التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم

""المهدي ذو السويقتين" ... الرجل الأسود الحبشي، وهادم الكعبة، ومخرج كنوزها".

الجماعةالإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
 
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الصحيح " " 30 :
الموضوع:
""المهدي ذو السويقتين" ... الرجل الأسود الحبشي، وهادم الكعبة، ومخرج كنوزها". 
 



      لقد ذكرنا في منشورات سابقة بفضل الله تعالى؛ أن "ذو السويقتين"؛ هو: الإمام المهدي عليه السلام. إلا أنه قد يعترض؛ بأن "ذو السويقتين": رجل أسود، ومن الحبشة. في حين أن الإمام المهدي عليه السلام ليس كذلك. ومع أننا أجبنا على هذا التساؤل، إلا أننا سنتوسع فيه.
أقول: 
        لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته المرحومة بطاعة إمام الزمان، وإن كان "عَبْدٌ حَبَشِيٌّ"؛ لما روي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ"" صحيح البخاري | كِتَابُ الْأَحْكَامِ | بَابُ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلْإِمَامِ مَا لَمْ تَكُنْ مَعْصِيَةً. كما وعظ - صلى الله عليه وسلم - أمته المرحومة من بعده أيضا بالتمسك بسنتهم - رضي الله تعالى عنه ورضي عنه - أيضا، وإن كان "عَبْدًا حَبَشِيًّا" ؛ لما روي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: "وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: "قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ "" سنن ابن ماجه | الْمُقَدِّمَةُ| بَابٌ: اتِّبَاعُ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ. إذا، قد إستعمل النبي صلى الله عليه وسلم في هاذان الحديثان النبويان الشريفان جملة: "عَبْدٌ حَبَشِيٌّ"، و جملة::"عَبْدًا حَبَشِيًّا". 
      لقد أبدى النبي صلى الله عليه وسلم عن رغبته في "نقض الكعبة"؛ لما روي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ الزُّبَيْرِ: "كَانَتْ عَائِشَةُ تُسِرُّ إِلَيْكَ كَثِيرًا، فَمَا حَدَّثَتْكَ فِي الْكَعْبَةِ؟ قُلْتُ: قَالَتْ لِي: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ " - قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ - : "بِكُفْرٍ"، " لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ: بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ، وَبَابٌ يَخْرُجُونَ". فَفَعَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ" صحيح البخاري | كِتَابٌ : الْعِلْمُ | بَابُ مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الِاخْتِيَارِ. بل وقد أبدى رغبته في إنفاق "كَنْزَ الْكَعْبَةِ"؛ لما روي عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ - أَوْ قَالَ: بِكُفْرٍ - لَأَنْفَقْتُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَجَعَلْتُ بَابَهَا بِالْأَرْضِ، وَلَأَدْخَلْتُ فِيهَا مِنَ الْحِجْرِ "" صحيح مسلم | كِتَابٌ: الْحَجُّ | بَابٌ: نَقْضُ الْكَعْبَةِ وَبِنَاؤُهَا. إذا، يتبين مما ذكرته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ورضي عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أبدى رغبته في نقض الكعبة وإنفاق كنوزها.
 
      لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه: "أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا " مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ومن معاني: "جَوَامِعَ الْكَلِمِ"؛ أي: "المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة". ومن مظاهر ذلك؛ أن لا يضرب المثال عبثا. فمثلا؛ إن المتدبر في حديثي النبي صلى الله عليه: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ". و "مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا". يعلم يقينا أنها نبوءة نبوية عن "عَبْدٌ حَبَشِيٌّ" أو "عَبْدًا حَبَشِيًّا" سيكون إماما واجب السمع والطاعة، كما سيكون مقتدا للمسلمين.
      إن إبداء النبي صلى الله عليه وسلم عن رغبته في نقض الكعبة وإنفاق كنوزها؛ إعلام للناس بأنها نبوءة ستتحقق حتما، لأن رغبات الأنبياء عليهم السلام نبوءات؛ كما ذكر المسيح المحمدي عليه السلام. فحاشا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الأماني التي لا تتحقق، وقد نهانا عن التمني وعلمنا الرجاء. وحشا أن يرد الله تعالى رجاء نبيه الأكرم، أو يبطل نبوءة نبيه الأعظم.
      في الحقيقة؛ لا نجد في الأحاديث النبوية المشرفة عن ظهور "رجل أسود" في آخر الزمان غير "ذو السويقتين". كما لا نجد في الأحاديث النبوية المشرفة عن ظهور "عَبْدٌ حَبَشِيٌّ" أو "عَبْدًا حَبَشِيًّا" عند إختلاف الناس كإمام واجب السمع والطاعة وواجب الإتباع غير "الإمام المهدي عليه السلام" الذي يخرج للحكم فيما إختلف الناس فيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ، يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا" مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فعلم؛ أن الرجل الأسود والعبد الحبشي الأسود واجب السمع والطاعة والإقتداء في الحكم؛ إنما هو الإمام المهدي الحكم العدل عليه السلام حصرا.
       لقد ورد في حق "ذو السويقتين" أنه يقوم بما رغب النبي صلى الله عليه وسلم من نقض للكعبة وإنفاق كنوزها، هذا من جهة. ومن جهة أخرى؛ بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه هو من سيقوم بذلك إلا أنه توفي. فعلم بذلك أن "ذو السويقتين" يمثل البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا شخص يمثل البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان غير الإمام المهدي عليه السلام. فعلم بذلك أيضا أن "ذو السويقتين"؛ هو: "الإمام المهدي عليه السلام". ومما يقوي ذلك؛ ما أوردنا في المنشورات السابقة بفضل الله تعالى أن الصفة الجسمانية الأبرز عند ذو السويقتين - أي: ذو السوقتين " - تتطابق مع إحدى الصفات الجسمانية عند الإمام المهدي عليه السلام - أي: حمش الساقين - ، إلى جانب تطابق المهام، والتي لا يقوم بها إلا نب؛ لإبداء النبي صلى الله عليه وسلم رغبته في القيام بها. 
      إذن؛ لم يقصد النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه للإمام المهدي عليه السلام؛ ب: "عَبْدٌ حَبَشِيٌّ"، و ب: 'عَبْدًا حَبَشِيًّا" الإساءة له - عليه السلام - أو أنه "عَبْدٌ" مملوك لغيره، أو أنه أسود اللون أو أنه حبشي بالمفهوم الحرفي، فلم يقصد هذا المفهوم الضال، وهو القائل: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى" مسند أحمد | مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ | حَدِيثُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بل أراد النبي صلى الله عليه وسلم - كما قلنا في منشورات سابقة بفضل الله تعالى - بذلك إبراز عبوديته لله تعالى، وهي أرقى مقام يناله الإنسان في نظر الله تعالى. فمثل هذا الشخص هو الذي يصلح للأمارة لا العبد المملوك لغيره والذي ليس له ولاية حتى على نفسه. فعلم بذلك أن المراد ب: "حَبَشِيٍّ" و "أَسْوَدُ"؛ أي: "عَبْدٌ"، وهذا ليس بالغريب، بل هو شائع في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما روي عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُهَا تَقُولُ: "حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلًا كَثِيرًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ""إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ - حَسِبْتُهَا قَالَتْ : "أَسْوَدُ" - يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَاسْمَعُوا لَهُ، وَأَطِيعُوا"". صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْإِمَارَةُ | بَابٌ : وُجُوبُ طَاعَةِ الْأُمَرَاءِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ . ولما روي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ""اسْمَعُوا، وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ"" سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْجِهَادِ | بَابٌ : طَاعَةُ الْإِمَامِ.
 
       في الحقيقة؛ ليس الإمام المهدي عليه السلام وحده "عَبْدٌ"، بل كل من إنظم إلى جماعته المباركة بصدق القلب؛ لما أخرجه الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال: "من آخر أمر الكعبة أن الحبشة يغزون البيت فيتوجه المسلمون [نحوهم] فيبعث الله عليهم ريحا أثرها شرقية فلا يدع الله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضه حتى إذا فرقوا من خيارهم بقي عجاج من الناس".
      لقد دأب النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصي المسلمين بالسمع والطاعة والإقتداء بأئمة الإيمان وخلفاء الإسلام، والملاحظ دأبه على ضرب المثل؛ ب: "عَبْدٌ"، وذلك مثلما أوصى في خطبة حجة الوداع؛ لما روي عنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُهَا تَقُولُ: "حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَرَأَيْتُهُ حِينَ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَانْصَرَفَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَمَعَهُ بِلالٌ، وَأُسَامَةُ، أَحَدُهُمَا: يَقُودُ بِهِ رَاحِلَتَهُ، وَالْآخَرُ: رَافِعٌ ثَوْبَهُ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّمْسِ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلًا كَثِيرًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: "إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ "عَبْدٌ مُجَدَّعٌ"، حَسِبْتُهَا قَالَتْ: أَسْوَدُ، يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا" رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ.
     بإختصار؛ إن "ذو السويقتين"؛ هو الإمام المهدي عليه السلام، لنسبهما المشترك - أي: "أهل البيت"، فلو كان عبد أسود حبشي على الحقيقة، فكيف ينسبه النبي صلى الله عليه إلى أهل بيته حقيقة، ونحن لا ننفي أن يكون عبد أسود حبشي من أهل بيت الروحاني، وإنما ننفي أن يكون مثله واليا على المسلمين - ولإنطباق أوصافهما الجسدية - ذو السويقتين - ، ومهمتهما - نقض الكعبة وإستخراج كنوزها وإنفاقها - . والتي تأتي تحقيقا رغبات النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أنه مرسل من الله تعالى.

      لقد بينا في منشورات سابقة بفضل الله تعالى أيضا أن هناك معان عديدة؛ ل: "الكعبة" أو "يهدم" أو "ينقض". و إن إحدى معاني: "يهدم الكعبة" أو "ينقض الكعبة" الواردة في حق ذو السويقتين المهدي عليه السلام؛ أي: يبطلق العقائد التقليدية الباطلة أو يهدم كعبة عقائد التقليديين. مثلما ورد "يكسر الصليب" في حق المسيح المحمدي عليه السلام؛ أي: يبطل العقائد النصارانية الباطلة أو يكسر صليب عقائد النصارى؛ ولذلك ورد عن أبوجعفر عليه السلام في حديثه عن الإمام المهدي عليه السلام: "ثم يحدث حدثا، فإذا هو فعل ذلك قالت قريش:  "اخرجوا بنا إلى هذه الطاغية، فوالله أن لو كان محمديا ما فعل، ولو كان علويا ما فعل، ولو كان فاطميا ما فعل، فيمنحه الله أكتافهم" كتاب "بحار الأنوار". وبالفعل؛ لما هدم الميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام كعبة العقائد التقليدية الباطلة، والتي يجتمع عليها التقليديون. زعموا أنه - عليه السلام - أنه طاغية لتجرئه على ذلك، بل زعموا أنه ليس محمديا بإدعائه النبوة وبنسخه لأباطيلهم بالإسلام الصحيح، وأنه ليس شبيه عيسى الذي يكون من نسل علي، وأنه ليس المهدي الذي يكون من نسل فاطمة. بإختصار؛ فقد رأو أن هدم الكعبة كخرق السفينة، وكان لسان مقالهم وحالهم: "أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا". وما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رد عليهم؛ بقوله: "لا يستحل البيت إلا أهله" - أي: أنه الإمام المهدي عليه السلام، وهو أهل للحكم العدل فيما إختلفوا فيه - . وبذلك علم؛ أن الهدم مجازي لأن روايات الحبشي كشوف أو رأى منامية كما يتبين من النصوص التي تتحدث عن "ذو السويقتين"؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: "وَيَسْلُبُهَا حُلِيَّهَا وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا فَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ، أُفَيْدِعَ يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ، أَوْ مِعْوَلِهِ" أَخْرَجَه الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. و قوله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى صِفَتِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى أُفَيْحِجَ، أُصَيْلِعَ، أُفَيْدِعَ قَائِمًا بِهَدْمِهَا بِمِسْحَاتِهِ، أَوْ مِعْوَلِهِ" أَخْرَجَه الْأَزْرَقِيُّ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ: "كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ، أَفْحَجَ يَهْدِمُهَا حَجَرًا حَجَرًا". وكقوله صلى الله عليه وسلم: 'كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى حَبَشِيٍّ أَحْمَرِ السَّاقَيْنِ، أَزْرَقِ الْعَيْنَيْنِ، أَفْطَسِ الْأَنْفِ، كَبِيرِ الْبَطْنِ، وَقَدْ صَفَّ قَدَمَيْهِ عَلَى الْكَعْبَةِ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ يَنْقُضُونَهَا حَجَرًا حَجَرًا وَيَتَدَاوَلُونَهَا حَتَّى يَطْرَحُوهَا فِي الْبَحْرِ» " حَدِيثِ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا. وعلم أيضا أن لا كنز مادي أراد النبي إستخراحه عند الكعبة، إن هو إلا كنز روحاني قدر الله تعالى أن ينفقه النبي صلى الله عليه وسلم عند طريق الإمام المهدي عليه السلام بتقسيمه على المسلمين. فكنز الكعبة هو مالها: أي: العلم. أي أن الإمام المهدي عليه السلام يستخرج علم الباطن من ظاهر الشريعة. فهو بحق "ذو السويقتين"؛ أي صاحب ملتقى البحرين أو العلمين - "الحقيقة والشريعة" - . ولذلك أيضا ورد في الروايات أن المسيح المحمدي عليه السلام يحج إلى الكعبة ويعتمر إليها بطوافه بها، فالحج إشارة إلى الحقيقة، والعمرة إلى الشريعة. فأفهم ذلك.
       لقد قلنا أن للكعبة تأويلات مختلفة، وقلنا أن إحداها: "القرآن الكريم"؛ ومما يثبت صدقنا؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يستخرج"، ولم يقل يخرج. وإن قوله "يستخرج"؛ يعني أنه يستنبط. فالإمام المهدي عليه السلام يستخرج كنز الكعبة؛ أي يستنبط المعاني والعلم القرآني. فكان بحق أبو حنيفة الثاني.


 والله تعالى أعلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
............ يتبع بإذن الله تعالى ............ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

" خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الحقيقي " " 56 : الموضوع : " خوارق " المسيح الدجال " ؛ هي : " التكنولوجيا الحديثة " " .      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : فِي بَقِيَّةٍ مِنْ أَحَادِيثِ الدَّجَّالِ .         أقول :       و هذا يدل على أن المسيح الدجال من بني آدم ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ " . وهذا واضح من التكنولوجيا التي حصلها

الشيخ الأكبر. محي الدين بن عربي يؤكد : " المهدي " و " عيسى " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - .

الجماعة الإسلامية الأحمدية : أهل السنة البيضاء - الطريقة النقية الأحمدية . الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الطاهرة ، عن الأحاديث الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة . سلسلة : حقيقة دعوة الجماعة الإسلامية الأحمدية 06 : الموضوع : الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي قدس الله تعالى سره الشريف يؤكد : " المهدي " و " المسيح عيسى ابن مريم " و " خاتم الأولياء " ألقاب و صفات لشخصية واحدة - . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمان الرحيم . نحمده و نصلي على رسوله الكريم .  تفسير طلسم الشيخ الأكبر ابن عربي رضي الله تعالى عنه و أرضاه لإسم " ختم الأولياء " في كتابه الشهير " عنقاء مغرب في ختم الأولياء و شمس المغرب " :     إن مصطلح " ختم الأولياء " له معاني متع

"مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".

      الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح. سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الأصيل"" 43 : الموضوع: "مواصفات المبعوث الإلهي، وبيان مدى إنطباقها على الميرزا غلام أحمد القادياني".       لقد وضع الله تعالى مواصفات للمبعوث الإلهي؛ مثل: * أولا: "لديه العلم والمعرفة اللدنية":       إن علوم المبعوث الإلهي؛ تنقسم إلى قسمين: - اولا: علم إكتسبه بالعقل والتجربة والخبرة: وذلك مثل ذلك الذي ناله المسيح الناصري عليه السلام من اليهود، وقد لا يتوفر هذا العلم في بعض الأنبياء عليهم السلام؛ كصفة كمال لهم. - ثانيا: علم حازه من الله تعالى: وهو الذي يميزه عن باقي العلماء، وهو عين الحكمة. مثل علوم النبي صلى الله عليه وسلم والإمام المهدي الميرزا غلام احمد القادياني عليه السلام. فهو لم ينل أي علم