التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم

الأدلة على " البعثة الثانية لخاتم النبيين صلى الله عليه و سلم " من القرآن الكريم ـ الجزء الرابع ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء المحمدية - الطريقة النقية الأحمدية .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : " حقيقة دعوة " الطريقة النقية الأحمدية " " 11 :

الموضوع : الأدلة على " البعثة الثانية لخاتم النبيين صلى الله عليه و سلم " من القرآن الكريم ـ الجزء الرابع ـ .
 . ( الدليل الثالث : الجزء الثالث ) 



      يقول الله تعالى : " وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَ جِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلٰى هٰٓؤُلَآءِ ۚ وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتٰبَ تِبْيٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرٰى لِلْمُسْلِمِينَ ( 89 ) " سورة النحل .
أقول :
      إن قوله تعالى : " وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتٰبَ تِبْيٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرٰى لِلْمُسْلِمِينَ " بعد قوله تعالى : " وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَ جِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلٰى هٰٓؤُلَآءِ ۚ " ؛ فهو عائد على قوله تعالى : " أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرٰتٍ فِى جَوِّ السَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( 79 ) " سورة النحل . فلا شك أن هذه " الآية " من أعظم البينات المنصوص عليها في القرآن الكريم . و كيف لا ؟ و قد جعلها الله تعالى من " الآيات " ؛ بدليل قوله تعالى : " إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " . و " الآيات " ؛ هي : العلامات و الدلالات . أي أن هاته " الآيات " من أعظم العلامات على تحقق نبإ بعث " الشهداء " . و منه ؛ فإن القرآن الكريم قد جاء " تِبْيٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرٰى لِلْمُسْلِمِينَ " عن حق و حقيقة .
      في الحقيقة ؛ بالجمع بين قوله تعالى : " أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرٰتٍ فِى جَوِّ السَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( 79 ) " سورة النحل . أي : تسخير الطير لبني آدم . و قوله تعالى : " وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَ جِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلٰى هٰٓؤُلَآءِ ۚ وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتٰبَ تِبْيٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرٰى لِلْمُسْلِمِينَ ( 89 ) " سورة النحل . أي : و ذكر بعث الشهداء ـ بما فيهم النبي صلى الله عليه و سلم ـ من كل أمة ، مع وصف القرآن الكريم ؛ بأنه : " تِبْيٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرٰى لِلْمُسْلِمِينَ " مع عده ـ تعالى ـ تسخير الطير من " الآيات " كما يتبين من السياق . فإنه وجب على الإنسان أن يقف مع ما سخره ـ تعالى ـ " فِى جَوِّ السَّمَآءِ " . نعم ؛ لقد سخر الله تعالى لنا في زماننا هذا " حمار المسيح الدجال " ؛ أي : " الطائرات " . تحمل على ظهرها الملايين من المسافرين و ميئات آلاف الأطنان من البضائع و السلع سنويا ، و تنقلهم بين أقطار الأرض ذهابا و إيابا ، كما سخر " حمار المسيح الدجال " . أي : " الفلك " ؛ بدليل قوله تعالى : " اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِۦ مِنَ الثَّمَرٰتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِىَ فِى الْبَحْرِ بِأَمْرِهِۦ ۖ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهٰرَ ( 32 ) " سورة إبراهيم . و إن في تسخير الله تعالى لبني البشر " حمار المسيح الدجال " هاذان ؛ لدليل على خروج المسيح الدجال ، و نزول المسيح المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الموعود عليه السلام ، و بعثة الإمام المهدي الخاتم المعهود عليه السلام . فعلى غير الأحمديين أن يهتموا بهذا الأمر العظيم ، و أن يفهموا هاته العلامة البينة ، و عليهم أن يردوا أقوال المفسرين القدامى ؛ لأنه لو رأى بعضهم ما نحن فيه لما ترددوا لحظة واحدة في فقه المراد من هاته " الآيات " ، و أن لا يلتفتوا إلى  الجمود الفكري من المتأخرين ؛ بالرغم من التطور العلمي و التكنلوجي الهائل . فالواقع يؤكد عدم تحقق تصورهم لوجه المطابقة بين " الآيات " المذكورة في القرآن الكريم ، و ما تحقق من هذا التسخير الباهر في هذا العصر الراهن . فلا يصح للعاقل الثبات على أقوال المفسرين القدامى المتعثرة في فهم المراد من هاته " الآيات " ، كما أنه لا يصح له الإعراض عن إيقان قوة مناسبتها ـ أي : عند بعث الشهداء - . كما نرى تحققه اليوم .
       لقد ذكر الله تعالى هاته " الآية " في القرآن الكريم كعلامة و كأمارة و كبشرى على تحقق نبوءة بعث الشهداء عليهم السلام . و ما ذكرها ـ تعالى ـ في سياق " الآيات " المفصلة التي سخرها ـ تعالى ـ منافعا للناس ؛ ك : "الأنعام " إلا للتنبيه على مشابهة التسخير و كسب المنفعة ما بين " الطير " و " الأنعام " . و إن هاته المشابهة محققة في " وسائل السفر عموما " ؛ مثل : " الطائرات " لا في " الطيور " المعروفة . و إنها بحق من أعظم ما سخره الله تعالى لبني آدم كمنافع للناس . و إن القول بأن " وسائل النقل " من أعظم ما سخره الله تعالى لبني آدم ليس بقول بدع . و كيف يكون بدعا و قد ثبت أنه " سنة قولية " عن النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فلقد كان ابْنَ عُمَرَ يعَلَّمهُمْ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ ؛ كَبَّرَ ثَلَاثًا ، ثُمَّ قَالَ : " { سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } { وَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَ التَّقْوَى ، وَ مِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا ، وَ اطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَ الْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَ عْثَاءِ السَّفَرِ ، وَ كَآبَةِ الْمَنْظَرِ ، وَ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَ الْأَهْلِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْحَجُّ.  | بَابٌ : مَا يَقُولُ إِذَا رَكِبَ إِلَى سَفَرِ الْحَجِّ وَغَيْرِهِ. و عليه ؛ فإن المعنى الأقرب لقوله تعالى : " أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرٰتٍ فِى جَوِّ السَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( 79 ) " سورة النحل . هي وسائل النقل الجوي ؛ بدليل قوله تعالى : " أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صٰٓفّٰتٍ وَ يَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمٰنُ ۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَىْءٍۭ بَصِيرٌ ( 19 ) أَمَّنْ هٰذَا الَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمٰنِ ۚ إِنِ الْكٰفِرُونَ إِلَّا فِى غُرُورٍ ( 20 ) أَمَّنْ هٰذَا الَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُۥ ۚ بَل لَّجُّوا فِى عُتُوٍّ وَ نُفُورٍ ( 21 ) أَفَمَن يَمْشِى مُكِبًّا عَلٰى وَجْهِهِۦٓ أَهْدٰىٓ أَمَّن يَمْشِى سَوِيًّا عَلٰى صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ( 22 ) قُلْ هُوَ الَّذِىٓ أَنشَأَكُمْ وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصٰرَ وَ الْأَفْـِٔدَةَ ۖ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ( 23 ) قُلْ هُوَ الَّذِى ذَرَأَكُمْ فِى الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( 24 ) وَ يَقُولُونَ مَتٰى هٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صٰدِقِينَ ( 25 ) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَ إِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ( 26 ) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيٓـَٔتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هٰذَا الَّذِى كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ (27) " سورة الملك . كقوله تعالى في " الْفُلْكَ " : " رَّبُّكُمُ الَّذِى يُزْجِى لَكُمُ الْفُلْكَ فِى الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ( 66 ) " سورة الإسراء . فأنظر كيف ربط الله تعالى آية " الطَّيْرِ " في قوله تعالى : " أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صٰٓفّٰتٍ وَ يَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمٰنُ ۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَىْءٍۭ بَصِيرٌ ( 19 ) " سورة الملك . ب : " الْوَعْدُ " ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ يَقُولُونَ مَتٰى هٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صٰدِقِينَ ( 25 ) " سورة الملك . خاصة ؛ و أنه تعالى قد توعد بالخسف من قبل هاته "  الآية " ؛ بدليل قوله تعالى : " ءَأَمِنتُم مَّن فِى السَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ ( 16 ) أَمْ أَمِنتُم مَّن فِى السَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ( 17 ) وَ لَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) " سورة الملك . و من المعلوم أن الخسف يقع في آخر الزمان ؛ لما رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَيْنَا وَ نَحْنُ نَتَذَاكَرُ ؛ فَقَالَ : " مَا تَذَاكَرُونَ ؟ " قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ . قَالَ : " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ " . فَذَكَرَ الدُّخَانَ ، وَ الدَّجَّالَ ، وَ الدَّابَّةَ ، وَ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَ نُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، وَ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ ، وَ ثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَ خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَ خَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ . وَ آخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ . " كتاب " صحيح مسلم " . و الشاهد هنا هو قوله صلى الله عليه و سلم : " وَ ثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَ خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَ خَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ " .
      و أما المراد بالحشر في هاته الآيات الكريمات هو حشر المعتدين من اليهود بعد طردهم و تشريدهم  في الأرض إلى حين تحقق " وَعْدُ الْءَاخِرَةِ " ، إذ يحشرهم الله تعالى من كل مكان حشراً ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ قُلْنَا مِنۢ بَعْدِهِۦ لِبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الْءَاخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ( 104 ) " سورة الإسراء . يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : " من شك في أن أرض المحشر ها هنا ـ يعني الشام ـ فليقرأ هذه الآية : " هُوَ الَّذِىٓ أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتٰبِ مِن دِيٰرِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ ... ( 02 ) " سورة الحشر . قال لهـم الرسـول صلى الله عليه و سلم  : " اخرجوا ! " . قالوا : إلى أين ؟ . قال : " إلى أرض المحشر " رواه ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى ، و ورد في تفسير ابن كثير طيب الله تعالى ثراه ( 4 / 350 ) . قال الحسن : لما أجلى رسول الله  صلى الله عليه و سلم بني النضير ؛ قال : " هذا أول الحشر ، و أنا على الأثر " !! ذكره ابن أبي حاتم و ابن جرير رحمهما الله تعالى ، و ورد في تفسير ابن كثير طيب الله تعالى ثراه ( 4 / 350 ) .


و الله تعالى أعلم .
 . و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.......... يتبع بإذن الله تعالى ....................

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

" خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 56 : الموضوع : " خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : فِي بَقِيَّةٍ مِنْ أَحَادِيثِ الدَّجَّالِ .         أقول :       و هذا يدل على أن المسيح الدجال من بني آدم ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ " . وهذا واضح من التكنولوجيا التي حصلها

الشيخ الأكبر. محي الدين بن عربي يؤكد : " المهدي " و " عيسى " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء - الطريقة النقية الأحمدية . الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الطاهرة ، عن الأحاديث الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : حقيقة دعوة الجماعة الإسلامية الأحمدية 06 : الموضوع : الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي قدس الله تعالى سره الشريف يؤكد : " المهدي " و " المسيح عيسى ابن مريم " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمان الرحيم . نحمده و نصلي على رسوله الكريم .  تفسير طلسم الشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه لإسم " ختم الأولياء " في كتابه الشهير " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " :     إن مصطلح " ختم الأولياء " له معاني متع

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم