الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الصحيح " " 014 :
الموضوع:
""الإمام المهدي والمسيح المحمدي عليه السلام" ... "العَائِذٌ بِالْبَيْتِ"" - الجزء الثاني - .
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ملامح هوية هذا "العَائِذٌ"؛ بقوله:
*أولا: أنه "رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ"؛ لما روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: "عَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ. فَقَالَ: "الْعَجَبُ؛ إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ" صحيح مسلم | كِتَابٌ: الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ| بَابٌ: الْخَسْفُ بِالْجَيْشِ الَّذِي يَؤُمُّ الْبَيْتَ.
*ثانيا: أنه يخرج عند إختلاف الناس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ" سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَهْدِي.
*ثالثا: أنه يبايع عند الركن والمقام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ" مسند أحمد | مُسْنَدُ النِّسَاءِ | حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
*رابعا: أنه يظهر "مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ"، لأن جيشا من قبل الشام يطلبونه، فيمنعهم الله تعالى منه؛ لقوله صلى الله عليه: "يَأْتِي جَيْشٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يُرِيدُونَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ" مسند أحمد | مُسْنَدُ النِّسَاءِ | حَدِيثُ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.
*خامسا: أنه يقسم المال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "فَيَقْسِمُ الْمَالَ" مسند أحمد | مُسْنَدُ النِّسَاءِ | حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
*سادسا: أنه يعمل في الناس سنة النبي صلّى الله عليه وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَيُعْمِلُ فِي النَّاسِ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" مسند أحمد | مُسْنَدُ النِّسَاءِ | حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
سابعا: أنه يُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ" مسند أحمد | مُسْنَدُ النِّسَاءِ | حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
*ثامنا: أنه "الشَّرِيدُ''؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "فَلَا يَنْجُو إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ" مسند أحمد | مُسْنَدُ النِّسَاءِ | حَدِيثُ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.
*تاسعا: أنه يعيش سبع سنين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ" سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَهْدِي.
*عاشرا: أنه يتوفى ويصلي عليه المسلمون؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ " مسند أحمد | مُسْنَدُ النِّسَاءِ | حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أقول:
إن ملامح هوية هذا "العَائِذٌ" لا تنطبق إلا على الإمام المهدي والمسيح المحمدي عليه السلام؛ لأنه:
*أولا: أنه "رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ"؛ لما روي عن روي عن قتادة أنَّه قال: ""قلتُ لسعيد بن المسيب: المهدي حقّ هو؟ قال:حق. قلت: ممن هو؟ قال: من قريش"" و روي نظير هذا الحديث النبوي الشريف عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ورضي عنه ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم. كتاب: "عقد الدرر". هذا، ولا يمنع أن كونه "فارسي" من الإنتساب إلى "قريش"؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أسلم من فارس فهو قرشي". وفي رواية: "من أسلم من فارس فهو من قريش، هم إخواننا وعصبتنا". كما لا يمنع أن كونه "فارسي" من الإنتساب إلى "أهل البيت"، لأن سلمان رضي الله تعالى عنه ورضي عنه مع كونه "فارسي"؛ قد نسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى "أهل البيت" - أي: أهل الإسلام والتوحيد والإيمان - ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ" كتاب: "معرفة الصحابة" لأبو نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى. وكذلك سيكون نفس الأمر بالنسبة للإمام المهدي عليه السلام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ" مسند أحمد |مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
*ثانيا: أنه يخرج عند إختلاف الناس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ، يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ" مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
*ثالثا: أنه يبايع عند الركن والمقام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف، عدّة أهل بدر، فمنهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء الله أن يقيم" عن جابر الجعفيّ، كتاب "منتخب الأثر" ص 468.
*رابعا: أنه يظهر "مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ"؛ لما روي عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ ". ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ، فَقَالَ : " فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ، وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ "" سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَن | بابٌ : خُرُوجُ الْمَهْدِيِّ. يقول ابن كثير شارحا الحديث: "والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق" كتاب: "النهاية في الفتن والملاحم" (1/29). إلا أنه - رحمه الله تعالى - زعم أنه - عليه السلام - عند الكعبة، وهذا باطل كما لا يخفى.
*خامسا: أنه يقسم المال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم؛ لما روي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ، يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ ... يَقْسِمُ الْمَالَ صَحَاحًا ". فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا صَحَاحًا؟ قَالَ: "بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ"" مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
*سادسا: أنه يعمل في الناس سنة النبي صلّى الله عليه وسلم: "هُوَ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتي يُقاتِلُ على سُنَّتي كَمَا قَاتَلْتُ أَنَا على الوَحْي" كتاب "" لابن حماد رحمه الله تعالى ج١ ص٣٧١ ح١٠٩٢.
*سابعا: أنه يُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ ، دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ. وَإِنَّهُ نَازِلٌ ... فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ... وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ، حَتَّى تَهْلِكَ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلُ كُلُّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ. وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ" مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
*ثامنا: أنه "الشَّرِيدُ''؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّرِيدَ الطَّرِيدَ الفَرِيدَ الوَحِيدَ، المُفْرَدَ مِنْ أَهْلِهِ، المَوْتُورَ بِوَالِدِهِ، المُكَنَّى بِعَمِّهِ، هُوَ صَاحِبُ الرَّايَاتِ، وَاسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ. فَقُلْتُ: أَعِدْ عَلَيَّ، فَدَعَا بِكِتَابِ أَدِيمٍ أَوْ صَحِيفَةٍ فَكَتَبَ لِي فِيهَا" كتاب: "غيبة النعماني" ص ١٨٣ - ١٨٤ ب ١٠ ف ٤ ح٢٢.
*تاسعا: أنه يعيش سبع سنين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "الْمَهْدِيُّ مِنِّي، أَجْلَى الْجَبْهَةِ ، أَقْنَى الْأَنْفِ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَهْدِي. ولقوله صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ - لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا - فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ" صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ.
*عاشرا: أنه يتوفى ويصلي عليه المسلمون؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ. وَإِنَّهُ نَازِلٌ ... فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ يُتَوَفَّى، فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَدْفِنُونَهُ" مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
والله تعالى أعلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
........ يتبع بإذن الله تعالى ............
تعليقات
إرسال تعليق