الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني". لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية": إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " حقيقة دعوة " الطريقة النقية الأحمدية " " 30 :
الموضوع : آية " الدخان " في زمن رسول الله " المهدي " .
( متفرقات عن الأدلة على البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه و سلم ـ الجزء الخامس ـ ) .
يقول الله تعالى : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ( 10 ) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 11 ) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ( 12 ) أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ ( 15 ) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان .
أورد الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كِتَابُ " الِاسْتِسْقَاءِ " . بَابٌ : " إِذَا اسْتَشْفَعَ الْمُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ عِنْدَ الْقَحْطِ " : " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، وَ الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ فَقَالَ : يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَ أَبْصَارِهِمْ ؛ يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ . فَفَزِعْنَا . فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَ كَانَ مُتَّكِئًا ، فَغَضِبَ ، فَجَلَسَ ، فَقَالَ : مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ ، وَ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ : اللَّهُ أَعْلَمُ ؛ فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ : لَا أَعْلَمُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : " قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ " ، وَ إِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنِ الْإِسْلَامِ ، فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ " . فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ ، حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا ، وَ أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَ الْعِظَامَ ، وَ يَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا ، فَادْعُ اللَّهَ . فَقَرَأَ : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ " ، إِلَى قَوْلِهِ : " عَائِدُونَ "، أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ ؟ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى " : يَوْمَ بَدْرٍ ، وَ " لِزَامًا " يَوْمَ بَدْرٍ ، " الم " " غُلِبَتِ الرُّومُ " ، إِلَى : " سَيَغْلِبُونَ " ، وَ الرُّومُ قَدْ مَضَى .
أقول :
هذا هو تفسير الصحابي ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ؛ فهو يعتقد أن " الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى " ؛ هي : " يَوْمَ بَدْرٍ " . و لقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى أن " الْبَطْشَةَ " هي إحدى " خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ " ؛ بروايته : " حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : " خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ : اللِّزَامُ ، وَ الرُّومُ ، وَ الْبَطْشَةُ ، وَ الْقَمَرُ ، وَ الدُّخَانُ " " صحيح البخاري | كِتَابُ التَّفْسِيرِ | سُورَةُ حم الدُّخَانِ | بَابٌ : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ " . و هو نفس مذهب ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ؛ لقوله السابق : " أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ ؟ "
و السؤال المطروح هو : هل البطشة إنتقام بالعذاب الإلهي الخاص أم أنه مثل باقي الإنتقام بالعذاب الإلهي الذي يحدث منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة ؟
و الجواب هو : لا شك أن الله تعالى لا يتوعد في القرآن الكريم إلا بالإنتقام بالعذاب الإلهي الخاص . و من أدلة ذلك ما يتبين من سنته الثابتة مع الأنبياء عليهم السلام ؛ مثل :
أولا : قوله تعالى : " فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنٰهُمْ فِى الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِـَٔايٰتِنَا وَ كَانُوا عَنْهَا غٰفِلِينَ ( 136 ) " سورة الأعراف . في حق فرعون و حاشيته . مع قوله تعالى : " فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنٰهُمْ أَجْمَعِينَ ( 55 ) فَجَعَلْنٰهُمْ سَلَفًا وَ مَثَلًا لِّلْءَاخِرِينَ ( 56 ) " سورة الزخرف . و المراد من " لِّلْءَاخِرِينَ " هنا ، هم مجرمي هذه الأمة الذين توعدهم الله تعالى بما توعد به قوم موسى عليه السلام ، و هم أعداء ابْنُ مَرْيَمَ المحمدي الموعود عليه السلام ؛ بدليل قوله تعالى بعدها مباشرة : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوٓا ءَأٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًۢا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنٰهُ مَثَلًا لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلٰٓئِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) وَ إِنَّهُۥ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَ اتَّبِعُونِ ۚ هٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( 61 ) وَ لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطٰنُ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( 62 ) " سورة الزخرف . فثبت من خلال هذه الآيات الكريمات أن ابْنُ مَرْيَمَ المحمدي الموعود عليه السلام نبي من عند الله تعالى .
ثانيا : " وَ إِن كَانَ أَصْحٰبُ الْأَيْكَةِ لَظٰلِمِينَ ( 78 ) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَ إِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ( 79 ) " سورة الحجر . و " أَصْحٰبُ الْأَيْكَةِ " هم قوم شعيب . فقد إنتقم الله تعالى منهم بالصيحة ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُۥ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَ أَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دِيٰرِهِمْ جٰثِمِينَ ( 94 ) " سورة هود . و بالرجفة ؛ بدليل قوله تعالى : " فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دَارِهِمْ جٰثِمِينَ ( 78 ) " سورة الأعراف . و ما قوله تعالى : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان . إلا من هذا جنس هذا الإنتقام بالعذاب الإلهي ؛ فهو وعيد لازم قطع الله تعالى تحققه في مجرمي هذه الأمة ، كما بين النبي صلى الله عليه و سلم أن الخسف و الرجف و المسخ و القذف سيقع في هذه الأمة آخر الزمان ، مثلما وقع ذلك في الأمم السابقة ، و إن هذه هي السنة الإلهية الثابتة ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ( 22 ) " سورة السجدة . و إن هذا وعد رسوله صلى الله عليه و سلم : " فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِۦ رُسُلَهُۥٓ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ( 47 ) " سورة إبراهيم .
لا شك أن الإنتقام من المجرمين سنة إلهية ثابتة ؛ إلا أن هذا لا يكون إلا بعد أن يبعث الله تعالى رسولا من عنده ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلٰى قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِالْبَيِّنٰتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَ كَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ( 47 ) " سورة الروم .
و إن مجرمي هذه الأمة تستحق بحق و حقيقة عذاب " البطشة الكبرى " ، و بهذا توعدهم الله تعالى ؛ بدليل قوله تعالى : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان .
لقد صور الله تعالى أخلاق مجرمي مع أنبياء أممهم و جماعاتهم ؛ بقوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضْحَكُونَ ( 29 ) وَ إِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ( 30 ) وَ إِذَا انقَلَبُوٓا إِلٰىٓ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ( 31 ) وَ إِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوٓا إِنَّ هٰٓؤُلَآءِ لَضَآلُّونَ ( 32 ) وَ مَآ أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حٰفِظِينَ (33) " سورة المطففين . و هو نفس سنة التقليديين اليوم مع " جماعة المسلمين و إمامهم " . و لقد بلغ بهم الإجرام بأن لا يتخلقوا بهذه التصرفات الشيطانية مع أعداء الإسلام . و أما إذا رأو المسلم الحقيقي الأحمدي . ظاهروا بها . فقد بلغ إجرامهم منتهاه ، و قد دقت ساعة سنته تعالى فيهم .
يقول الله تعالى : " كَذٰلِكَ سَلَكْنٰهُ فِى قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ( 200 ) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِۦ حَتّٰى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ( 201 ) فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( 202 ) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ ( 203 ) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ( 204 ) أَفَرَءَيْتَ إِن مَّتَّعْنٰهُمْ سِنِينَ ( 205 ) ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ ( 206 ) مَآ أَغْنٰى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ( 207 ) وَ مَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ ( 208 ) ذِكْرٰى وَ مَا كُنَّا ظٰلِمِينَ ( 209 ) " سورة الشعراء .
أقول :
فهكذا سيهلك مجرموا هذه الأمة ، و لن يكون هذا إلا بعد إرسال المنذر ذكرى و لعلهم يرجعون ، و إن لم يكن يرجوع و لم يتذكروا ، فعند ذلك سيعمل فيهم سيف الله تعالى بعدله .
إن منذر هذا الزمان هو الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام رسول الله المعلَّم ، و الذي ما أرسله الله تعالى إلا : " للذكرى " . إلا أنها ـ و للأسف الشديد ـ منفية من مقتضى سوء حالهم ؛ بدليل قوله تعالى : " أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) " سورة الدخان . و بدليل قوله تعالى : " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنّٰى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرٰىهُمْ ( 18 ) " سورة محمد . و كيف ينتفع به من لم يتعظ بنذارة المعلَّم الرسول المذكر ؟ و كيف تنفع الذكرى و قد كذبوا البينات التي شهد الله تعالى بها على صدقه كآية الذخان ؟ إن آية الدخان يراد بها دخان الفتن ـ قطع الليل المظلم ـ و الفتن المادية كالزلالزل و المجاعات و غيرها .
لقد قبل المسلمون التقليديون قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و رضي عنه في آية " الدخان " على ضعفه بأنه خيال أو سراب يخرج من الأرض ، فيرتفع ، و يغشى بعض كفار قريش !! إلا أنهم لم يقبلوا بأن الدخان هو الفتن و الإضطرابات و المجاعات و الزلازل و الفتن التي تحدث في زمن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ؛ فيا عجبا لجهلهم !!
