الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 96 :

الموضوع : 

  "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا يوحى إليك".

      يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَ أَنْتَ خَلِيفَتِي" مسند أحمد | وَ مِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ | مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ .
      عن أنس أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال : "يا علي أنت مني، و أنا منك، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا يوحى إليك".
أقول :
      لا يراد بالبعدية هنا البعدية الزمانية، لأن النبي هارون لم يعش بعد النبي موسى ـ عليهما السلام ـ . و لكن على فرض صحة ذلك ، فإن هذا اللفظ عام من حيث أجزائها وزمانها . ويراد بالأجزاء تلك النبوات التي كانت معروفة فيما سبق. و هما على نوعان:
أولا: النبوة التشريعية: ومثالها: تلك النبوة التي نالها نبي الله موسى عليه السلام.
ثانيا : النبوة المستقلة: ومثالها: تلك النبوة التي نالها نبي الله تعالى هارون عليه السلام، أي: النبوة المستقلة هي تلك النبوة التي تنال من الله تعالى مباشرة دون شرط اتباع النبي التشريعي السابق.
، و أما من حيث الزمان، فلقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى كان يبعث الأنبياء عليهم السلام مباشرة بعد وفاة موسى عليه السلام في الأمة الموسوية؛ كلما هلك نبي خلفه نبي. كما بين أن الله تعالى لن يبعث الأنبياء عليهم السلام مباشرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بل سيكون هناك خلفاء رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه فيكثرون . وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: " " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَ كإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ". قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ"". وإن الإمام المهدي والمسيح المحمدي رجل من الأمة الإسلامية، بل ظل للنبي صلى الله عليه و سلم وعلى ملته ومدافعا عنها . وهذا هو السر في خلافته للنبي صلى الله عليه وسلم رغم كونه نبيا من عند الله تعالى.
      لقد أثبت النبي صلى الله عليه و سلم إستمرار النبوة بعده في شخص المسيح المحمدي عليه السلام، إذ قال في حقه - صلى الله عليه و سلم - : "نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى" صحيح مسلم | كِتَابٌ: الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : ذِكْرُ الدَّجَّالِ. كما أثبت النبي صلى الله عليه و سلم استمرار الوحي بعده في شخص المسيح المحمدي عليه السلام، إذ قال في حقه - صلى الله عليه و سلم - : "إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ" صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ: ذِكْرُ الدَّجَّالِ. و عليه، فليس المراد من قوله صلى الله عليه و سلم : "إلا أنه لا يوحى إليك" إلى انقطاع الوحي بكافه أجزائه، بل قد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم استمرار الوحي بعده، مثل: "الْمُبَشِّرَات"، لقوله صلى الله عليه وسلم: ""لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ". قَالُوا: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ"" صحيح البخاري | كِتَابُ التَّعْبِيرِ | بَابُ الْمُبَشِّرَاتِ. فمن الواضح أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استثنى جزءا من أجزاء النبوة، وهي: " نبوة المبشرات". بل قد بين صلى الله عليه وسلم أن نبوة " رُؤْيَا الْمُسْلِمِ " العادي بأنها : " وَ هِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ ". أي جزء من أجزاء النبوة الكاملة ـ التشريعية ـ . وهي التي كان يراها أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه ورضي عنه من دون شك. أي يا علي: إذا رأيت الرؤى الصالحة، فلا تظن نفسك " نبي " ؛ مثل: نبي الله تعالى هارون عليه السلام. و إن ما يدل على هذا المعنى؛ ما ورد عند اليهود من مفاضله الله تعالى بين وحيه لموسى عليه السلام ووحيه لهارون عليه السلام. فالأول كان بالوحي التشريعي، والثاني كان بالوحي الغير التشريعي.



و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله تعالى رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ....................