الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني". لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية": إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " حقيقة دعوة " الطريقة النقية الأحمدية " " 28 :
الموضوع : بعثة " رسول الله المهدي " مشيئة غير قابلة للتحقق !!؟؟
( متفرقات عن الأدلة على البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه و سلم ـ الجزء الثالث ـ ) .
لقد أنبأ الله تعالى النبي صلى الله عليه و سلم بموته ككل البشر ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِين مِّتَّ فَهُمُ الْخٰلِدُونَ ( 34 ) كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَ نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ( 35 ) " سورة الأنبياء . و لقد بين ـ تعالى ـ حقيقة كونه ـ صلى الله عليه و سلم ـ " شَهِيدًا " على أمته ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَ جِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلٰى هٰٓؤُلَآءِ ۚ وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتٰبَ تِبْيٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرٰى لِلْمُسْلِمِينَ ( 89 ) " سورة النحل .
لقد أجمع الصحابة الكرام على وفاة النبي صلى الله عليه و سلم دون أن يشهد على أمته ؛ لما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه و رضي عنه أنه ـ أي : الفاروق رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ قال في زمن خلافته : " الذي حملني على ما قلت حين توفي أني كنت أقرأ هذه الآية : " وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " . فو الله إن كنت لأظن أن يبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها ؛ فإنه للذي حملني على ما قلت " كتاب " السيرة " لإبن هشام رحمه الله تعالى ( 4 / 286 ) . بالرغم من قوله في خطبته بين يدي الصديق عند بيعته إياه ـ رضي الله تعالى عنهما و رضي عنهما ـ : " قلت لكم بالأمس مقالة ؛ و إنها لم تكن كما قلت ( رضوان الأحمدي : يريد قوله أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يمت ) ، و إني والله ما وجدت المقالة التي قلت لكم في كتاب أنزله الله عز وجل ، و لا عهد عهده إلي رسول الله ، و لكني قد كنت رجوت أن يعيش رسول الله حتى يكون آخرنا " رواه كل من الأئمة البخاري ، و ابن سعد ، و البيهقي في كتابه " الإعتقاد "ص 348 . و هذا إن دل على شيئ ؛ فإنما يدل على بعثته ـ صلى الله عليه و سلم ـ " بعثة ثانية " ؛ بصفته " شَهِيدًا " على أمته .
يقول بعض التقليديين أن هذا لا يعني تحققه بالضرورة ؛ بل إن هذا مرتبط بمشيئته ؛ فإن شاء بعثه ، و إن شاء لم يبعث ، لأن هذا ليس واجبا على الله تعالى .
أقول :
و هل يعقل أن يعلق الله تعالى مشيئته على أمر باطل أو محال أو محرم ؟ أي :
أولا : هل يعقل أن يعلق الله تعالى مشيئته ببعث النبي صلى الله عليه و سلم في شخص الإمام المهدي عليه السلام عن طريق البروز ، و هو أمر باطل لا يصح ؟
ثانيا : هل يعقل أن يعلق الله تعالى مشيئته ببعث النبي صلى الله عليه و سلم في شخص المسيح الموعود عليه السلام عن طريق البروز ، و هو أمر محال تحققه ؟
ثالثا : هل يعقل أن يعلق الله تعالى مشيئته ببعث النبي صلى الله عليه و سلم في شخص " نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى " ، و هو أمر محرم ؛ لأن ـ صلى الله عليه و سلم ـ " خَاتِمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ " ؟ أي : أن الله تعالى يقول بأني سأنزل فيكم " نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى " إماما منكم ؛ إلا إني لا أريد فعل ذلك ؛ لأنها :
أولا : مشيئتي فقط .
ثانيا : النبوة بكل أنواعها قد أغلقت بعد النبي صلى الله عليه و سلم .
إن من يجوز ذلك في النبوءات معرضا عن حكمها ؛ فلا شك في ضلاله بإساءته لله تعالى .
