الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن الأحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الخرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 39 :
الموضوع :
الإيمان الراسخ للمسيح المحمدي و جماعته بعقيدة ختم النبوة ـ الجزء الثاني ـ .
لقد بين المسيح المحمدي عليه السلام أنه و جماعته يؤمنون بأن النبي صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين و بالمفهوم الحقيقي ؛ يقول عليه السلام : " يجب أن تتذكروا هنا جيدا أن التهمة التي تُلصَق بي و بجماعتي أننا لا نؤمن بكون رسول الله صلى الله عليه و سلم خاتَم النبيين ، إنما هي افتراء عظيم علينا . إن القوة و اليقين و المعرفة و البصيرة التي نؤمن بها و نتيقن منها بكون النبي صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء ، لا يؤمن الآخرون بجزء واحد من المائة ألف جزء منها ، لأن ذلك ليس بوسعهم . إنهم لا يفهمون الحقيقة و السر الكامن في مفهوم ختم النبوة لخاتم النبيين صلى الله عليه و سلم . لقد سمعوا هذه الكلمة من الآباء و الأجداد و لا يعرفون حقيقتها و لا يعرفون ما هو ختم النبوة و ما المراد من الإيمان به . و لكننا نؤمن بكون النبي صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين بالبصيرة التامة ( التي يعلمها الله ) . و الله تعالى قد كشف علينا حقيقة ختم النبوة بحيث نجد من شراب المعرفة الذي سُقينا إياه لذة لا يتصورها أحد إلا الذين سُقُوا من هذا النبع " كتاب " الملفوظات " ج1 ص 342 . ثم بين ـ عليه السلام ـ مفهوم " ختم النبوة " الحقيقي ؛ فقال : " و نعني بختم النبوة ختم كمالاتها على نبينا الذي هو أفضل رسل الله و أنبيائه ، و نعتقد بأنه لا نبي بعده إلا الذي هو من أمّته و من أكمَلِ أتباعه ، الذي وجد الفيضَ كله من روحانيته و أضاء بضيائه . فهناك لا غير و لا مقام الغيرة ، و ليست بنبوة أخرى و لا محلَّ للحيرة ، بل هو أحمَدُ تجلّى في سَجَنْجَلٍ آخرَ ، و لا يغار رجل على صورته التي أراه الله في مِرْآة و أظهَرَ . فإن الغيرة لا تهيج على التلامذة و الأبناء ، فمن كان من النبي .. و في النبي.. فإنما هو هو ، لأنه في أتمّ مقام الفناء ، و مصبَّغ بصبغته و مرتدى بتلك الرداء ، و قد وجَد الوجودَ منه و بلَغ منه كمالَ النشوّ و النماء . و هذا هو الحق الذي يشهد على بركات نبينا ، و يري الناسَ حُسْنَه في حُلل التابعين الفانين فيه بكمال المحبة و الصفاء ، و من الجهل أن يقوم أحد للمِراء ، بل هذا هو ثبوت من الله لنَفْيِ كونِه أبتَرَ ، و لا حاجة إلى تفصيل لمن تدبَّرَ . و إنه ما كان أبا أحد من الرجال من حيث الجسمانية ، و لكنه أب من حيث فيض الرسالة لمن كمّل في الروحانية . و إنه خاتم النبيين و عَلَمُ المقبولين . و لا يدخُل الحضرةَ أبدا إلا الذي معه نقشُ خاتمه ، و آثار سنته ، و لن يُقبَل عمل و لا عبادة إلا بعد الإقرار برسالته ، و الثباتِ على دينه و ملته . و قد هلك من تركه و ما تبِعه في جميع سننه ، على قدر وُسْعِه و طاقته . و لا شريعةَ بعده ، و لا ناسخَ لكتابه و وصيته ، و لا مبدِّلَ لكلمته ، و لا قَطْرَ كمُزْنتِه . و من خرج مثقالَ ذرّة من القرآن ، فقد خرج من الإيمان . و لن يفلح أحد حتى يتّبع كلَّ ما ثبت من نبينا المصطفى ، و من ترَك مقدار ذرة من وصاياه فقد هوى . و من ادّعى النبوة من هذه الأمة ، و ما اعتقد بأنه رُبّيَ من سيدنا محمدٍ خيرِ البريّة ، و بأنه ليس هو شيئا من دون هذه الأسوة ، و أن القرآن خاتم الشريعة ، فقد هلك و ألحَقَ نفسه بالكفَرة الفجَرة . و من ادعى النبوة و لم يعتقد بأنه من أمته ، و بأنه إنما وجَد كلَّ ما وجَد من فيضانه ، و أنه ثمرة من بستانه ، و قطرة من تَهْتَانِه ، و شَعْشَعٌ من لمعانه ، فهو ملعون و لعنة الله عليه و على أنصاره و أتباعه و أعوانه . لا نبيَّ لنا تحت السماء من دون نبيّنا المجتبى ، و لا كتابَ لنا من دون القرآن ، و كلُّ من خالفه فقد جرّ نفسه إلى اللظى " كتاب " مواهب الرحمن " .
لقد بين ـ عليه السلام ـ إنقطاع النبوة المستقلة و دوام النبوة التابعة ؛ فقال : " إنّ رسولَنا خاتَمُ النبيين ، و عليه انقطعت سلسلةُ المرسلين . فليس حقُّ أحدٍ أن يدّعي النبوّة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلّ ، و ما بقي بعده إلا كثرة المكالمة ، و هو بشرط الاتّباع لا بغير متابَعَةِ خيرِ البريّة . و و اللهِ ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوارِ اتّباعِ الأشعّة المصطفوية ، و سُمّيتُ نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة . فلا تهيج ههنا غيرةُ الله و لا غيرةُ رسوله ، فإني أُرَبَّى تحت جناح النبيّ ، و قدمي هذه تحت الأقدام النبويّة " كتاب " الاستفتاء " ص 86 . ثم بين ـ عليه السلام ـ عدم عودة نبي الله عيسى عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه و سلم لما في ذلك من كسر ؛ ل " ختم النبوة " و لما في ذلك من دلالة لليهود ؛ فقال عليه السلام : " ثم بعد ذلك نقَل النبوة من وُلْدِ إسرائيل إلى إسماعيل ، و أنعمَ الله على نبينا محمد و صرَف عن اليهود الوحيَ و جبرائيلَ . فهو خاتم الأنبياء ، لا يُبعث بعده نبي من اليهود ، و لا يُرَدّ العزّة المسلوبة إليهم ، و هذا وعد من الله الودود . و كذلك كُتب في التوراة و الإنجيل و القرآن ، فكيف يرجع عيسى ، فقد حبَسه جميعُ كتب الله الديّان ؟ " كتاب " مواهب الرحمن " ص 58 .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.............. يتبع بإذن الله تعالى .................
تعليقات
إرسال تعليق