التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم

آية " الدخان " في زمن رسول الله " المهدي " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : " حقيقة دعوة " الطريقة النقية الأحمدية " " 30 :

الموضوع : آية " الدخان " في زمن رسول الله " المهدي " .
( متفرقات عن الأدلة على البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه و سلم ـ الجزء الخامس ـ ) .





      يقول الله تعالى : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ( 10 ) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 11 ) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ( 12 ) أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ ( 15 ) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان .
      أورد الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كِتَابُ " الِاسْتِسْقَاءِ " . بَابٌ : " إِذَا اسْتَشْفَعَ الْمُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ عِنْدَ الْقَحْطِ " : " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، وَ الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ فَقَالَ : يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَ أَبْصَارِهِمْ ؛ يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ . فَفَزِعْنَا . فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَ كَانَ مُتَّكِئًا ، فَغَضِبَ ، فَجَلَسَ ، فَقَالَ : مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ ، وَ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ : اللَّهُ أَعْلَمُ ؛ فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ : لَا أَعْلَمُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : " قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ " ، وَ إِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنِ الْإِسْلَامِ ، فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ " . فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ ، حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا ، وَ أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَ الْعِظَامَ ، وَ يَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا ، فَادْعُ اللَّهَ . فَقَرَأَ : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ " ، إِلَى قَوْلِهِ : " عَائِدُونَ "، أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ ؟ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى " : يَوْمَ بَدْرٍ ، وَ " لِزَامًا " يَوْمَ بَدْرٍ ، " الم " " غُلِبَتِ الرُّومُ " ، إِلَى : " سَيَغْلِبُونَ " ، وَ الرُّومُ قَدْ مَضَى .

أقول :
      هذا هو تفسير الصحابي ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ؛ فهو يعتقد أن " الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى " ؛ هي : " يَوْمَ بَدْرٍ " . و لقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى أن " الْبَطْشَةَ " هي إحدى " خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ " ؛ بروايته : " حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : " خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ : اللِّزَامُ ، وَ الرُّومُ ، وَ الْبَطْشَةُ ، وَ الْقَمَرُ ، وَ الدُّخَانُ " " صحيح البخاري | كِتَابُ التَّفْسِيرِ |  سُورَةُ حم الدُّخَانِ | بَابٌ : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ " . و هو نفس مذهب ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ؛ لقوله السابق : " أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ ؟ "
       و السؤال المطروح هو : هل البطشة إنتقام بالعذاب الإلهي الخاص أم أنه مثل باقي الإنتقام بالعذاب الإلهي الذي يحدث منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة ؟
      و الجواب هو : لا شك أن الله تعالى لا يتوعد في القرآن الكريم إلا بالإنتقام بالعذاب الإلهي الخاص . و من أدلة ذلك ما يتبين من سنته الثابتة مع الأنبياء عليهم السلام ؛ مثل :
أولا : قوله تعالى : " فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنٰهُمْ فِى الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِـَٔايٰتِنَا وَ كَانُوا عَنْهَا غٰفِلِينَ ( 136 ) " سورة الأعراف . في حق فرعون و حاشيته . مع قوله تعالى : " فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنٰهُمْ أَجْمَعِينَ ( 55 ) فَجَعَلْنٰهُمْ سَلَفًا وَ مَثَلًا لِّلْءَاخِرِينَ ( 56 ) " سورة الزخرف . و المراد من " لِّلْءَاخِرِينَ " هنا ، هم مجرمي هذه الأمة الذين توعدهم الله تعالى بما توعد به قوم موسى عليه السلام ، و هم أعداء ابْنُ مَرْيَمَ المحمدي الموعود عليه السلام ؛ بدليل قوله تعالى بعدها مباشرة : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوٓا ءَأٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًۢا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنٰهُ مَثَلًا لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلٰٓئِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) وَ إِنَّهُۥ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَ اتَّبِعُونِ ۚ هٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( 61 ) وَ لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطٰنُ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( 62 ) " سورة الزخرف . فثبت من خلال هذه الآيات الكريمات أن ابْنُ مَرْيَمَ المحمدي الموعود عليه السلام نبي من عند الله تعالى .
ثانيا : " وَ إِن كَانَ أَصْحٰبُ الْأَيْكَةِ لَظٰلِمِينَ ( 78 ) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَ إِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ( 79 ) " سورة الحجر . و " أَصْحٰبُ الْأَيْكَةِ " هم قوم شعيب . فقد إنتقم الله تعالى منهم بالصيحة ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُۥ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَ أَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دِيٰرِهِمْ جٰثِمِينَ ( 94 ) " سورة هود . و بالرجفة ؛ بدليل قوله تعالى : " فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دَارِهِمْ جٰثِمِينَ ( 78 ) " سورة الأعراف . و ما قوله تعالى : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان . إلا من هذا جنس هذا الإنتقام بالعذاب الإلهي ؛ فهو وعيد لازم قطع الله تعالى تحققه في مجرمي هذه الأمة ، كما بين النبي صلى الله عليه و سلم أن  الخسف و الرجف و المسخ و القذف سيقع في هذه الأمة آخر الزمان ، مثلما وقع ذلك في الأمم السابقة ، و إن هذه هي السنة الإلهية الثابتة ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ( 22 ) " سورة السجدة . و إن هذا وعد رسوله صلى الله عليه و سلم : " فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِۦ رُسُلَهُۥٓ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ( 47 ) " سورة إبراهيم .
      لا شك أن الإنتقام من المجرمين سنة إلهية ثابتة ؛ إلا أن هذا لا يكون إلا بعد أن يبعث الله تعالى رسولا من عنده ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلٰى قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِالْبَيِّنٰتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَ كَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ( 47 ) " سورة الروم .
       و إن مجرمي هذه الأمة تستحق بحق و حقيقة عذاب " البطشة الكبرى " ، و بهذا توعدهم الله تعالى ؛ بدليل قوله تعالى : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان .

       لقد صور الله تعالى أخلاق مجرمي مع أنبياء أممهم و جماعاتهم ؛ بقوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضْحَكُونَ ( 29 ) وَ إِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ( 30 ) وَ إِذَا انقَلَبُوٓا إِلٰىٓ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ( 31 ) وَ إِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوٓا إِنَّ هٰٓؤُلَآءِ لَضَآلُّونَ ( 32 ) وَ مَآ أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حٰفِظِينَ (33) " سورة المطففين . و هو نفس سنة التقليديين اليوم مع " جماعة المسلمين و إمامهم " . و لقد بلغ بهم الإجرام بأن لا يتخلقوا بهذه التصرفات الشيطانية مع أعداء الإسلام . و أما إذا رأو المسلم الحقيقي الأحمدي . ظاهروا بها . فقد بلغ إجرامهم منتهاه ، و قد دقت ساعة سنته تعالى فيهم .
      يقول الله تعالى : " كَذٰلِكَ سَلَكْنٰهُ فِى قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ( 200 ) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِۦ حَتّٰى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ( 201 ) فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( 202 ) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ ( 203 ) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ( 204 ) أَفَرَءَيْتَ إِن مَّتَّعْنٰهُمْ سِنِينَ ( 205 ) ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ ( 206 ) مَآ أَغْنٰى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ( 207 ) وَ مَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ ( 208 ) ذِكْرٰى وَ مَا كُنَّا ظٰلِمِينَ ( 209 ) " سورة الشعراء .
أقول :
      فهكذا سيهلك مجرموا هذه الأمة ، و لن يكون هذا إلا بعد إرسال المنذر ذكرى و لعلهم يرجعون ، و إن لم يكن يرجوع و لم يتذكروا ، فعند ذلك سيعمل فيهم سيف الله تعالى بعدله .