إذا كانت نبوءة بعثة النبي صلى الله عليه و سلم عن طريق البروز في شخص الإمام المهدي و المسيح الموعود " نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى " مشيئة فقط غير قابلة للتحقيق بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ فإن الله تعالى قد قال ؛ ل : " " خَاتِمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ " : " وَ لَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا ( 51 ) فَلَا تُطِعِ الْكٰفِرِينَ وَ جٰهِدْهُم بِهِۦ جِهَادًا كَبِيرًا ( 52 ) " سورة الفرقان . نعم ؛ فمع إنشغال النبي صلى الله عليه و سلم بالدعوة إلى التمسك بالتوحيد و نبذ الشرك مبينا لهم بعثته من الله تعالى لتعريفهم بالإله الحق الذي أرسله إلى قريته " مكة " ؛ إلا أن الله تعالى يقول له ـ صلى الله عليه و سلم ـ : " وَ لَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا ( 51 ) " سورة الفرقان . معلقا ذلك بمشيئته ـ " وَ لَوْ شِئْنَا " ـ . منبها ـ تعالى ـ له ـ صلى الله عليه و سلم ـ على أني لو شئت لبعثت غيرك لا فيما يجاور قريتك فقط ؛ بل " فِى كُلِّ قَرْيَةٍ " . و إني قادر على بعثهم ليقوموا بما تقوم به . فلو كان النبي صلى الله عليه و سلم " ... خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَ إِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ " أو " خَاتِمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ " حقا بالمفهوم التقليدي ـ أي : آخر النبيين من حيث الولادة و البعثة ـ . إذا ؛ فلماذا يقول الله تعالى له ـ صلى الله عليه و سلم ـ : " وَ لَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا " ؟ و إذا كانت هذه البعثة من الله تعالى مجرد مشيئة غير قابلة للتحقق ؛ فلماذا يقول النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن هاجر من مكة إلى المدينة : " أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ ، يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ " كتاب " مسند أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى " . أليس من سنة الأنبياء عليهم السلام التبشير ببعضهم البعض ؟ إذا كان الأمر كذلك ؛ فما معنى قوله صلى الله عليه و سلم : " أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ " ؟ و ما معنى قوله صلى الله عليه و سلم : " يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي " في نفس السياق ؟ أم أنه يبعث إلا أنه ليس من الله تعالى ؟ ألا يدل هذا على أنه نبي و رسول من عنده ـ تعالى ـ ؟
إن قوله صلى الله عليه و سلم : " يُبْعَثُ " يواطئ قوله تعالى " لَبَعَثْنَا " . و كيف لا يواطئه ، و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يتحرى ما في القرآن الكريم إيمانا و قولا و عملا و فعلا ؟ لقد إختار النبي صلى الله عليه و سلم في التبشير بالإمام المهدي عليه السلام لفظ " يُبْعَثُ " كما إختار الله تعالى لفظ " لَبَعَثْنَا " في آية نبإ بعث الأنبياء و الرسل إلى القرى لإنذار أهلها ، بل و قد إستعمل الله تعالى هذا اللفظ بنفس هذا المعنى ؛ و هو : " الإرسال من عنده ـ تعالى ـ " . و أما الزعم بأن معنى " البعث " في قول الله تعالى و حديث النبي صلى الله عليه و سلم مختلف ؛ فهو زعم باطل لا دليل عليه . و إن التفريق بينهما هو الدجل بعينه ، بل فيه إساءة إلى " خَاتَمُ النَّبِيِّينَ " بأنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم يعي ما وعوه هم ـ و اللعياذ بالله تعالى ـ . فلا شك أن هذا اللفظ يعني الإرسال من عنده ـ تعالى ـ بغض النظر عن هذا المرسول إن كان نبيا أو مهديا أو مجددا أو خليفة أو أي لقب أو صفة .
أيها القراء ! لا يعقل أبدا أن يكون الله تعالى في مكة المكرمة يعلق خبر بعث الأنبياء عليهم السلام للإنذار بمشيئته ، و النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة يجزم به ، بل و يخبر أنه سيتحقق في آخر الزمان عن طريق رجل من ذريته . فالتوافق بين الله تعالى و النبي صلى الله عليه و سلم حول إستعمال لفظ " بعث " و ما واطئها ؛ يخرج الأمر عن كونه باطلا أو محالا أو محرما . و إن المسلمين التقليديين بإنكارهم لهذا التوافق ؛ إنما ينسبون للنبي صلى الله عليه و سلم الإفتراء و الكذب عن الله تعالى في المدينة المنورة ـ و العياذ بالله تعالى ـ بإخباره عن الله تعالى بالباطل و بالمحال أو بالمحرم . و كيف يصح قولهم هذا ، و قد بين الله تعالى بنفسه بجواز تحققه ؛ إلا أنه قد علقه ـ تعالى ـ بمشيئته قبل ذلك في مكة المكرمة ؟!
يقول الله تعالى : " وَ إِنَّا عَلٰىٓ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقٰدِرُونَ ( 95 ) " سورة المؤمنون .
لقد علق الله تعالى وعده هذا بالمشيئة أيضا ، أي : الوعد بأن يرى النبي صلى الله عليه و سلم ما وعد أهل الكتاب من تحقق التأويل ، و هو مما لا يكون إلا في آخر الزمان ؛ فهل يعقل أيضا تعليق ذلك بالمشيئة الإلهية ، و هو باطل أو محال أو محرم ؟
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.......... يتبع بإذن الله تعالى ................
