التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم

" القحطاني " ؛ لا يخرج عن إثنان ؛ المسيح المحمدي أو نور الدين القرشي .


الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 73 :
الموضوع :

" القحطاني " ؛ لا يخرج عن إثنان ؛ المسيح المحمدي أو نور الدين القرشي .






      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ " صحيح البخاري | كِتَابُ الْمَنَاقِبِ | بَابُ ذِكْرِ قَحْطَانَ .
      " يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرَ ، فَنَزَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُمْ ، فَجَعَلَهُ فِي قُرَيْشٍ ، وَ سَ يَ عُ و دُ إِ لَ يْ هِـ مْ " . وَ كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ أَبِي مُقَطَّعٌ ، وَ حَيْثُ حَدَّثَنَا بِهِ تَكَلَّمَ عَلَى الِاسْتِوَاءِ . " مسند أحمد | مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ | حَدِيثُ ذِي مِخْبَرٍ الْحَبَشِيِّ .
أقول :
       إن حِمْير هم ملوك اليمن قديماً ، و اليمن أصل العرب . و القحطانيون هم أولاد يعرب بن يشجب بن قحطان ، و ملوك دولة حِمْير ترجع أصولهم إلى قحطان . و عليه ؛ فإن هذا القحطاني ملك حميري ، إلا أن ملكه روحاني كما كان النبي صلى الله عليه و سلم ملكا في قريش .


      عن أرطاة بن المنذر رحمه الله تعالى ؛ قال : " يكون في زمانه رجف و مسخ و خسف ، و أول زمانه لكم يا أهل اليمن ، و آخره عليكم ؛ حتى يأمر بإخراج أهل اليمن و الشام و الحمراء ، حتى ينتهوا إلى أطراف الريف من حيث ما خرجوا " . و عنه ـ رحمه الله تعالى ـ أيضا ؛ فقال : " فيجتمعون ، فينظرون لمن يبايعون . فبينما هم كذلك ، إذ  سمعوا صوتا ؛ فقال : لا إنس و لا جان ، بايعوا فلاناً بإسمه ليس من ذي و لا ذو ، لكنه خليفة يماني " .
أقول :
      لقد بين النبي صلى الله عليه و سلم أن الخسف سيقع في أمته ، و ذلك في الجيش الذي سيغزوا الإمام المهدي عليه السلام ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَ هُوَ كَارِهٌ ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ، وَ يُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَهْدِي . و من المعلوم أن الرجل الذي يبايع في آخر الزمان هو الإمام المهدي عليه السلام ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " " فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ ، وَ لَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : خُرُوجُ الْمَهْدِيِّ  . و الملاحظ  أن طريقة بيعة القحطاني هي نفسها طريقة بيعة الإمام المهدي ؛ لما روي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : " تَكُونُ بِالشَّامِ فِتْنَةٌ ، كُلَّمَا سَكَنَتْ مِنْ جَانِبٍ طَمَتْ مِنْ جَانِبٍ ، فَلَا تَتَنَاهَى حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : إِنَّ أَمِيرَكُمْ فُلَانٌ " . فرواية أرطاة رحمه الله تعالى : " بايعوا فلاناً بإسمه ليس من ذي ولا ذو ، لكنه خليفة يماني " مطابق لما روي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : " فَلَا تَتَنَاهَى حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : إِنَّ أَمِيرَكُمْ فُلَانٌ " . و هذا يدل على أن القحطاني هو نفسه الإمام المهدي ، و الإمام المهدي عليه السلام هو الذي يكون إختياره ربانيا دون أي تدخل بشري ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا يَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَهْدِي .

