الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 76 :
الموضوع :

تحقيق في صحة متن حديث : " وَ لَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " .

      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " وَ لَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : شِدَّةُ الزَّمَانِ .
أقول :
      لقد وردت في كتب السلف عدة أحاديث نبوية شريفة ـ و إن طعن في سندها و متنها جمع من المحديثين ـ و عدة أقوال للسلف الصالح رحمهم الله تعالى تؤكد أن الإمام المهدي هو المسيح المحمدي ؛ مثل : 
أولا : روى ابن أبي شيبة عن مجاهد رحمهما الله تعالى أنه قال : " المهدي عيسى ابن مريم " . 
ثانيا : روى نعيم بن حماد عن الحسن البصري رحمهما الله تعالى أنه قال : " المهدي عيسى ابن مريم عليه السلام " .
ثالثا : قال ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه : ذكر الأخبار عن وصف إسم المهدي و إسم أبيه ضد من زعم أن " المهدي عيسى " . قلت : يتبين أن ابن حبان رحمه الله تعالى يرد على من يدعي في زمانه أن المراد من الإمام المهدي هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام لا مهدي غيره و لا مسيح غيره .
رابعا : قال أبو محمد ابن الوليد البغدادي : " و قد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عنه أنه أنكر أحاديث المهدي اعتمادا على ما روي عن النبي أنه قال : " لا مهدي إلا عيسى ابن مريم " " . قلت : بحسب هذا القول ؛ فإن هناك شيخا يؤمن بأن المهدي المعهود هو المسيح الموعود .  
      يتبين مما ورد في كتب السلف ، أن الأحاديث النبوية المشرفة التي تتحدث عن الإمام المهدي بإعتباره المسيح المحمدي و عن الإمام المهدي بصفته غير المسيح المحمدي قد تعرضت للجرح بالتضعيف على قاعدة : " الجرح مقدم على التعديل " . و لقد ورد فيها أن الأحاديث النبوية المشرفة التي تتكلم عن الإمام المهدي دون التصريح باسمه و اسم أبيه أو وصفه بالمهدي هي الأصح و الأوثق في هذا الباب .
      إن أفضل طريقة لشرح الحديث النبوي الشريف هي شرحه عبر حديث نبوي شريف آخر . و بهذه الطريقة ؛ سنعرف من هو الإمام المهدي عليه السلام ؟ و ذلك بالإعتماد على هذان الحديثان :
أولا : أخرج الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في الحالة التي قبض فيها ، فإذا فاطمة عند رأسه ، و ذكر الحديث بطوله ، و في آخره : " إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة : " و الذي بعثني بالحق أن منهما ـ يعني الحسن و الحسين عليهما السلام ـ مهدي هذه الأمة ؛ إذا صارت الدنيا هرجا و مرجاً ، و تظاهرت الفتن ، و تقطعت السبل ، و أغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيراً ، و لا صغير يوقر كبيراً . فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما ؛ من يفتح حصون الضلالة ،  و قلوباً غلفاً . يقوم بالدين في آخر الزمان ، كما قمت به في أول الزمان . يملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً " كتاب " عقد الدرر " للشيخ يوسف بن يحي حديث رقم 323. 
ثانيا : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : " لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً ، وَ لَا الدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا ، وَ لَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا ، وَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ ، وَ لَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : شِدَّةُ الزَّمَانِ .
أقول : 
      إن الحديث النبوي الشريف الثاني يؤكد أن " مهدي هذه الأمة " ، و الذي يكون " منهما " ـ أي : ذرية الحسن و الحسين رضي الله تعالى عنهما و رضي عنهما ـ ؛ إنما هو " المسيح عيسى بن مريم المحمدي عليه السلام " . و ذلك بإجراء التطابق التالي : 
أولا : فأما قوله صلى الله عليه و سلم : " لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً ، وَ لَا الدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا ، وَ لَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا ، وَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ " . فيطابق قوله صلى الله عليه و سلم : " إذا صارت الدنيا هرجا و مرجاً ، و تظاهرت الفتن ، و تقطعت السبل ، و أغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيراً ، و لا صغير يوقر كبيراً " . فالمسيح المحمدي عليه السلام هو الذي في زمانه " تَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ " مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . إذا " صارت الدنيا هرجا و مرجاً " . و هو الذي في زمانه " تُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلَأُ الْإِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : فِتْنَةُ الدَّجَالِ . إذا " تظاهرت الفتن " . و هو الذي " إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي ، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ " إذا " تقطعت السبل " . و هو الذي " ويَضَعَ الْجِزْيَةَ " أو " يضع الحرب " إذا " أغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيراً ، و لا صغير يوقر كبيراً . و إن قوله صلى الله عليه و سلم : " فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما ؛ من يفتح حصون الضلالة ،  و قلوباً غلفاً . يقوم بالدين في آخر الزمان ، كما قمت به في أول الزمان " مطابق لقوله صلى الله عليه و سلم : " فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ ، وَ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ . و قوله صلى الله عليه و سلم : " وَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا ، إِلَّا الْإِسْلَامَ ، وَ يُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ " مسند أحمد | مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . و هو الذي في زمانه " وَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " وَ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَ أَحْلَامِ السِّبَاعِ ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا ، وَ لَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا " مسند أحمد | مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو . و ذلك بعد تأسيسه لجماعة المسلمين و إمامهم أو حتى بعد وفاته . 
ثانيا : و أما قوله صلى الله عليه و سلم : " وَ لَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " ؛ فهو يطابق قوله صلى الله عليه و سلم : " و الذي بعثني بالحق أن منهما ـ يعني الحسن و الحسين عليهما السلام ـ مهدي هذه الأمة " .
      بإختصار ؛  لقد بين النبي صلى الله عليه و سلم ـ و هو في الحالة التي قبض فيها ـ أن ظروف بعثة الإمام المهدي عليه السلام هي نفسها ظروف نزول المسيح المحمدي عليه السلام ، كما ورد في أحاديثه النبوية المشرفة الأخرى . و هذا مما يؤكد أن الإمام المهدي عليه السلام هو نفسه المسيح المحمدي عليه السلام ؛ و لا مهدي غيره ، و أن المسيح المحمدي عليه السلام هو الإمام المهدي عليه السلام ؛ و لا مسيح غيره . و عليه ؛ فلا شك في صحة حديث : " وَ لَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : شِدَّةُ الزَّمَانِ .  

و الله تعالى أعلم.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
……………. يتبع بإذن الله تعالى ………...