سلسلة : " حقيقة دعوة " الطريقة النقية الأحمدية " " 28 :
الموضوع : بعثة " رسول الله المهدي " مشيئة غير قابلة للتحقق !!؟؟
( متفرقات عن الأدلة على البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه و سلم ـ الجزء الثالث ـ ) .
لقد أنبأ الله تعالى النبي صلى الله عليه و سلم بموته ككل البشر ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِين مِّتَّ فَهُمُ الْخٰلِدُونَ ( 34 ) كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَ نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ( 35 ) " سورة الأنبياء . و لقد بين ـ تعالى ـ حقيقة كونه ـ صلى الله عليه و سلم ـ " شَهِيدًا " على أمته ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَ جِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلٰى هٰٓؤُلَآءِ ۚ وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتٰبَ تِبْيٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرٰى لِلْمُسْلِمِينَ ( 89 ) " سورة النحل .
لقد أجمع الصحابة الكرام على وفاة النبي صلى الله عليه و سلم دون أن يشهد على أمته ؛ لما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه و رضي عنه أنه ـ أي : الفاروق رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ قال في زمن خلافته : " الذي حملني على ما قلت حين توفي أني كنت أقرأ هذه الآية : " وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " . فو الله إن كنت لأظن أن يبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها ؛ فإنه للذي حملني على ما قلت " كتاب " السيرة " لإبن هشام رحمه الله تعالى ( 4 / 286 ) . بالرغم من قوله في خطبته بين يدي الصديق عند بيعته إياه ـ رضي الله تعالى عنهما و رضي عنهما ـ : " قلت لكم بالأمس مقالة ؛ و إنها لم تكن كما قلت ( رضوان الأحمدي : يريد قوله أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يمت ) ، و إني والله ما وجدت المقالة التي قلت لكم في كتاب أنزله الله عز وجل ، و لا عهد عهده إلي رسول الله ، و لكني قد كنت رجوت أن يعيش رسول الله حتى يكون آخرنا " رواه كل من الأئمة البخاري ، و ابن سعد ، و البيهقي في كتابه " الإعتقاد "ص 348 . و هذا إن دل على شيئ ؛ فإنما يدل على بعثته ـ صلى الله عليه و سلم ـ " بعثة ثانية " ؛ بصفته " شَهِيدًا " على أمته .
يقول بعض التقليديين أن هذا لا يعني تحققه بالضرورة ؛ بل إن هذا مرتبط بمشيئته ؛ فإن شاء بعثه ، و إن شاء لم يبعث ، لأن هذا ليس واجبا على الله تعالى .
أقول :
و هل يعقل أن يعلق الله تعالى مشيئته على أمر باطل أو محال أو محرم ؟ أي :
أولا : هل يعقل أن يعلق الله تعالى مشيئته ببعث النبي صلى الله عليه و سلم في شخص الإمام المهدي عليه السلام عن طريق البروز ، و هو أمر باطل لا يصح ؟
ثانيا : هل يعقل أن يعلق الله تعالى مشيئته ببعث النبي صلى الله عليه و سلم في شخص المسيح الموعود عليه السلام عن طريق البروز ، و هو أمر محال تحققه ؟
ثالثا : هل يعقل أن يعلق الله تعالى مشيئته ببعث النبي صلى الله عليه و سلم في شخص " نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى " ، و هو أمر محرم ؛ لأن ـ صلى الله عليه و سلم ـ " خَاتِمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ " ؟ أي : أن الله تعالى يقول بأني سأنزل فيكم " نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى " إماما منكم ؛ إلا إني لا أريد فعل ذلك ؛ لأنها :
أولا : مشيئتي فقط .
ثانيا : النبوة بكل أنواعها قد أغلقت بعد النبي صلى الله عليه و سلم .
إن من يجوز ذلك في النبوءات معرضا عن حكمها ؛ فلا شك في ضلاله بإساءته لله تعالى .