      لقد سميت بلاد الهند بالشام ، تشبيها لها ببلاد الشام الغربي . فكما أن الشام الغربي قد يكنزل فيه المسيح الموسوي عليه السلام ، فإن الشام الشرقي ينزل فيه المسيح المحمدي عليه السلام ؛ لما روي عَنْ كَعْبٍ ؛ قَالَ : " تَكُونُ بَعْدَ فِتْنَةِ الشَّامِيَّةِ الشَّرْقِيَّةِ هَلَاكُ الْمُلُوكِ وَ ذُلُّ الْعَرَبِ ، حَتَّى يَخْرُجَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ " . و إن " فِتْنَةِ الشَّامِيَّةِ الشَّرْقِيَّةِ " ؛ هي : فتنة المسيح الدجال " ، و ذلك لأنه يخرج من قبل المشرق ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْحَجُّ | بَابٌ : صِيَانَةُ الْمَدِينَةِ مِنْ دُخُولِ الطَّاعُونِ وَ الدَّجَّالِ إِلَيْهَا . فيتبين أن القحطاني هو الأمير حقا في ذلك الزمان ؛ لما روي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : " تَكُونُ فِتْنَةٌ كَانَ أَوَّلُهَا لَعِبُ الصِّبْيَانِ ، كُلَّمَا سَكَنَتْ مِنْ جَانِبٍ طَمَتْ مِنْ جَانِبٍ ، فَلا تَتَنَاهَى حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَلا إِنَّ الأَمِيرَ فُلانٌ ، وَ فَتَلَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ يَدَيْهِ حَتَّى أَنَّهُمَا لَتَنْقُصَانِ ، فَقَالَ : ذَلِكُمُ الأَمِيرُ حَقًّا ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ " . و الأمير الحق في آخر الزمان ؛ هو الإمام المهدي ؛ لما روي : " لكنه خليفة يماني " . و الإمام المهدي الذي يتصدى للمسيح الدجال هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا ، وَ حَكَمًا عَدْلًا ، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَ يَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَ تُوضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَ تَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " مسند أحمد | مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . فقوله صلى الله عليه و سلم : " فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ " إشارة إلى قتل المسيح الدجال الذي يتخذ من الصليب آداة لفتنته ، و إلا كيف يتغاضى النبي صلى الله عليه و سلم عن المهمة الأساسية للمسيح الموعود و هي القضاء على أعظم فتنة في التاريخ الإنساني ؟ 


      عن أرطاة رحمه الله تعالى قال : " على يد ذلك الخليفة اليماني الذي يفتح القسطنطينية و رومية على يديه ، و يخرج الدجال ، و في زمانه ينزل عيسى ابن مريم ، على يديه تكون غزوة الهند " .
      و أخرج الحاكم رحمه الله تعالى عن النبي صلى الله عليه و سلم : " يكون بعد المهدي خليفة من أهل اليمن من قحطان ، أخو المهدي في دينه ، يعمل بعمله و هو الذي يفتح مدينة الروم ، و يصيب غنائمها " كتاب " الفتن " لنعيم ابن حماد رحمه الله تعالى . 

      و عن أرطاة رحمه الله تعالى أيضا : " بلغني أن المهدي يعيش أربعين عاماً ثم يموت قتيلاً بالسلاح ، ثم يخرج رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم ، مهدي حسن السير ، يفتح مدينة قيصر ، و هو آخر أمير من أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، ثم يخرج في زمانه الدجال ، و ينزل في زمانه عيسى ابن مريم عليه السلام " . 
أقول :
      يتبين من خلال هذه الروايات الشريفة أن هناك أكثر من مهدي ، و المهدي الذي يسبق آخر أمير ، هو الشهيد أحمد البريلوي الذي قتل بالسلاح ، و هو الإلياس المحمدي الذي يعتبر إرهاصا للمسيح المحمدي عليه السلام ، كما كان الإلياس الموسوي عليه السلام إرهاصا للمسيح الموسوي عليه السلام .
      لقد ورد في هذه الآثار أن الإمام المهدي عليه السلام خليفة يماني ، كما ورد في الأثر الثالث من هذا المقال أن القحطاني خليفة يماني أيضا . و عليه ؛ فإن القحطاني هو الإمام المهدي .
      لقد بينت هذه الآثار أيضا أن القحطاني هو الإمام المهدي الحقيقي الذي يخرج في زمانه المسيح الدجال بكل قوته ، علما أن أول خروج له كان منذ فتح القسطنطينية .

      لقد قال النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك الإمام المهدي : " و في زمنه ؛ ينزل عيسى ابن مريم ، على يديه تكون غزوة الهند " . فالمسيح عيسى ابن مريم ينزل في زمانه ، أي : و هو على قيد الحياة ، لأنه لا يصح القول بأن زمان المسيح المحمدي عليه السلام من زمن زمن المهدي الذي سبقه ، إلا إذا كان نفسه الإمام المهدي الأعظم عليه السلام . باختصار ؛ إن زمن المسيح الموعود لا يكون قبل زمان الإمام المهدي عليه السلام و لا بعده . و قال أيضا بأنه سيغزوا الهند . 

      لقد ورد أيضا في هذه الآثار أن هذا الإمام ، هو آخر أمير من أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، و هذا إن دل فإنما يدل على أنه المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ، لأنه آخر المهديين في الأمة .
      بالجمع بين هذه الآثار ؛ يتبين أن الإمام المهدي و القحطاني و المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام صفات و ألقاب لشخصية واحدة .    

      أخرج الحاكم عن نعيم ابن حماد رحمهما الله تعالى : " يكون بعد الجبابرة رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً ثم القحطاني بعده و الذي بعثني بالحق ما هو دونه " .
أقول :
      يريد النبي صلى الله عليه و سلم ؛ ب " الجبابرة " الذي ذكرت طريقة حكمهم ؛ ب : " مُلْكًا جَبْرِيَّةً  " ؛ كما في قوله صلى الله عليه و سلم : " تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا ، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ " مسند أحمد | أَوَّلُ مُسْنَدِ الْكُوفِيِّينَ | حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ففي هذا الحديث النبوي الشريف قد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم بعد الجبابرت " ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ " .
      يتبين من هذان النصان أن الإمام المهدي عليه السلام نبي من عند الله تعالى ، لأن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تعقبه .

      في هذا الأثر ، معنيان للقحطاني لا ثالث لهما ؛ إما أنه المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام أو الخليفة الأول نور الدين القرشي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه .

     

      هناك قول يشير إلى أن خلافة القحطاني تكون خلال حكم المهدي ، و على فرض صحة ذلك : فإن هذا القحطاني هو نفسه المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام الذي ينزل بعد بعثة الإمام المهدي عليه السلام ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ : " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا ، فَيَقُولُ : لَا ، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ " . فقد قدم أمير المؤمنين آنذاك ، و هو الإمام المهدي عليه السلام المسيح " عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ " للصلاة ، كعلامة على الإستخلاف ، كما جعل النبي صلى الله عليه و سلم أبو بكر إماما للمصلين كعلامة على تولي الخلافة بعده ، و إن رفض المسيح لموعود الصلاة خلف المهدي المعهود و صلاته وراء المهدي تشير إلى أن خلافته هي خلافة الإمام المهدي نفسه .  و لقوله صلى الله عليه و سلم أيضا : " " هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ ، وَ جُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَ إِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ ، فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمُ الصُّبْحَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحَ ، فَرَجَعَ ذَلِكَ الْإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِي الْقَهْقَرَى ؛ لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، فَيَضَعُ عِيسَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : تَقَدَّمْ فَصَلِّ ، فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ . فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ ، فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : افْتَحُوا الْبَابَ . فَيُفْتَحُ وَ وَرَاءَهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ ... فَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وَ إِمَامًا مُقْسِطًا " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : فِتْنَةُ الدَّجَالِ .

  " يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرَ ، فَنَزَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُمْ ، فَجَعَلَهُ فِي قُرَيْشٍ ، وَ سَ يَ عُ و دُ إِ لَ يْ هِـ مْ " . وَ كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ أَبِي مُقَطَّعٌ ، وَ حَيْثُ حَدَّثَنَا بِهِ تَكَلَّمَ عَلَى الِاسْتِوَاءِ . " مسند أحمد | مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ  | حَدِيثُ ذِي مِخْبَرٍ الْحَبَشِيِّ .
       لقد قلنا أن حِمْير هم ملوك اليمن قديماً ، و اليمن أصل العرب . و القحطانيون هم أولاد يعرب بن يشجب بن قحطان ، و ملوك دولة حِمْير ترجع أصولهم إلى قحطان . و عليه ؛ فإن هذا القحطاني فصيح عربي ، و من الملوك الروحانيين ؛ كما كان النبي صلى الله عليه و سلم .

      لا شك في صحة هذا الحديث النبوي الشريف ؛ لما روي : " قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : " فَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وَ إِمَامًا مُقْسِطًا ، يَدُقُّ الصَّلِيبَ ، وَ يَذْبَحُ الْخِنْزِيرَ ، وَ يَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَ يَتْرُكُ الصَّدَقَةَ ، فَلَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَ لَا بَعِيرٍ ، وَ تُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَ التَّبَاغُضُ ، وَ تُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ ، حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَيَّةِ فَلَا تَضُرَّهُ ، وَ تُفِرَّ الْوَلِيدَةُ الْأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا ، وَ يَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَ تُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلَأُ الْإِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ ، وَ تَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً ، فَلَا يُعْبَدُ إِلَّا اللَّهُ ، وَ تَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَ تُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : فِتْنَةُ الدَّجَالِ . و الشاهد هنا هو قوله صلى الله عليه و سلم : " وَ تُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا " .

     يتبين من هذا الحديث النبوي الشريف أن " وَ تُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا " يكون بنزول " عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وَ إِمَامًا مُقْسِطًا " . و هذا يدل على أن الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام ليس قرشيا من جهة ، و يؤكد من جهة أهرى أنه حميري قحطاني ، و هذا لا يناقض كونه فرسي ، لأن حميري يراد بها الملك الروحاني ، و القحطاني يراد بها الفصاحة العربية . و ذلك على عكس الأئمة الإثنا عشر الذي يبعثون على رأس كل قرن أيام عز الإسلام ، و الذين هم من " قريش " حصرا ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ " صحيح البخاري | كِتَابُ الْأَحْكَامِ | بَابٌ : الْأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ . فلما خرج المسيح الدجال بعد فتح القسطنطينية ، و قدر الله تعالى له أن يظهر في بلاد المسيح المحمدي عليه السلام على رأس القرن الثالث عشر أو في القرن الثاني عشر الهجري ، نزل المسيح المحمدي عند إنحطاط الإسلام على رأس القرن الرابع عشر الهجري . و قد يكون المراد من " وَ تُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا " إنقطاع الخلفاء المجددون من قريش و عودة الخلفاء المجددون من الحميري القحطاني ، أي الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام . فتكون خلافة على منهاج النبوة ، يقودها خلفاء حميريون قحطانيون .
      قد يعترض علينا ؛ بأنه إذا كان الإمام المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام هو نفسه الحميري القحطاني ، فهل الميرزا غلام أحمد القادياني من اليمن ؟
أقول :
      لقد أجاب النبي صلى الله عليه و سلم على هذا السؤال ؛ بقوله : " ليس من ذي و لا ذو " . يقول هاشم كمال عبد الحميد في كتابه " يأجوج و مأجوج قادمون " صفحة 47 و قال الشيخ طنطاوي جوهري في كتاب " تفسير الجواهر " ج 9 ما ملخصه : " في لغة اليمن القديمة ، فإن لفظة " ذو " كانت تعني " صاحب " ؛ فيقال : ذو القصر ، أي : صاحب القصر ، و ذو غمران ، أي : صاحب غمران ، و ذو معين ، أي صاحب معين . و كان الملوك و التبابعة " تبع " في اليمن يخرجون من هؤلاء الأذواء " .
أقول :
      هذا يعني أن الإمام المهدي القحطاني عليه السلام ليس من ملوك و تبابعة اليمن ، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم ، لأنه ملك فارسي .

بإختصار ؛ إن القحطاني لا يخرج عن إثنين ؛ الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام أو الخليفة الأول نور الدين القرشي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه .




و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............. يتبع بإذن الله تعالى .................

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

" خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 56 : الموضوع : " خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : فِي بَقِيَّةٍ مِنْ أَحَادِيثِ الدَّجَّالِ .         أقول :       و هذا يدل على أن المسيح الدجال من بني آدم ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ " . وهذا واضح من التكنولوجيا التي حصلها

الشيخ الأكبر. محي الدين بن عربي يؤكد : " المهدي " و " عيسى " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء - الطريقة النقية الأحمدية . الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الطاهرة ، عن الأحاديث الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : حقيقة دعوة الجماعة الإسلامية الأحمدية 06 : الموضوع : الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي قدس الله تعالى سره الشريف يؤكد : " المهدي " و " المسيح عيسى ابن مريم " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمان الرحيم . نحمده و نصلي على رسوله الكريم .  تفسير طلسم الشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه لإسم " ختم الأولياء " في كتابه الشهير " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " :     إن مصطلح " ختم الأولياء " له معاني متع

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم