""قائم أهل البيت المعهود"؛ هو: "مسيح الأمة الموعود"" - الجزء الأول - .

 
الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
 
 
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الصحيح " " 017 :

الموضوع:

""قائم أهل البيت المعهود"؛ هو: "مسيح الأمة الموعود"" - الجزء الأول - .

      إن الأدلة على أن "قائم أهل البيت المعهود"؛ هو: "مسيح الأمة الموعود" عديدة من كتب فرقة ما تسمى؛ ب: "شيعة أهل البيت". نذكر منها:
*أولا: عن علي بن الخطاب، عن مؤذن مسجد الأحمر قال: "سألت أبا عبد الله عليه السلام: هل في كتاب الله مثل للقائم؟ فقال: "نعم، آية صاحب الحمار؛ أماته الله مائة عام ثم بعثه"". وعن أبي سعيد الخراساني قال: "قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المهدي والقائم واحد؟ فقال: "نعم". فقلت: لأي شيئ سُمي المهدي؟ قال: "لأنه يهدي إلى أمر خفي. وسُمي القائم؛ لأنه يقوم بعدما يموت، أنه يقوم بأمر عظيم، أنه يقوم بأمر الله" كتاب: "بحار الأنوار".
أقول:
      إن صاحب الحمار؛ هو: "حزقيال" عليه السلام. وإن آيته؛ هي: أن الله تعالى أراه في الكشف الروحاني ذلك الزمن الذي تعود فيه القرية إلى الحياة بعد سبي نبوخنصر لليهود إلى العراق. وكون آية الإمام المهدي عليه السلام؛ مثل: آية حزقيال عليه السلام. فإن الإمام المهدي عليه السلام يرى في كشفه الروحاني كيفية إحياء الله تعالى للأمة المحمدية. وهذا ما حدث بالفعل؛ ولقد بشر - عليه السلام بإنتشار دعوته - الإسلام الصحيح - إلى أقصى أطراف الأرض، وهو من مظاهر إحياء الأمة المحمدية من دون شك. وهذا إن دل؛ فإنما يدل على أن هذا "الإمام المهدي المعهود" إنما هو: "حزقيال الزمان"؛ كما يتبين من الرواية السابقة. وهو: "المسيح ابن مريم الموعود"، لأنه - عليه السلام - هو المكلف بإظهار الإسلام في الزمن الأخير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَإِنِّي أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَاعْرِفُوهُ .. فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا، إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ" مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.  
*ثانيا: ذكر الطوسي في غيبته عن حماد بن عبد الكريم عن أبو عبد الله عليه السلام؛ قال: "إن القائم عليه السلام إذا قام قال الناس أنى يكون هذا وقد بُليت عظامه منذ دهر طويل". 
أقول: 
      إن الإعتقاد بأن الإمام المهدي عليه السلام قد بليت عظامه منذ دهر طويل هو إعتقاد كل الناس في المسيح عيسى ابن مريم الناصري عليه السلام؛ فاليهود يزعمون أنه قتل، والنصارى يزعمون أنه صلب، والمسلمون الحقيقيون يعتقدون أنه توفي وفاة طبيعية من غير قتل أو صلب - ولا يلتفت إلى المسلمين التقليديين، لأن عقيدتهم بحياة المسيح الناصري عليه السلام باطلة لمخالفتها الآيات القرآنية القطعية الدلالة في ثبوت وفاته - عليه السلام - - . فالإمام المهدي عليه السلام إذا قام بعد موته في شخص رجل آخر داعيا إلى أمر عظيم لله تعالى، سيتعجب الناس من قيامته ودعوته؛ لأنه - عليه السلام - سيدعي بأنه هو المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام الموعود نزوله في آخر الزمان للقيام بأمر الله تعالى - الدين العظيم - .  
*ثالثا: عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي رجل من ولدي؛ وجهه كالكوكب الدري. اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي. يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يرضي في خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو. يملك عشرين سنة". أخرجه أبو نعيم رحمه الله تعالى في "مناقب المهدي". وعن عمران بن الحصين قال: "صف لنا يا رسول الله هذا الرجل وما حاله - أي: المهدي - . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه رجل من ولدي، كأنه من رجال بني إسرائيل"" كتاب: "بحار الأنوار" ج52. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ قَالَ: " ... إِنَّ الْقَائِمَ الْمَهْدِيَّ مِنْ نَسْلِ عَلِيٍّ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ خَلْقاً وَ خُلُقا وَ سِيمَاءَ وَ هَيْئَةً. يُعْطِيهِ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ مَا أَعْطَى الْأَنْبِيَاءَ وَ يَزِيدُهُ وَ يُفَضِّلُهُ" كتاب: "بحار الأنوار" ج 52 - ص 225. وعن أمير الموَمنين عليِّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال يوماً لحذيفة بن اليمان: " ... إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم تَفَلَ في فَمِي، وَأَمَرَّ يَدَهُ على صَدري، وقال: " اللّهمَّ ... واجعل في نسله شَبيهَ عيسى عليه السلام " كتاب: "غيبة النعمان" ص 144.
أقول: 
      يتبين من هذه الروايات الشريفة أن الإمام المهدي عليه السلام يشبه المسيح الناصري عليه السلام؛ فهو - وإن كان من ولد النبي صلى الله عليه وسلم الأعجمي - الإسرائيلي - الروحاني من جهة الأب، وولد علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ورضي عنه العربي - "نَسْلِ عَلِيٍّ" - المادي من جهة الأم؛ فهو - عليه السلام - شبيه له خلقا لكونه: "وكأنه من رجال بني إسرائيل"؛ لأن "جسمه جسم إسرائيلي". وأنه شبيه خَلْقاً وَ خُلُقا وَ سِيمَاءَ وَ هَيْئَةً بالمسيح الناصري عليه السلام، وأن الله تعالى يعطيه ما أعطى الأنبياء عليه السلام - كالمسيح الناصري عليه السلام - ويزيده ويفضله. وكل هذه الأوصاف لا تنطبق إلا على "نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى" صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : ذِكْرُ الدَّجَّالِ . مما يدل على أن ""قائم أهل البيت المعهود"؛ هو: "مسيح الأمة المحمدية الموعود"".
      إن كون الله تعالى يعطي الإمام المهدي عليه السلام ما أعطى الأنبياء عليهم السلام ويزيده ويفضله ما هو إلا دليل على نبوته؛ فقد ذكر الإمام السيوطي رحمه الله تعالى: "أنه في جسده وبين كتفيه علامة النبوة" كتاب: "معجم أحاديث الإمام المهدي" لعلي الكوراني. ولا مهدي حامل لعلامة النبوة في آخر الزمان غير المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام.
*رابعا: عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي وخُلْقه خُلْقي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً" أخرجه أبو نعيم رحمه الله تعالى في "صفة المهدي". وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة واحدة لطول الله تلك الليلة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأها قسطا وعدلاً كما مُلئت ظلما وجوراً، ويقسم المال بالسوية، ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأمة، فيملك سبعاً أو تسعاً، ولا خير في عيش الحياة بعد المهدي" كتاب: "غاية المرام".
أقول:
      بما أن هذا الإمام المهدي لا يخرج إلا في آخر الزمان ليكون ملكا روحانيا على الناس، وبما أن بعثته وخروجه وملكه علامة على قيام الساعة، فإن هذا "الإمام المهدي" ما هو إلا "مثل ابن مريم" أو "مثل ابن الإنسان" - أي: "المسيح المحمدي" - ؛ بدليل قوله تعالى: "وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوٓا ءَأٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًۢا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنٰهُ مَثَلًا لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ (59) وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلٰٓئِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) "وَإِنَّهُۥ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ" فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطٰنُ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (62)" سورة الزخرف. 
*خامسا: أما قوله - عليه السلام - : "ثم لا خير في عيش الحياة بعد المهدي"؛ فقد ورد مثلها في حق المسيح المحمدي الموعود عليه السلام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "ثم لا حياة بعد المسيح" سنن الترمذي رحمه الله تعالى. 



والله تعالى أعلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
............ يتبع بإذن الله تعالى ..........