إذا كانت نبوءة بعثة النبي صلى الله عليه و سلم عن طريق البروز في شخص الإمام المهدي و المسيح الموعود " نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى " مشيئة فقط غير قابلة للتحقيق بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ فإن الله تعالى قد قال ؛ ل : " " خَاتِمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ " : " وَ لَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا ( 51 ) فَلَا تُطِعِ الْكٰفِرِينَ وَ جٰهِدْهُم بِهِۦ جِهَادًا كَبِيرًا ( 52 ) " سورة الفرقان . نعم ؛ فمع إنشغال النبي صلى الله عليه و سلم بالدعوة إلى التمسك بالتوحيد و نبذ الشرك مبينا لهم بعثته من الله تعالى لتعريفهم بالإله الحق الذي أرسله إلى قريته " مكة " ؛ إلا أن الله تعالى يقول له ـ صلى الله عليه و سلم ـ : " وَ لَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا ( 51 ) " سورة الفرقان . معلقا ذلك بمشيئته ـ " وَ لَوْ شِئْنَا " ـ . منبها ـ تعالى ـ له ـ صلى الله عليه و سلم ـ على أني لو شئت لبعثت غيرك لا فيما يجاور قريتك فقط ؛ بل " فِى كُلِّ قَرْيَةٍ " . و إني قادر على بعثهم ليقوموا بما تقوم به . فلو كان النبي صلى الله عليه و سلم " ... خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَ إِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ " أو " خَاتِمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ " حقا بالمفهوم التقليدي ـ أي : آخر النبيين من حيث الولادة و البعثة ـ . إذا ؛ فلماذا يقول الله تعالى له ـ صلى الله عليه و سلم ـ : " وَ لَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا " ؟ و إذا كانت هذه البعثة من الله تعالى مجرد مشيئة غير قابلة للتحقق ؛ فلماذا يقول النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن هاجر من مكة إلى المدينة : " أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ ، يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ " كتاب " مسند أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى " . أليس من سنة الأنبياء عليهم السلام التبشير ببعضهم البعض ؟ إذا كان الأمر كذلك ؛ فما معنى قوله صلى الله عليه و سلم : " أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ " ؟ و ما معنى قوله صلى الله عليه و سلم : " يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي " في نفس السياق ؟ أم أنه يبعث إلا أنه ليس من الله تعالى ؟ ألا يدل هذا على أنه نبي و رسول من عنده ـ تعالى ـ ؟
إن قوله صلى الله عليه و سلم : " يُبْعَثُ " يواطئ قوله تعالى " لَبَعَثْنَا " . و كيف لا يواطئه ، و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يتحرى ما في القرآن الكريم إيمانا و قولا و عملا و فعلا ؟ لقد إختار النبي صلى الله عليه و سلم في التبشير بالإمام المهدي عليه السلام لفظ " يُبْعَثُ " كما إختار الله تعالى لفظ " لَبَعَثْنَا " في آية نبإ بعث الأنبياء و الرسل إلى القرى لإنذار أهلها ، بل و قد إستعمل الله تعالى هذا اللفظ بنفس هذا المعنى ؛ و هو : " الإرسال من عنده ـ تعالى ـ " . و أما الزعم بأن معنى " البعث " في قول الله تعالى و حديث النبي صلى الله عليه و سلم مختلف ؛ فهو زعم باطل لا دليل عليه . و إن التفريق بينهما هو الدجل بعينه ، بل فيه إساءة إلى " خَاتَمُ النَّبِيِّينَ " بأنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم يعي ما وعوه هم ـ و اللعياذ بالله تعالى ـ . فلا شك أن هذا اللفظ يعني الإرسال من عنده ـ تعالى ـ بغض النظر عن هذا المرسول إن كان نبيا أو مهديا أو مجددا أو خليفة أو أي لقب أو صفة .
أيها القراء ! لا يعقل أبدا أن يكون الله تعالى في مكة المكرمة يعلق خبر بعث الأنبياء عليهم السلام للإنذار بمشيئته ، و النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة يجزم به ، بل و يخبر أنه سيتحقق في آخر الزمان عن طريق رجل من ذريته . فالتوافق بين الله تعالى و النبي صلى الله عليه و سلم حول إستعمال لفظ " بعث " و ما واطئها ؛ يخرج الأمر عن كونه باطلا أو محالا أو محرما . و إن المسلمين التقليديين بإنكارهم لهذا التوافق ؛ إنما ينسبون للنبي صلى الله عليه و سلم الإفتراء و الكذب عن الله تعالى في المدينة المنورة ـ و العياذ بالله تعالى ـ بإخباره عن الله تعالى بالباطل و بالمحال أو بالمحرم . و كيف يصح قولهم هذا ، و قد بين الله تعالى بنفسه بجواز تحققه ؛ إلا أنه قد علقه ـ تعالى ـ بمشيئته قبل ذلك في مكة المكرمة ؟!
يقول الله تعالى : " وَ إِنَّا عَلٰىٓ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقٰدِرُونَ ( 95 ) " سورة المؤمنون .
لقد علق الله تعالى وعده هذا بالمشيئة أيضا ، أي : الوعد بأن يرى النبي صلى الله عليه و سلم ما وعد أهل الكتاب من تحقق التأويل ، و هو مما لا يكون إلا في آخر الزمان ؛ فهل يعقل أيضا تعليق ذلك بالمشيئة الإلهية ، و هو باطل أو محال أو محرم ؟
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.......... يتبع بإذن الله تعالى ................
تعليقات
إرسال تعليق