الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 95 :
الموضوع :

    "أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ" ... دليل قاطع على نبوة الإمام المهدي عليه السلام .

      عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ، يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا" مسند أحمد | مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
أقول :
      لقد كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم "القرآن" ؛ لما رُوي عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: "أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: "يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قَالَتْ : "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ"" مسند أحمد |مُسْنَدُ الصِّدِّيقَةِ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وهذا يعني أن قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يواطئ قول الله تعالى؛ بدليل قوله تعالى: " ... وَمَآ ءَاتٰىكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهٰىكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (07) "  سورة الحشر. وأن فعله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يواطئ فعل الله تعالى؛ بدليل قوله تعالى: " وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللَّهَ رَمٰى ... (17) " سورة الأنفال. وعليه؛ فإن أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم سيكون على وفق هدي القرآن الكريم.
      إن المتدبر في أسلوب بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بالإمام المهدي عليه السلام؛ يجد أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد إستخدم لفظ: "أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ". وهو مطابق لأسلوب بشارة الله تعالى عن طريق الملائكة بولادة أنبياء لآبائهم وأمهاتهم؛ مثل:
أولا: يحي عليه السلام؛ بدليل قوله تعالى: "يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلٰمٍ اسْمُهُۥ يَحْيٰى لَمْ نَجْعَل لَّهُۥ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (07) " سورة مريم.
ثانيا: عيسى عليه السلام؛ بدليل قوله تعالى: " إِذْ قَالَتِ الْمَلٰٓئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالْءَاخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) " سورة آل عمران.
؛ كما أنه مطابق لأسلوب بشارة الأنبياء عليهم السلام ببعضهم البعض، أي أن المبشر به يكون رسولا نبيا؛ بدليل قوله تعالى:
أولا: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يٰبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرٰىةِ وَمُبَشِّرًۢا بِرَسُولٍ يَأْتِى مِنۢ بَعْدِى اسْمُهُۥٓ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِالْبَيِّنٰتِ قَالُوا هٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (06) " سورة الصف.
ثانيا: "وَبَشَّرْنٰهُ بِإِسْحٰقَ نَبِيًّا مِّنَ الصّٰلِحِينَ (112) " سورة الصافات.
ثالثا: "فَنَادَتْهُ الْمَلٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيٰى مُصَدِّقًۢا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصّٰلِحِينَ (39)" سورة آل عمران.
      بإختصار؛ إن الأسلوب الذي إختاره النبي صلى الله عليه وسلم هو نفس الأسلوب الذي إختاره من سبقه من الأنبياء عليهم السلام في البشارة ببعضهم بعض عموما، وفي تبشير المسيح الموسوي عليه السلام خصوصا. وعليه؛ فإنه لما بشر النبي صلى الله عليه وسلم بالإمام المهدي عليه السلام بعده، فإنما كان هذا جريا على عادة الأنبياء عليهم السلام؛ كل يبشر بالذي بعده، وهكذا: "رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌۢ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) " سورة النساء. فإذا كان من بشر به الأنبياء عليهم السلام السابقون ببعثتهم في أقوامهم بعدهم "أنبياء"، فكيف لا يكون من بشر به "خاتم النبيين" والأنبياء قبله "خير أمة" نبيا رسولا؟ إنها السنن التي لا تتبدل، وما كان شيئا في السابقين إلا وسيكون في هذه الأمة مثله. نعم؛ إن كل رسول نبي وإن اختلف معناهما؛ بدليل قوله تعالى: "عٰلِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلٰى غَيْبِهِۦٓ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضٰى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُۥ يَسْلُكُ مِنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِۦ رَصَدًا (27) " سورة الجن. وإن كون الإمام المهدي هو نفسه المسيح المحمدي؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَلَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : شِدَّةُ الزَّمَانِ. يعني أن الإمام المهدي عليه السلام "نبي"، لأن المسيح الموعود نزوله في الأمة المحمدية "نبي"؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ"صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : ذِكْرُ الدَّجَّالِ. وعليه؛ فإن الإمام المهدي عليه السلام "رَّسُولٍ" وفق آية: "عٰلِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلٰى غَيْبِهِۦٓ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضٰى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُۥ يَسْلُكُ مِنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِۦ رَصَدًا (27) " سورة الجن.
      إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبشر ببعثة أحد بعده إلا حفيده الإمام المهدي عليه السلام، ووعد بنزوله نبيا في الأمة المحمدية، وجعله إماما لها بحكم نبوته، كما جعله قائما مقامه بحكمه بمثل البعثة الثانية له ـ صلى الله عليه وسلم ـ . كما بين ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله تعالى يُسقي الإمام المهدي عليه السلام الغيث، وقال فيه بصفته المسيح المحمدي عليه السلام: "إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ" صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : ذِكْرُ الدَّجَّالِ. فالإمام المهدي والمسيح المحمدي عليه السلام يوحي إليه تعالى بالمبشرات كالرؤى الصالحة. وكما هو معلوم؛ فإن رؤى الأنبياء عليهم السلام وحي إلهي، وإن الإمام المهدي عليه السلام منهم حتما. وإن بقاء هذا الجزء من النبوة ثابث؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ" صحيح البخاري | كِتَابُ التَّعْبِيرِ | بَابُ الْمُبَشِّرَاتِ . كما أن بقاء هذا الجزء من الوحي ثابت؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لما سُئل : وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ، أَوْ تُرَى لَهُ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ" موطأ مالك | كِتَابٌ : الْجَامِعُ  | مَا جَاءَ فِي الرُّؤْيَا.




والله تعالى أعلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
................ يتبع بإذن الله تعالى ............