نسب المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .

سلسلة : " حقيقة دعوة " الطريقة النقية الأحمدية " " 99 :

الموضوع :

نسب المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام .

      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " يا فاطمة ، و الذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة ؛إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا ، و تظاهرت الفتن ، و تقطعت السبل ، و أغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، و لا صغير يوقر كبيرا . فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتتح حصون الضلالة ، و قلوبا غلفا ، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ، و يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا " راه الإمام الطبراني في كتابه " معجم الطبراني " .

أقول :

      لقد أقسم النبي صلى الله عليه و سلم مؤكدا كلامه بحرف " إن " الذي يفيد التوكيد ؛ في قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : " يا فاطمة ، و الذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة " .

      لقد نسب النبي صلى الله عليه و سلم الإمام المهدي عليه السلام لسبطاه الحسن و الحسين رضي الله تعالى و رضي عنهما ، و هذا لا يتحقق إلا إذا أعتمد نسب أمه إلى جانب نسب أبيه .

      إن الأصل أن ينسب المسلم إلى أبيه ؛ بدليل قوله تعالى : " ادْعُوهُمْ لِءَابَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوٓا ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوٰنُكُمْ فِى الدِّينِ وَ مَوٰلِيكُمْ ۚ ... ( 5 ) " سورة الأحزاب . إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم قد نسب الإمام المهدي عليه السلام لرجلان ، و هذا إن دل فإنما يدل على أن الإمام المهدي الفاطمي ؛ ما هو إلا المسيح عيسى ابن مريم المحمدي .

      نعم ؛ إن الإمام المهدي عليه السلام ينسب إلى أمه دون أبيه ؛ يقول الإمام ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى : " ينسب لأمه الحسنية ، و يسقط نسب أبيه الحسيني " كتاب " القول المختصر في علامات المهدي المنتظر " . و هذا لا يكون إلا للمسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام .

      إذن : إن " الإمام المهدي الفاطمي " ؛ هو : " المسيح عيسى ابن مريم المحمدي " بنص هذا الحديث النبوي الشريف .

      و من الشواهد على أن الإمام المهدي هو ابن مريم المحمدي ؛ ما أورده الدكتور عبد الرحمن بدوي رحمه الله تعالى : " ثم كشف لي عن أسرار الصلة و القرابة و الرقائق الرابطة فيها ، و أراني أشعة شمس الحقيقة المحمدية في الكل ، و قال لي : " أول ما برزت الحقيقة المحمدية نورا ، و جعلت مظهره في الخلق رحمة ، و به ختمت الأسرار " . ثم كشف لي عن مظهر الجسم ؛ و قال : " به يكون قيام العلم و الهداية ، و به وكلت العناية و ارتباط الولاية " . و رأيت مكتوبا عليه : " و كتاب مسطور ، في رق منشور ، تنزيل من رب العالمين ، لا يمسه إلا المطهرون " . و قال لي : " و به القسم في " هذا البلد و والد و ما ولد " . و كشف لي عن شخص المسيح " كتاب " الإنسان الكامل " ص 198 .

أقول :

      إن قوله ـ رحمه الله تعالى : " " ثم كشف لي عن أسرار الصلة و القرابة و الرقائق الرابطة فيها ، و أراني أشعة شمس الحقيقة المحمدية في الكل ، و قال لي : " أول ما برزت الحقيقة المحمدية نورا ، و جعلت مظهره في الخلق رحمة ، و به ختمت الأسرار " " ؛ معناه : أن الإمام المهدي ـ الذي يشار إليه عند أهل العرفان ؛ ب : " الحقيقة المحمدية " ـ هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ـ الذي يشار إليه عند أهل العرفان ؛ ب : " و به ختمت الأسرار " ـ . فقوله ـ رحمه الله تعالى ـ : " و به ختمت الأسرار " ؛ إنما هي إشارة إلى أن الإمام المهدي عليه السلام ؛ هو : " خاتم الأولياء " . و " خاتم الأولياء " ؛ هو : " المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام " بلا خلاف عند أهل العرفان . و لقد أكد ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : " خيرُ هذه الأمة أولها و آخرُها ، أولها فيهم رسول الله ، و آخرُها فيهم عيسى ابن مريم " كتاب " كنز العمال في سنن الأقوال و الأفعال " .

      و أما قوله رحمه الله تعالى : " به يكون قيام العلم و الهداية " ؛ فمعناه : أن الإمام المهدي عليه السلام سيأتي بالعلوم التي تغني القلوب و تهديها ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " وَ يَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ غِنًى ، فَلَا يَحْتَاجُ أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ : مَنْ لَهُ فِي الْمَالِ حَاجَةٌ ؟ " قَالَ : " فَيَقُومُ رَجُلٌ ، فَيَقُولُ : أَنَا . فَيُقَالُ لَهُ : ائْتِ السَّادِنَ - يَعْنِي الْخَازِنَ - فَقُلْ لَهُ : قَالَ لَكَ الْمَهْدِيُّ : أَعْطِنِي " . قَالَ : " فَيَأْتِي السَّادِنَ ، فَيَقُولُ لَهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : احْتَثِي . فَيَحْتَثِي ، فَإِذَا أَحْرَزَهُ قَالَ : كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا ، أَوَعَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ ؟ " مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . و في رواية : " " يَقْسِمُ الْمَالَ صَحَاحًا " . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَا صَحَاحًا ؟ قَالَ : " بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ ".  قَالَ : " وَ يَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ غِنًى ، وَ يَسَعُهُمْ عَدْلُهُ ، حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا ، فَيُنَادِي ، فَيَقُولُ : مَنْ لَهُ فِي مَالٍ حَاجَةٌ ؟ فَمَا يَقُومُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ ، فَيَقُولُ : أَنَا . فَيَقُولُ : ائْتِ السَّدَّانَ – يَعْنِي الْخَازِنَ - فَقُلْ لَهُ : إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مَالًا . فَيَقُولُ لَهُ : احْثُ . حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ ، وَ أَبْرَزَهُ نَدِمَ ، فَيَقُولُ : كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا ، أَوَعَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ ؟ " . قَالَ : " فَيَرُدُّهُ ، فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : إِنَّا لَا نَأْخُذُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ " " مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

       و أما قوله ـ رحمه الله تعالى ـ : "و رأيت مكتوبا عليه : " و كتاب مسطور ، في رق منشور ، تنزيل من رب العالمين ، لا يمسه إلا المطهرون " . فمعناه : أنه ـ عليه السلام ـ لا يخالف القرآن الكريم قيد أنملة .

      و أما قوله ـ رحمه الله تعالى ـ : " و قال لي : " و به القسم في " هذا البلد و والد و ما ولد " . فقد تحدثنا عنه في منشورات سبقت ؛ فلا داعي للتكرار .

      و أما قوله رحمه الله تعالى : " و كشف لي عن شخص المسيح " ؛ فمعناه : أن المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ هو : الإمام المهدي الذي ينسب إلى أمه الحسنية دون أبيه الحسيني .

و الله تعالى أعلم .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

................ يتبع بإذن الله تعالى ..............