و لقد قبل بعضهم ؛ بأن المراد من الدخان هو الغبار الناتج عن حوافر خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه حين تم فتح مكة ، فعلى ذلك الغبار حتى غشى أهل مكة ، و على هذا حملوا هذا المعنى المراد بتلك الآيات من سورة الدخان ، إلا أنهم لم يقبلوا هذا الدخان المبين العظيم آية وبينة دالة على رسول الله المهدي المعلَّم ، فيا عجبا لمدى ضلالهم و سفههم !!
ِإن آيات سورة الدخان لم يمض تأويلها في زمن النبي صلى الله عليه و سلم في بعثته الأولى بشخصه الكريم ، و إن كانت تنطبق عليه جزئيا ، بل إن تأويلها يتحقق في زماننا هذا عن طريق شخص الإمام المهدي عليه السلام الذي يمثل البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ بدليل قوله تعالى : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ( 10 ) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 11 ) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ( 12 ) أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ ( 15 ) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان . و هذا الذي ما لم يقع قط في حياته ـ صلى الله عليه و سلم ـ ؛ بدليل قوله تعالى له ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ( 41 ) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِى وَعَدْنٰهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ( 42 ) " سورة الزخرف . فجعل الله تعالى هنا حلول الإنتقام بعد الذهاب به ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، و إراءة ذلك له ـ صلى الله عليه و سلم ـ بشخص الإمام المهدي عليه السلام . إذا ؛ فالقول بأن " البطشة " هي ما حصل " يوم بدر " في حياة النبي صلى الله عليه و سلم الذي إشترط لتحقق إنتقامه الذهاب برسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قول بعيد ؛ لأن " البطشة " بنص الآيات في سورة الدخان من إنتقامه ـ تعالى ـ في آخر الزمان . فأفهم ذلك !
نعم إن الإنتقام الإلهي من المجرمين سنة إلهية في أعداء الأنبياء و المرسلين عليهم السلام ، فلا تبديل لها و لا تحويل . فهل أنتم مؤمنون بنبي الله و رسوله غلام أحمد القادياني عليه السلام ؟
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.......... يتبع بإذن الله تعالى ...................
سلسلة : " حقيقة دعوة " الطريقة النقية الأحمدية " " 30 :
الموضوع : آية " الدخان " في زمن رسول الله " المهدي " .
( متفرقات عن الأدلة على البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه و سلم ـ الجزء الخامس ـ ) .
يقول الله تعالى : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ( 10 ) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 11 ) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ( 12 ) أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ ( 15 ) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان .
أورد الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كِتَابُ " الِاسْتِسْقَاءِ " . بَابٌ : " إِذَا اسْتَشْفَعَ الْمُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ عِنْدَ الْقَحْطِ " : " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، وَ الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ فَقَالَ : يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَ أَبْصَارِهِمْ ؛ يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ . فَفَزِعْنَا . فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَ كَانَ مُتَّكِئًا ، فَغَضِبَ ، فَجَلَسَ ، فَقَالَ : مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ ، وَ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ : اللَّهُ أَعْلَمُ ؛ فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ : لَا أَعْلَمُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : " قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ " ، وَ إِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنِ الْإِسْلَامِ ، فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ " . فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ ، حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا ، وَ أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَ الْعِظَامَ ، وَ يَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا ، فَادْعُ اللَّهَ . فَقَرَأَ : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ " ، إِلَى قَوْلِهِ : " عَائِدُونَ "، أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ ؟ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى " : يَوْمَ بَدْرٍ ، وَ " لِزَامًا " يَوْمَ بَدْرٍ ، " الم " " غُلِبَتِ الرُّومُ " ، إِلَى : " سَيَغْلِبُونَ " ، وَ الرُّومُ قَدْ مَضَى .
أقول :
هذا هو تفسير الصحابي ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ؛ فهو يعتقد أن " الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى " ؛ هي : " يَوْمَ بَدْرٍ " . و لقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى أن " الْبَطْشَةَ " هي إحدى " خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ " ؛ بروايته : " حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : " خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ : اللِّزَامُ ، وَ الرُّومُ ، وَ الْبَطْشَةُ ، وَ الْقَمَرُ ، وَ الدُّخَانُ " " صحيح البخاري | كِتَابُ التَّفْسِيرِ | سُورَةُ حم الدُّخَانِ | بَابٌ : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ " . و هو نفس مذهب ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ؛ لقوله السابق : " أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ ؟ "
و السؤال المطروح هو : هل البطشة إنتقام بالعذاب الإلهي الخاص أم أنه مثل باقي الإنتقام بالعذاب الإلهي الذي يحدث منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة ؟
و الجواب هو : لا شك أن الله تعالى لا يتوعد في القرآن الكريم إلا بالإنتقام بالعذاب الإلهي الخاص . و من أدلة ذلك ما يتبين من سنته الثابتة مع الأنبياء عليهم السلام ؛ مثل :
أولا : قوله تعالى : " فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنٰهُمْ فِى الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِـَٔايٰتِنَا وَ كَانُوا عَنْهَا غٰفِلِينَ ( 136 ) " سورة الأعراف . في حق فرعون و حاشيته . مع قوله تعالى : " فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنٰهُمْ أَجْمَعِينَ ( 55 ) فَجَعَلْنٰهُمْ سَلَفًا وَ مَثَلًا لِّلْءَاخِرِينَ ( 56 ) " سورة الزخرف . و المراد من " لِّلْءَاخِرِينَ " هنا ، هم مجرمي هذه الأمة الذين توعدهم الله تعالى بما توعد به قوم موسى عليه السلام ، و هم أعداء ابْنُ مَرْيَمَ المحمدي الموعود عليه السلام ؛ بدليل قوله تعالى بعدها مباشرة : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوٓا ءَأٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًۢا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنٰهُ مَثَلًا لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلٰٓئِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) وَ إِنَّهُۥ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَ اتَّبِعُونِ ۚ هٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( 61 ) وَ لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطٰنُ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( 62 ) " سورة الزخرف . فثبت من خلال هذه الآيات الكريمات أن ابْنُ مَرْيَمَ المحمدي الموعود عليه السلام نبي من عند الله تعالى .
ثانيا : " وَ إِن كَانَ أَصْحٰبُ الْأَيْكَةِ لَظٰلِمِينَ ( 78 ) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَ إِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ( 79 ) " سورة الحجر . و " أَصْحٰبُ الْأَيْكَةِ " هم قوم شعيب . فقد إنتقم الله تعالى منهم بالصيحة ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُۥ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَ أَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دِيٰرِهِمْ جٰثِمِينَ ( 94 ) " سورة هود . و بالرجفة ؛ بدليل قوله تعالى : " فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِى دَارِهِمْ جٰثِمِينَ ( 78 ) " سورة الأعراف . و ما قوله تعالى : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان . إلا من هذا جنس هذا الإنتقام بالعذاب الإلهي ؛ فهو وعيد لازم قطع الله تعالى تحققه في مجرمي هذه الأمة ، كما بين النبي صلى الله عليه و سلم أن الخسف و الرجف و المسخ و القذف سيقع في هذه الأمة آخر الزمان ، مثلما وقع ذلك في الأمم السابقة ، و إن هذه هي السنة الإلهية الثابتة ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ( 22 ) " سورة السجدة . و إن هذا وعد رسوله صلى الله عليه و سلم : " فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِۦ رُسُلَهُۥٓ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ( 47 ) " سورة إبراهيم .
لا شك أن الإنتقام من المجرمين سنة إلهية ثابتة ؛ إلا أن هذا لا يكون إلا بعد أن يبعث الله تعالى رسولا من عنده ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلٰى قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِالْبَيِّنٰتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَ كَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ( 47 ) " سورة الروم .
و إن مجرمي هذه الأمة تستحق بحق و حقيقة عذاب " البطشة الكبرى " ، و بهذا توعدهم الله تعالى ؛ بدليل قوله تعالى : " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان .
لقد صور الله تعالى أخلاق مجرمي مع أنبياء أممهم و جماعاتهم ؛ بقوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضْحَكُونَ ( 29 ) وَ إِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ( 30 ) وَ إِذَا انقَلَبُوٓا إِلٰىٓ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ( 31 ) وَ إِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوٓا إِنَّ هٰٓؤُلَآءِ لَضَآلُّونَ ( 32 ) وَ مَآ أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حٰفِظِينَ (33) " سورة المطففين . و هو نفس سنة التقليديين اليوم مع " جماعة المسلمين و إمامهم " . و لقد بلغ بهم الإجرام بأن لا يتخلقوا بهذه التصرفات الشيطانية مع أعداء الإسلام . و أما إذا رأو المسلم الحقيقي الأحمدي . ظاهروا بها . فقد بلغ إجرامهم منتهاه ، و قد دقت ساعة سنته تعالى فيهم .
يقول الله تعالى : " كَذٰلِكَ سَلَكْنٰهُ فِى قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ( 200 ) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِۦ حَتّٰى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ( 201 ) فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( 202 ) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ ( 203 ) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ( 204 ) أَفَرَءَيْتَ إِن مَّتَّعْنٰهُمْ سِنِينَ ( 205 ) ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ ( 206 ) مَآ أَغْنٰى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ( 207 ) وَ مَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ ( 208 ) ذِكْرٰى وَ مَا كُنَّا ظٰلِمِينَ ( 209 ) " سورة الشعراء .
أقول :
فهكذا سيهلك مجرموا هذه الأمة ، و لن يكون هذا إلا بعد إرسال المنذر ذكرى و لعلهم يرجعون ، و إن لم يكن يرجوع و لم يتذكروا ، فعند ذلك سيعمل فيهم سيف الله تعالى بعدله .
إن منذر هذا الزمان هو الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام رسول الله المعلَّم ، و الذي ما أرسله الله تعالى إلا : " للذكرى " . إلا أنها ـ و للأسف الشديد ـ منفية من مقتضى سوء حالهم ؛ بدليل قوله تعالى : " أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) " سورة الدخان . و بدليل قوله تعالى : " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنّٰى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرٰىهُمْ ( 18 ) " سورة محمد . و كيف ينتفع به من لم يتعظ بنذارة المعلَّم الرسول المذكر ؟ و كيف تنفع الذكرى و قد كذبوا البينات التي شهد الله تعالى بها على صدقه كآية الذخان ؟ إن آية الدخان يراد بها دخان الفتن ـ قطع الليل المظلم ـ و الفتن المادية كالزلالزل و المجاعات و غيرها .
لقد قبل المسلمون التقليديون قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و رضي عنه في آية " الدخان " على ضعفه بأنه خيال أو سراب يخرج من الأرض ، فيرتفع ، و يغشى بعض كفار قريش !! إلا أنهم لم يقبلوا بأن الدخان هو الفتن و الإضطرابات و المجاعات و الزلازل و الفتن التي تحدث في زمن الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ؛ فيا عجبا لجهلهم !!
و لقد قبل بعضهم ؛ بأن المراد من الدخان هو الغبار الناتج عن حوافر خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه حين تم فتح مكة ، فعلى ذلك الغبار حتى غشى أهل مكة ، و على هذا حملوا هذا المعنى المراد بتلك الآيات من سورة الدخان ، إلا أنهم لم يقبلوا هذا الدخان المبين العظيم آية وبينة دالة على رسول الله المهدي المعلَّم ، فيا عجبا لمدى ضلالهم و سفههم !!
ِإن آيات سورة الدخان لم يمض تأويلها في زمن النبي صلى الله عليه و سلم في بعثته الأولى بشخصه الكريم ، و إن كانت تنطبق عليه جزئيا ، بل إن تأويلها يتحقق في زماننا هذا عن طريق شخص الإمام المهدي عليه السلام الذي يمثل البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ بدليل قوله تعالى : " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ( 10 ) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 11 ) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ( 12 ) أَنّٰى لَهُمُ الذِّكْرٰى وَ قَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ( 13 ) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ( 14 ) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ ( 15 ) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرٰىٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ( 16 ) " سورة الدخان . و هذا الذي ما لم يقع قط في حياته ـ صلى الله عليه و سلم ـ ؛ بدليل قوله تعالى له ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ( 41 ) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِى وَعَدْنٰهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ( 42 ) " سورة الزخرف . فجعل الله تعالى هنا حلول الإنتقام بعد الذهاب به ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، و إراءة ذلك له ـ صلى الله عليه و سلم ـ بشخص الإمام المهدي عليه السلام . إذا ؛ فالقول بأن " البطشة " هي ما حصل " يوم بدر " في حياة النبي صلى الله عليه و سلم الذي إشترط لتحقق إنتقامه الذهاب برسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قول بعيد ؛ لأن " البطشة " بنص الآيات في سورة الدخان من إنتقامه ـ تعالى ـ في آخر الزمان . فأفهم ذلك !
نعم إن الإنتقام الإلهي من المجرمين سنة إلهية في أعداء الأنبياء و المرسلين عليهم السلام ، فلا تبديل لها و لا تحويل . فهل أنتم مؤمنون بنبي الله و رسوله غلام أحمد القادياني عليه السلام ؟
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.......... يتبع بإذن الله تعالى ...................
تعليقات
إرسال تعليق