التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم

أقوام " يأجوج و مأجوج " ، هم : أمم " المسيح الدجال " . و نبوءة هلاكم في " الكتاب المقدس " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 84 :
الموضوع :

أقوام " يأجوج و مأجوج " ، هم : أمم " المسيح الدجال " . و نبوءة هلاكم في " الكتاب المقدس " .





      لقد ورد في الكتاب المقدس عن يأجوج ومأجوج ؛ ما يلي :
" يَاابْنَ آدَمَ ، الْتَفِتْ بِوَجْهِكَ نَحْوَ جُوجٍ و مَاجُوجَ وَ تَنَبَّأْ عَلَيْهِ ، وَ قُلْ ، هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ : هَا أَنَا أَنْقَلِبُ عَلَيْكَ يَاجُوجُ وَ أَقْهَرُكَ وَ أَضَعُ شَكَائِمَ فِي فَكَّيْكَ ، وَ أَطْرُدُكَ أَنْتَ وَ كُلَّ جَيْشِكَ خَيْلاً وَ فُرْسَاناً وَ جَمِيعَهُمْ مُرْتَدُونَ أَفْخَرَ ثِيَابٍ ، جُمْهُوراً غَفِيراً كُلَّهُمْ حَمَلَةَ أَتْرَاسٍ وَ مَجَانَّ مِنْ كُلِّ قَابِضِ سَيْفٍ مَعَ كُلِّ جَيْشِهِ جَمِيعُهُمْ جُيُوشٌ غَفِيرَةٌ اجْتَمَعَتْ إِلَيْكَ . تَأَهَّبْ وَ اسْتَعِدَّ أَنْتَ وَ جَمِيعُ الْجُيُوشِ الْمُنْضَمَّةِ إِلَيْكَ ، لأَنَّكَ أَصْبَحْتَ لَهُمْ قَائِداً ، إِذْ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ تُسْتَدْعَى لِلْقِتَالِ ، فَتُقْبِلُ فِي السِّنِينَ الأَخِيرَةِ إِلَى الأَرْضِ النَّاجِيَةِ مِنَ السَّيْفِ الَّتِي تَمَّ جَمْعُ أَهْلِهَا مِنْ بَيْنِ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ ، فَأَقَامُوا مُطْمَئِنِّينَ الَّذِينَ لُمَّ شَتَاتُهُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ ، فَتَأْتِي مُنْدَفِعاً كَزَوْبَعَةٍ ، وَ تَكُونُ كَسَحَابَةٍ تُغَطِّي الأَرْضَ أَنْتَ وَ جُيُوشُكَ وَ كُلُّ مَنْ مَعَكَ مِنْ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ " . 
أقول :
      يتبين من هذا المقتبس أن جمع اليهود يكون في آخر الزمان ؛ لما ورد : " فَتُقْبِلُ فِي السِّنِينَ الأَخِيرَةِ إِلَى الأَرْضِ النَّاجِيَةِ مِنَ السَّيْفِ الَّتِي تَمَّ جَمْعُ أَهْلِهَا مِنْ بَيْنِ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ " . و لقد جعلت التوراة علاقة بين هذا الحدث و أمم يأجوج و مأجوج . و السؤال المطروح ؛ هو : من هم أمم يأجوج و مأجوج الذين جعل الله تعالى من علامات خروجهم بل و هلاكهم قيام ما يسمى ؛ ب : " دولة إسرائيل " ؟
      لا شك أن هناك طرقا عديدة لمعرفة حقيقة هذه الأقوام ، و التي من بينها :
* أولا : أعمالها التي تقوم بها في آخر الزمان : لقد ورد في الكتاب المقدس عن أعمالها الوحشية ؛ ما يلي :  " وَ يَحْدُثُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَفْكَارَ سُوءٍ تُرَاوِدُكَ فَتَقُولُ : أَزْحَفُ عَلَى أَرْضٍ عَرَاءٍ مَكْشُوفَةٍ وَ أُهَاجِمُ الْمُطْمَئِنِّينَ السَّاكِنِينَ فِي أَمْنٍ ، الْمُقِيمِينَ كُلَّهُمْ مِنْ غَيْرِ سُورٍ يَقِيهِمْ ، وَ لَيْسَ لَدَيْهِمْ مَزَالِيجُ وَ لاَ مَصَارِيعُ ، لِلاِسْتِيلاَءِ عَلَى الأَسْلاَبِ وَ نَهْبِ الْغَنَائِمِ وَ مُهَاجَمَةِ الْخَرَائِبِ الَّتِي أَصْبَحَتْ آهِلَةً ، وَ لِمُحَارَبَةِ الشَّعْبِ الْمُجْتَمِعِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ ، الْمُقْتَنِي مَاشِيَةً وَ أَمْلاَكاً ، الْمُسْتَوْطِنِ فِي مَرْكَزِ الأَرْضِ . وَ يَسْأَلُكَ أَهْلُ شَبَا وَ رُودُسَ وَ تُجَّارُ تَرْشِيشَ وَ كُلُّ قُرَاهَا ؛ أَقَادِمٌ أَنْتَ لِلاِسْتِيلاَءِ عَلَى الأَسْلاَبِ ؟ هَلْ حَشَدْتَ جُيُوشَكَ لِنَهْبِ الْغَنَائِمِ وَ لِحَمْلِ الْفِضَّةِ وَ الذَّهَبِ وَ أَخْذِ الْمَاشِيَةِ وَ الْمُقْتَنَيَاتِ وَ لِلسَّلْبِ الْعَظِيمِ ؟ " .
      إن ما ورد في التوراة من أعمالهم الوحشية ؛ مثل : " لِلاِسْتِيلاَءِ عَلَى الأَسْلاَبِ وَ نَهْبِ الْغَنَائِمِ وَ مُهَاجَمَةِ الْخَرَائِبِ الَّتِي أَصْبَحَتْ آهِلَةً " لدليلا على أن هذه الأمم اليأجوجية و المأجوجية ما هي إلا أمم " المسيح الدجال " ؛ لأنه هو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم : " ثُمَّ يَأْتِي الْخَرِبَةَ فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ . فَيَنْصَرِفُ مِنْهَا ، فَيَتْبَعُهُ كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ "  سنن الترمذي | أَبْوَابُ الْفِتَنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ | بَابٌ : مَا جَاءَ فِي فِتْنَةِ الدَّجَّالِ .
* ثانيا : مقرهم الأصلي : لقد ورد في التوراة : " لِذَلِكَ تَنَبَّأْ يَا ابْنَ آدَمَ ، وَ قُلْ لِجُوجٍ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ : فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عِنْدَمَا يَسْكُنُ شَعْبِي آمِناً ، أَلاَ تَعْلَمُ ذَلِكَ ؟ وَ تُقْبِلُ أَنْتَ مِنْ مَقَرِّكَ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ مَعَ جُيُوشٍ غَفِيرَةٍ ، تُغَشِّي الأَرْضَ ؛ كُلُّهُمْ رَاكِبُو خَيْلٍ وَ جَمْعٌ عَظِيمٌ وَ جَيْشٌ كَثِيرٌ . وَ تَزْحَفُ عَلَى شَعْبِي كَسَحَابَةٍ تُغَطِّي الأَرْضَ ، أَنِّي فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ آتِي بِكَ إِلَى أَرْضِي لِكَيْ تَعْرِفَنِي الشُّعُوبُ عِنْدَمَا تَتَجَلَّى قَدَاسَتِي حِينَ أُدَمِّرُكَ يَاجُوجُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ " . و الشاهد هنا أن مقر سكنى هذه الأمم ؛ هو : " وَ تُقْبِلُ أَنْتَ مِنْ مَقَرِّكَ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ " .
       إن ما ورد في التوراة في وصف إنتشارهم ؛ مثل : " وَ تُقْبِلُ أَنْتَ مِنْ مَقَرِّكَ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ مَعَ جُيُوشٍ غَفِيرَةٍ ، تُغَشِّي الأَرْضَ ؛ كُلُّهُمْ رَاكِبُو خَيْلٍ وَ جَمْعٌ عَظِيمٌ وَ جَيْشٌ كَثِيرٌ . وَ تَزْحَفُ عَلَى شَعْبِي كَسَحَابَةٍ تُغَطِّي الأَرْضَ " و " أَزْحَفُ عَلَى أَرْضٍ عَرَاءٍ مَكْشُوفَةٍ " و " فَتَأْتِي مُنْدَفِعاً كَزَوْبَعَةٍ ، وَ تَكُونُ كَسَحَابَةٍ تُغَطِّي الأَرْضَ أَنْتَ وَ جُيُوشُكَ وَ كُلُّ مَنْ مَعَكَ مِنْ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ " لدليلا آخر على أن هذه الأمم اليأجوجية و المأجوجية ما هي إلا أمم " المسيح الدجال " ؛ لأنه هو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم : " وَ إِنَّهُ لَا يَبْقَى شَيْءٌ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ وَ ظَهَرَ عَلَيْهِ ، إِلَّا مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةَ " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : فِتْنَةُ الدَّجَالِ .
      في الحقيقة ؛ إن الأمم " اليأجوجية و المأجوجية " ؛ هي : أمم " المسيح الدجال " . سموا ؛ ب : " يأجوج و مأجوج " نظرا إلى فتنتهم السياسية و المادية . و سموا ؛ ب : " المسيح الدجال " نظرا إلى فتنتهم الدينية و الفكرية . و بالنظر إلى أعمال هاته الأقوام الوحشية ، و بالنظر إلى مقر سكناهم الأصلي ، و بالنظر إلى فتنهم السياسية و المادية و الدينية و الفكرية ؛ يقطع المرء باليقين أنهم " المعسكر الشرقي و الغربي " . و خصوصا مركزهم : " البراطنة و حلفاءهم المقربين ، و الروس و حلفاءهم المقربين " .
      إن وصف الكتاب المقدس ؛ لطريقة إنتشار أمم يأجوج و مأجوج ، و ربط موعد هلاكهم بالوعد الحق المرتبط بدوره بموعد الهلاك الثاني لليهود . لمطابق لقول الله تعالى : " حَتّٰىٓ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ( 96 ) وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِىَ شٰخِصَةٌ أَبْصٰرُ الَّذِينَ كَفَرُوا يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هٰذَا بَلْ كُنَّا ظٰلِمِينَ ( 97 ) " [ سورة الأنبياء : 96 الى 97 ] . و إن من معاني قوله تعالى : " الٓمٓ ( 1 ) غُلِبَتِ الرُّومُ ( 2 ) فِىٓ أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُم مِّنۢ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( 3 ) فِى بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِنۢ بَعْدُ ۚ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ( 4 ) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ ۖ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ( 5 ) وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُۥ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ( 6 ) " [ سورة الروم : 1 الى 6 ] . لإشارة أخرى إلى هلاكهم في آخر الزمان . عندئذ ؛ يفرح المؤمنون بنصر الله عز وجل ، لأنه بعد ذلك سيتحقق نبأ الكتاب المقدس : " أَنِّي فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ آتِي بِكَ إِلَى أَرْضِي لِكَيْ تَعْرِفَنِي الشُّعُوبُ عِنْدَمَا تَتَجَلَّى قَدَاسَتِي حِينَ أُدَمِّرُكَ يَاجُوجُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ ". و لم لا يفرح المسلمون و قد كف أيدي هؤلاء الأقوام عنهم بعد أن يتقاتلا فيما بينهما ؛ لما ورد : " وَ تَنَبَّأْ أَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ عَلَى جُوجٍ وَ قُلْ : هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ : هَا أَنَا أَنْقَلِبُ عَلَيْكَ فَأُحَوِّلُ طَرِيقَكَ وَ أَقُودُكَ وَ أُحْضِرُكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ وَ آتِي بِكَ وَ أُحَطِّمُ قَوْسَكَ فِي يَدِكَ الْيُسْرَى ، وَ أُسْقِطُ سِهَامَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُمْنَى . فَتَتَهَاوَى أَنْتَ وَ جَمِيعُ جُيُوشِكَ وَ سَائِرُ حُلَفَائِكَ الَّذِينَ مَعَكَ ، وَ أَجْعَلُكَ قُوتاً لِكُلِّ أَصْنَافِ الطُّيُورِ الْجَارِحَةِ وَ لِوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ فَتُصْرَعُ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ ، لأَنِّي قَضَيْتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ ، وَ أَصُبُّ نَاراً عَلَى مَاجُوجَ وَ عَلَى حُلَفَائِهِ السَّاكِنِينَ بِأَمَانٍ فِي الأَرْضِ السَّاحِلِيَّةِ ، فَيُدْرِكُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ " . فقوله : " وَ أُحَطِّمُ قَوْسَكَ فِي يَدِكَ الْيُسْرَى ، وَ أُسْقِطُ سِهَامَكَ مِنْ يَدِكَ الْيُمْنَى " ؛ كناية عن تحطم أسلحتهم و توجههم سريعا إلى الهلاك و إصابتهم بالوهن " . و إن من معاني : " الطُّيُورِ الْجَارِحَةِ وَ لِوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ " ؛ تلك الأسلحة الحديثة مثل الطائرات الحربية و المركبات القتالية البرية .   
      في ذلك اليوم ، سيعرف الخلق الإله الحقيقي عبر الجماعة الإسلامية الأحمدية ، و يعرف الناس تحقق أنباء الله تعالى بهلاك هؤلاء الأمم ، و يتجلى الله عز و جل على العالم فيشهدون دينونته ؛ لما ورد : " وَ أُعَرِّفُ اسْمِي الْقُدُّوسَ بَيْنَ شَعْبِي ، وَ لاَ أَعُودُ أَدَعُهُ يَتَدَنَّسُ فَتُدْرِكُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ . هَا إِنَّ الأَمْرَ قَدْ وَقَعَ وَ تَمَّ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْبَرْتُ بِهِ ... وَ أَجْعَلُ مَجْدِي يَتَجَلَّى بَيْنَ الأُمَمِ فَتَشْهَدُ دَيْنُونَتِي الَّتِي أَنْزَلْتُهَا بِهِمْ ، وَ قُدْرَةَ يَدِي الَّتِي مَدَدْتُهَا عَلَيْهِمْ ، فَيُدْرِكُ شَعْي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً " " حزقيال " . نعم ؛ ستتحقق أنباء الله تعالى على ألسنة الأنبياء عليهم السلام ؛ لما ورد : " أَلَسْتَ أَنْتَ الَّذِي تَحَدَّثْتُ عَنْهُ فِي الأَيَّامِ الْغَابِرَةِ عَلَى أَلْسِنَةِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ بِأَنِّي سَآتِي بِكَ عَلَيْهِمْ " . 
      لقد بين الله تعالى أنه لا يدان لأحد بقتال أقوام يأجوج و مأجوج ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي ، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ ، وَ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : ذِكْرُ الدَّجَّالِ . كما بين ـ عز و جل ـ أن طريقة مواجهتهم تكمن في : " فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ ، وَ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : ذِكْرُ الدَّجَّالِ . و إن من معاني هذه الجملة  : هي إلتزامه و جماعته الدعاء في صدهم لفتنتهم . و لذلك بين النبي صلى الله عليه و سلم أن المسيح المحمدي عليه السلام سيقضي على أقوام يأجوج و مأجوج بنفسه ـ أي : دعائه -  ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا عِيسَى ، إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، وَ أَحْرِزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ . وَ يَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ ، وَ هُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ : { مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } ... وَ يَحْضُرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَ أَصْحَابُهُ ... " فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَ أَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ " ... " فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ " " . و إن من معاني : فيرغب " ؛ أي : فيدعوا .
       إن من معاني الرغبة : " الشوق " أو " الطلب و السؤال " . و أما الرغبة في الدعاء ؛ فهي حالة خاصة يتخذها الداعي لإظهار طلبه من الله تعالى و شدة حاجته إليه . فالمسيح المحمدي عليه السلام لا يدعوا فقط ، بل يرغب أيضا .
      لقد بينا قبل قليل أن أمم يأجوج و مأجوج ؛ هي : أمم " المسيح الدجال " . و إن من أدلة ذلك ، أن أحد طرق قضاء المسيح المحمدي على المسيح الدجال هي نفس طريقة قضائه ـ عليه السلام ـ  على أمم يأجوج و مأجوج ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ ، وَ نَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ ، وَ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : ذِكْرُ الدَّجَّالِ . هكذا قد قضى الله تعالى أن يدعوا المسيح المحمدي عليه السلام و جماعته المباركة ، و أن يحقق ـ عز و جل ـ بنفيه دعاءهم خاصة بعد أن سلب القوة من المسلمين ليعلم الخلق أن إنتشار الإسلام من أول يوم كان بالقوة القدسية لأهله لا بالسيف الحديدي . و ذلك حتى يثبت وجوده و يتجلى على المؤمنين ؛ لما ورد : " فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عِنْدَمَا يَزْحَفُ جُوجُ عَلَى أَرْضِي يَحْتَدِمُ غَضَبِي فِي وَجْهِي ، و فِي خِضَمِّ غَيْرَتِي وَ اتِّقَادِ سَخَطِي أَقُولُ إِنَّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ . تَحْدُثُ هَزَّةٌ عَظِيمَةٌ فَيَرْتَعِشُ مِنْ حَضْرَتِي سَمَكُ الْبَحْرِ وَ طُيُورُ السَّمَاءِ وَ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ وَ جَمِيعُ الْحَيَوَانَاتِ الدَّابَّةِ عَلَى الأَرْضِ ، وَ كُلُّ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الْمَسْكُونَةِ ، وَ تَنْدَكُّ الْجِبَالُ وَ تَسْقُطُ الْمَعَاقِلُ وَ تَنْهَارُ كُلُّ الأَسْوَارِ إِلَى الأَرْضِ . وَ أُسَلِّطُ عَلَيْهِ السَّيْفَ وَ أَدِينُهُ بِالْوَبَاءِ وَ بِالدَّمِ ، وَ أُمْطِرُ عَلَيْهِ وَ عَلَى جُيُوشِهِ وَ عَلَى جُمُوعِ حُلَفَائِهِ الْغَفِيرَةِ مَطَراً جَارِفاً وَ بَرَداً عَظِيماً وَ نَاراً وَ كِبْرِيتاً ، فَأُعَظِّمُ نَفْسِي وَ أَقَدِّسُهَا ، وَ أُعْلِنُ ذَاتِي عَلَى مَرْأَى مِنْ كُلِّ الأُمَمِ ، فَيُدْرِكُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ " " حزقيال " .
و الله تعالى أعلم .





وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................... يتبع بإذن الله تعالى ............
     


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

" خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 56 : الموضوع : " خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : فِي بَقِيَّةٍ مِنْ أَحَادِيثِ الدَّجَّالِ .         أقول :       و هذا يدل على أن المسيح الدجال من بني آدم ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ " . وهذا واضح من التكنولوجيا التي حصلها

الشيخ الأكبر. محي الدين بن عربي يؤكد : " المهدي " و " عيسى " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء - الطريقة النقية الأحمدية . الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الطاهرة ، عن الأحاديث الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : حقيقة دعوة الجماعة الإسلامية الأحمدية 06 : الموضوع : الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي قدس الله تعالى سره الشريف يؤكد : " المهدي " و " المسيح عيسى ابن مريم " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمان الرحيم . نحمده و نصلي على رسوله الكريم .  تفسير طلسم الشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه لإسم " ختم الأولياء " في كتابه الشهير " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " :     إن مصطلح " ختم الأولياء " له معاني متع

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم