَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ ؛ حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَ الْمَيْتَةَ وَ الْجِيَفَ ، وَ يَنْظُرَ أَحَدُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ ؛ فَيَرَى الدُّخَانَ مِنَ الْجُوعِ . فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ ؛ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ؛ إِنَّكَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللَّهِ ، وَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا ، فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ " . إِلَى قَوْلِهِ : " عَائِدُونَ " . " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ " . فَالْبَطْشَةُ : يَوْمَ بَدْرٍ ؛ وَ قَدْ مَضَتِ الدُّخَانُ ، وَالْبَطْشَةُ وَ اللِّزَامُ ، وَ آيَةُ الرُّومِ . و هذا ما تحقق فعليا في زمن الإمام المهدي عليه السلام ؛ فقد هلك الملايين جوعا بسبب تكذيبهم للمسيح الموعود عليه السلام . و لكن " " أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) " سورة الدخان . أي أنهم لن ينتفعوا إذا جاءتهم " الذِّكْرٰى " ، و تحققت " الآية " فيهم ؛ سواء في البعثة الأولى أو الثانية ، و كيف لهم أن ينتفعوا بها ـ الذِّكْرٰى ـ ، " وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) " سورة الدخان ؛ إلا أننا " كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ (15) " سورة الدخان .
و إنه لمما يؤسف له ؛ أنهم سارعوا إلى إنكار هذه الحقيقة القرآنية ؛ بإدعاء إجماع مكذوب ـ كعادتهم ـ لا أصل له ، " وَ مَا لَهُم بِهِۦ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْـًٔا ( 28 ) " سورة النجم . مفاده أن النبي صلى الله عليه و سلم لن يعود إلى الدنيا على عكس المسيح الموسوي عليه السلام ؛ مستدلين بقول ابن حزم رحمه الله تعالى : " الإجماع راجع إلى توقيف رسول الله ؛ فلا يجوز أن يكون حق في الدين إلا عن رسول الله عن الله تعالى " . و قال : " الإجماع حق ، و لا يجوز أن يكون إلا عن رسول الله عن الله تعالى " كتاب " الدرة فيما يجب إعتقاده " ص 412 . و قال في موضع آخر تفسيراً لقوله تعالى : " قَالُوا رَبَّنَآ أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلٰى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ( 11 ) " سورة غافر ؛ قال : " فصح بالقرآن أنهما موتتان و حياتان فقط ؛ فالموتة الأولى هي إفتراق الأرواح عن الأجساد أول خلق الله عز وجل ، ثم كانت الحياة الأولى ؛ و هي جمع الأرواح و الأجساد في الدنيا ، ثم كانت الموتة الثانية التي لا بد منها . ثم يكون الإحياء الثاني ؛ و هو جمع الأرواح و الأجساد ثانية يوم القيامة ؛ إلا عيسى عليه السلام ، و من أحياه الله تعالى علامة لنبوة نبي ، أو آية ، ثم أماتهم . فإن هؤلاء خُصُّوا بنص القرآن بحياةٍ ثالثةٍ ، و موتة ثالثة فقط " كتاب " الدرة فيما يجب إعتقاده " ص 209 .
فأقول :
إن قول ابن حزم هذا عن الإجماع ؛ إقرار منه أن الإجماع لا يكون إلا بتوقيف من الله تعالى أو من رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم أو كلاهما . و عليه ؛ فإن الإدعاء بأن الإجماع حاصل في أن النبي صلى الله عليه و سلم لن يبعث مرة ثانية لإدعاء باطل ؛ لأنه ليس هناك ما يدل عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم على عدم تحقق ذلك ؛ بل العكس هو الصحيح ، و عليه قام الدليل ؛ كما سنبين في المنشورات القادمة بإذن الله تعالى .
إذن : إن هذا الإجماع المزعوم لباطل بداهة ، و لا يصح الإحتجاج به بحسب قول ابن حزم نفسه الذي تحتجون به علينا ؛ إذ إشترط ـ رحمه الله تعالى ـ لثبوت الإجماع أن يكون توقيفي ، و لا توقيف بهما على نفي تحقق هذا . و إن كان ؛ فأين هو ؟ و إن هذا ما ذهب إليه مجددنا و مجددكم الأعظم ـ عندكم ـ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى . و هو الذي سنبينه في المنشور القادم بإذن الله تعالى .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " العلم بثبوت الإجماع في مسألة لا نص فيها لا يقع " كتاب : " مجموعة الفتاوى " ( 19 / 269 ) .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ............
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " حقيقة دعوة " الطريقة النقية الأحمدية " " 04 :
الموضوع : " البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه و سلم " و " الإجماع الزائف " - الجزء الأول ـ .
لقد شكك المسلمون التقليديون في القدرات العقلية للمسيح الموعود عليه السلام عموما ، و إتهموه ؛ ب : " الجنون " خصوصا ـ و اللعياذ بالله تعالى ـ ، و ذلك لزعمه ـ عليه السلام ـ ؛ بأنه هو النبي صلى الله عليه و سلم عند بعثته الثانية في شخص الإمام المهدي عليه السلام آخر الزمان ؛ رغم أن الله تعالى قد جعل لهذا البعث أمارات لصدقه ككثرة الزلازل و إشتداد الفتن .
لقد ظنوا أن الإمام المهدي عليه السلام سيحزن إن رموه و إتهموه بما هم واقعون فيه . و الحق أن الله تعالى قد ثبته ؛ بل و قد جعل ـ عليه السلام ـ شكوكهم و ظنونهم هاته أسهما قد إرتدة عليهم ؛ إذ إستدل بها ـ عليه السلام ـ على صدق القرآن الكريم ؛ لأن موقفهم هذا نبوءة قرآنية تحققت فيهم . و أيده الله تعالى ، و أخفى عليهم إسمه ؛ حتى لا يكون في يد المتأولين بالباطل ؛ فيدعون لأنفسهم الأمارة ما ليس لها من الله تعالى ، و حفظا من الله تعالى لهذا النبإ العظيم . فإنقسموا إلى قسمين ؛ " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُۥٓ ۚ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكٰفِرِينَ ( 32 ) وَ الَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِۦٓ ۙ أُولٰٓئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( 33 ) " سورة الزمر .
إن حقيقة : " الإمام المهدي عليه السلام هو النبي صلى الله عليه و سلم في بعثته الثانية " ؛ لحقيقة قد إستثقلتها عقول الجهلة ، و الأعجب أنهم يستصيغون الخرافات و البدع التي يستحي العاقل من ذكرها و لو بالإشارة .
في الحقيقة ؛ لو أنهم تدبروا في قوله تعالى : " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنّٰى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرٰىهُمْ ( 18 ) " سورة محمد . و في قوله تعالى : " أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ (15) " سورة الدخان . لوجدوا أن من " ذِكْرٰىهُمْ " بعث النبي صلى الله عليه و سلم بعثة ثانية في شخص الإمام المهدي عليهم السلام ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ ءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 03 ) " سورة الجمعة . بل و قد جعل الله لهذا البعث أظهر أشراط الساعة برهاناً عليه ؛ و هو " الدُّخَانَ " ؛ مثلما ظهر في البعثة الأولى للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ لما رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَ نَحْنُ نَتَذَاكَرُ ؛ فَقَالَ : " مَا تَذَاكَرُونَ ؟ " قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ . قَالَ : " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ " . فَذَكَرَ الدُّخَانَ " كتاب " صحيح مسلم " . مثلما حدث في زمن النبي صلى الله عليه و سلم ؛ لما رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لَمَّا رَأَى مِنَ النَّاسِ إِدْبَارًا ؛ قَالَ : " اللَّهُمَّ سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ ". أَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ ؛ حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَ الْمَيْتَةَ وَ الْجِيَفَ ، وَ يَنْظُرَ أَحَدُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ ؛ فَيَرَى الدُّخَانَ مِنَ الْجُوعِ . فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ ؛ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ؛ إِنَّكَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللَّهِ ، وَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا ، فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ " . إِلَى قَوْلِهِ : " عَائِدُونَ " . " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ " . فَالْبَطْشَةُ : يَوْمَ بَدْرٍ ؛ وَ قَدْ مَضَتِ الدُّخَانُ ، وَالْبَطْشَةُ وَ اللِّزَامُ ، وَ آيَةُ الرُّومِ . و هذا ما تحقق فعليا في زمن الإمام المهدي عليه السلام ؛ فقد هلك الملايين جوعا بسبب تكذيبهم للمسيح الموعود عليه السلام . و لكن " " أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) " سورة الدخان . أي أنهم لن ينتفعوا إذا جاءتهم " الذِّكْرٰى " ، و تحققت " الآية " فيهم ؛ سواء في البعثة الأولى أو الثانية ، و كيف لهم أن ينتفعوا بها ـ الذِّكْرٰى ـ ، " وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) " سورة الدخان ؛ إلا أننا " كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ (15) " سورة الدخان .
و إنه لمما يؤسف له ؛ أنهم سارعوا إلى إنكار هذه الحقيقة القرآنية ؛ بإدعاء إجماع مكذوب ـ كعادتهم ـ لا أصل له ، " وَ مَا لَهُم بِهِۦ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْـًٔا ( 28 ) " سورة النجم . مفاده أن النبي صلى الله عليه و سلم لن يعود إلى الدنيا على عكس المسيح الموسوي عليه السلام ؛ مستدلين بقول ابن حزم رحمه الله تعالى : " الإجماع راجع إلى توقيف رسول الله ؛ فلا يجوز أن يكون حق في الدين إلا عن رسول الله عن الله تعالى " . و قال : " الإجماع حق ، و لا يجوز أن يكون إلا عن رسول الله عن الله تعالى " كتاب " الدرة فيما يجب إعتقاده " ص 412 . و قال في موضع آخر تفسيراً لقوله تعالى : " قَالُوا رَبَّنَآ أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلٰى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ( 11 ) " سورة غافر ؛ قال : " فصح بالقرآن أنهما موتتان و حياتان فقط ؛ فالموتة الأولى هي إفتراق الأرواح عن الأجساد أول خلق الله عز وجل ، ثم كانت الحياة الأولى ؛ و هي جمع الأرواح و الأجساد في الدنيا ، ثم كانت الموتة الثانية التي لا بد منها . ثم يكون الإحياء الثاني ؛ و هو جمع الأرواح و الأجساد ثانية يوم القيامة ؛ إلا عيسى عليه السلام ، و من أحياه الله تعالى علامة لنبوة نبي ، أو آية ، ثم أماتهم . فإن هؤلاء خُصُّوا بنص القرآن بحياةٍ ثالثةٍ ، و موتة ثالثة فقط " كتاب " الدرة فيما يجب إعتقاده " ص 209 .
فأقول :
إن قول ابن حزم هذا عن الإجماع ؛ إقرار منه أن الإجماع لا يكون إلا بتوقيف من الله تعالى أو من رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم أو كلاهما . و عليه ؛ فإن الإدعاء بأن الإجماع حاصل في أن النبي صلى الله عليه و سلم لن يبعث مرة ثانية لإدعاء باطل ؛ لأنه ليس هناك ما يدل عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم على عدم تحقق ذلك ؛ بل العكس هو الصحيح ، و عليه قام الدليل ؛ كما سنبين في المنشورات القادمة بإذن الله تعالى .
إذن : إن هذا الإجماع المزعوم لباطل بداهة ، و لا يصح الإحتجاج به بحسب قول ابن حزم نفسه الذي تحتجون به علينا ؛ إذ إشترط ـ رحمه الله تعالى ـ لثبوت الإجماع أن يكون توقيفي ، و لا توقيف بهما على نفي تحقق هذا . و إن كان ؛ فأين هو ؟ و إن هذا ما ذهب إليه مجددنا و مجددكم الأعظم ـ عندكم ـ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى . و هو الذي سنبينه في المنشور القادم بإذن الله تعالى .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " العلم بثبوت الإجماع في مسألة لا نص فيها لا يقع " كتاب : " مجموعة الفتاوى " ( 19 / 269 ) .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ............
تعليقات
إرسال تعليق