      إن منذر هذا الزمان هو الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام رسول الله المعلَّم ، و الذي ما أرسله الله تعالى إلا : " للذكرى " . إلا أنها ـ و للأسف الشديد ـ منفية من مقتضى سوء حالهم ؛ بدليل قوله تعالى : "  أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) " سورة الدخان . و بدليل قوله تعالى : " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنّٰى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرٰىهُمْ ( 18 ) " سورة محمد .  و كيف ينتفع به من لم يتعظ بنذارة المعلَّم الرسول المذكر ؟ و كيف تنفع الذكرى و قد كذبوا البينات التي شهد الله تعالى بها على صدقه كآية الذخان ؟ إن آية الدخان يراد بها دخان الفتن ـ قطع الليل المظلم ـ و الفتن المادية كالزلالزل و المجاعات و غيرها .
      لقد قبل المسلمون التقليديون قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و رضي عنه في آية " الدخان " على ضعفه بأنه خيال أو سراب يخرج من الأرض ، فيرتفع ، و يغشى بعض كفار قريش !! إلا أنهم لم يقبلوا بأن الدخان هو الفتن و الإضطرابات و المجاعات و الزلازل و الفتن التي تحدث في زمن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ؛ فيا عجبا لجهلهم !!
      و لقد قبل بعضهم ؛ بأن المراد من الدخان هو الغبار الناتج عن حوافر خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه حين تم فتح مكة ، فعلى ذلك الغبار حتى غشى أهل مكة ، و على هذا حملوا هذا المعنى المراد بتلك الآيات من سورة الدخان ، إلا أنهم لم يقبلوا هذا الدخان المبين العظيم آية وبينة دالة على رسول الله المهدي المعلَّم ، فيا عجبا لمدى ضلالهم و سفههم !!
      ِإن آيات سورة الدخان لم يمض تأويلها في زمن النبي صلى الله عليه و سلم في بعثته الأولى بشخصه الكريم ، و إن كانت تنطبق عليه جزئيا ، بل إن تأويلها يتحقق في زماننا هذا عن طريق شخص الإمام المهدي عليه السلام الذي يمثل البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ بدليل قوله تعالى : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ( 10 ) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 11 ) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ( 12 ) أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ ( 15 ) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان . و هذا الذي ما لم يقع قط في حياته ـ صلى الله عليه و سلم  ـ ؛ بدليل قوله تعالى له ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ( 41 ) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِى وَعَدْنٰهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ( 42 ) " سورة الزخرف . فجعل الله تعالى هنا حلول الإنتقام بعد الذهاب به ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، و إراءة ذلك له ـ صلى الله عليه و سلم ـ بشخص الإمام المهدي عليه السلام . إذا ؛ فالقول بأن " البطشة " هي ما حصل " يوم بدر " في حياة النبي صلى الله عليه و سلم الذي إشترط لتحقق إنتقامه الذهاب برسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قول بعيد ؛ لأن " البطشة " بنص الآيات في سورة الدخان من إنتقامه ـ تعالى ـ في آخر الزمان . فأفهم ذلك !
      نعم إن الإنتقام الإلهي من المجرمين سنة إلهية في أعداء الأنبياء و المرسلين عليهم السلام ، فلا تبديل لها و لا تحويل . فهل أنتم مؤمنون بنبي الله و رسوله غلام أحمد القادياني عليه السلام ؟


و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.......... يتبع بإذن الله تعالى ...................

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

" خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 56 : الموضوع : " خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : فِي بَقِيَّةٍ مِنْ أَحَادِيثِ الدَّجَّالِ .         أقول :       و هذا يدل على أن المسيح الدجال من بني آدم ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ " . وهذا واضح من التكنولوجيا التي حصلها

الشيخ الأكبر. محي الدين بن عربي يؤكد : " المهدي " و " عيسى " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء - الطريقة النقية الأحمدية . الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الطاهرة ، عن الأحاديث الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : حقيقة دعوة الجماعة الإسلامية الأحمدية 06 : الموضوع : الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي قدس الله تعالى سره الشريف يؤكد : " المهدي " و " المسيح عيسى ابن مريم " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمان الرحيم . نحمده و نصلي على رسوله الكريم .  تفسير طلسم الشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه لإسم " ختم الأولياء " في كتابه الشهير " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " :     إن مصطلح " ختم الأولياء " له معاني متع

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم