الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن ، عن دعوة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام ، عن القرآن الكريم ، عن السنة النبوية الشريفة ، عن أحاديث النبوية الشريفة ، عن السلف الصالح ، ضد الإلحاد و الأديان الشركية و الفرق الإسلامية المنحرفة .
سلسلة : " " الأحمدية " ؛ هي : " الإسلام الصحيح " " 037 :
الموضوع: 

"لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً".

      عن عباية الأسدي قال: "سمعت أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وهو مشتكي - "متكٍ" - ، وأنا قائم عليه؛ قال: "لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه!". قال؛ قلت: كأنك تخبر أنك تحيا بعد ما تموت؟ فقال: "هيهات يا عباية، قد ذهبت في غير مذهب، يفعله رجل مني"" كتاب: "بحار الأنوار" للمجلسي ج 53 ص 59-60.
 
 أقول:
      يتبين من هاته الرواية الشريفة؛ أن رجلا من أمير المؤمنين عليه السلام سيقوم بما ذكره؛ لقوله: "هيهات يا عباية، قد ذهبت في غير مذهب، يفعله رجل مني". 
      إن هذا الرجل الذي يكون من نسل علي رضي الله تعالى عنه ورضي عنه؛ هو: "الإمام المهدي عليه السلام"؛ لأنه لم يرد في الإسلام عن رجل ذو شأن، يكون من نسل علي رضي الله تعالى عنه ورضي عنه - غيره - عليه السلام - . 
      إذن؛ لقد تحدث علي كرم الله وجهه على لسان "الإمام المهدي عليه السلام بأنه سيقوم؛ ب: "لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه!". 
      فأما قوله - عليه السلام - : "لأبنين بمصر منبراً"؛ فمعناه أن الإمام المهدي عليه السلام سيبني بمصر الكوفة مسجدا؛ لما روي عن الاَصبغ بن نباتة، قال: بَيْنا نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة؛ إذ قال: "يا أَهْلَ الكُوفَةِ! لَقَدْ حَبَاكُمْ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَـا لَمْ يَحْبُ بِهِ أَحَداً، فَفَضَّلَ مُصَلاَّكُمْ وَهُوَ بَيْتُ آدَمَ وَبَيْتُ نُوحٍ وَبَيْتُ إدْرِيس، وَمُصَلَّـى إبْراهِيمَ الخَلِيلِ وَمُصلَّـى أخي الخِضْـر وَمُصَلاَّيَ. وَإنَّ مَسْجِدَكُمْ هذَا أَحَدُ الاَربَعَةِ المسَاجِدِ الَّتي اخْتَارَهَا اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ لاَهْلِهَا، وَكَأَنِّي بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ في ثَوبَيْـنِ أَبْيَضَيْـنِ شبيهٌ بِالمُحْرِمِ يَشْفَعُ لاَهْلِهِ وَلِمَنْ صَلَّـى فِيه فَلاَ تُرَدُّ شَفَاعَتُهُ، وَلا تَذْهَبُ الاَيَّامُ حَتَّى يُنْصَبَ فِيهِ الحَجَرُ الاَسْودُ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ زَمانٌ يَكُونُ مُصلَّـى المهْدِيّ مِنْ وُلْدي، وَمُصَلَّـى كُلِّ مُوَْمِنٍ، وَلا يَبْقَى عَلَـى الاَرْضِ مُوَمِنٌ إلاَّ كانَ بِهِ أوْ حَنَّ قَلبُهُ إليهِ. فَلا تَهْجُروهُ وَتَقَرَّبُوا إلى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالصَّلاةِ فيهِ، وَارْغَبُوا إليهِ في قَضَاءِ حَوائِجكُمْ، فَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فيهِ مِنَ البَـرَكَةِ لاَتوهُ مِنْ أقْطَارِ الاَرْضِ، وَلَوْ حَبْواً على الثَّلْجِ". إذا؛ ف: "مصر"؛ يراد به مصر الكوفة، و"منبرا"؛ يراد به المسجد. أي: أن الإمام المهدي عليه السلام سيبني مسجده - مسجد الكوفة - ، وهذا ما روي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: "إِنَّ الْقَائِمَ عليه السلام؛ إِذَا قَامَ رَدَّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ إِلَى أَسَاسِهِ، وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وآله إِلَى أَسَاسِهِ، "وَمَسْجِدَ الْكُوفَةِ" إِلَى أَسَاسِهِ" كتاب: "بحار الأنوار" للمجلسي ج97 ص 459. 
      إن قوله أمير المؤمنين عليه السلام: "وَلا تَذْهَبُ الاَيَّامُ حَتَّى يُنْصَبَ فِيهِ الحَجَرُ الاَسْودُ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ زَمانٌ يَكُونُ مُصلَّـى المهْدِيّ مِنْ وُلْدي"، ثابت في روايات أخرى؛ لما روي عن يحي بن علي عن الربيع عن أبي لبيد؛ قال: "تغير الحبشة على البيت، فيكسرونه، ويؤخذ الحجر فينصب في مسجد الكوفة". ولما أخرجه المجلسي في كتابه: "بحار الأنوار" بإسناده عن المفضل بن عمر: "قال الصادق: "كأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر. وهم أصحاب الألوية، وهم حكام الله على خلقه، حتى يستخرج من قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب، فيقرأه عليهم؛ فيجفلون عنه أجفال الغنم. فيجولون في الأرض فلا يجدون عنه مذهباً، فيرجعون إليه، وإني أعرف الكلام الذي يقوله لهم، فيكفرون به"" كتاب: "بحار الأنوار" للعلامة المجلسي ج ٥٢ ص ٣٢٦. إذن؛ فإن الحجر الأسود سيكون في مسجد أو منبر - الكوفة - . وهذا يعني أنه سيكون كالمسجد الحرام والكعبة المشرفة في زمانه. ولا يخفى على المسلم أن هذا البناء وهذا النصب مجازيين، وأن أمير المؤمنين عليه السلام عرض بمسجد الكوفة وأراد به مسجد الإمام المهدي عليه السلام. فعلم أن لا مانع من تسمية قرية الإمام المهدي عليه السلام؛ ب: "مكة التأويل". وأما نقض الإمام المهدي عليه السلام لدمشق حجرا حجرا: "ولأنقضن دمشق حجراً حجراً"؛ فهو كما روي عند فرقة ما تسمى؛ ب"أهل البيت": "إن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، والمسجد النبوي إلى أساسه" كتاب: "بحار الأنوار" 52/338. وكما روي عند فرقة ما تسمى؛ ب"أهل السنة": "يُخَرِّبُ الكَعبَةَ ذُو السٌّوَيقَتَينِ مِن الحَبَشَةِ" رواه البخاري (1591، 1596). وهو نقض مجازي. ومعناه أنه - عليه السلام - ينقض الفكر اليزيدي الذي بدأ من دمشق أو الفكر الصليبي الذي بدأ من دمشق؛ وهذا ما تنبأ به المسيح الناصري عليه السلام: "ثم خرج يسوع ومضى في الهيكل فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل فأشار إليهم يسوع إلى نفسه وقال: أما تنظرون جميع هذا؟ الحق أقول لكم أن لا يترك ها هنا حجر على حجرا لا ينقض" إنجيل متّى في الإصحاح (2 - 40). وأما كون الإمام المهدي عليه السلام: "ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب"؛ فمعناه أنه - عليه السلام - سيملك أرض الإسلام التي ملكها الكفار كعلامة له على خروجه؛ لما روي عن حذيفة بن اليمان عن جابر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ أنه: "كان ذات يوم جالسا بين أصحابه، إذ هبط عليه جبرئيل عليه السلام؛ فقال: السلام يقرؤك السلام، ويخصك بالتحية والكرام بالإسلام. فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أخي جبرئيل، وما الإسلام؟" قال: هي الخمسة الأنهر سيحون وجيحون والفراتان ونيل مصر، وقد جعلت هذه الخمسة الأنهر لك ولأهل بيتك وشيعتك. ويقول وعزتي وجلالي؛ كل من شرب منها قطرة واحدة، وقام الخلائق للحساب يوم الحساب، لن أدخل الجنة أحد إلا من رضيت عنه، وجعلته من مائها في حل. فعند ذلك تهلل وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: "يا أخي، لوجه ربي الحمد والشكر". فقال له جبرئيل: أبشرك يا رسول الله بالقائم من ولدك، لا يظهر حتى يملك الكفار الكور الخمسة، فعند ذلك؛ ينصر الله أهل بيتك على أهل الضلال، ولم يرفع لهم راية أبدا إلى يوم القيامة. فسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم شكرا لله، وأخبر المسلمين وقال لهم: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ". فسئل عن ذلك، فقال: "هي الخمسة الأنهر التي جعلها الله لنا أهل البيت، وهي سيحون وجيحون والفراتان ونيل مصر، إذا ملكت الكفار الكور الخمسة، ملك الإسلام شرقا وغربا، وذلك الوقت؛ ينصر الله أهل بيتي على أهل الضلال، ولم يرفع لهم راية أبداً إلى يوم القيامة" كتاب: "الملاحم والفتن" لابن طاووس ج ١ ص ٣٦٦-٣٦٥. إذا، يتبين من هاته الرواية؛ أنه إذا ملك الكفار الأنهر الخمس عند غربة الإسلام، خرج الإمام المهدي عليه السلام، وأخرجهم - اليهود والنصارى - منهم، إذ ينصر الله تعالى أهل البيت على أهل الضلال إلى يوم القيامة، وملك الإسلام ما بين المشرق والمغرب. وهذا ما تحقق بالفعل؛ فعندما ملك أهل الضلال هذه الأنهر؛ خرج الإمام المهدي عليه السلام، ونصر الله تعالى به الغرباء على أهل الضلال، وظهرت بشارات ملك الإسلام ما بين المشرق والمغرب. وأما قوله عليه السلام: "ولأسوقن العرب بعصاي هذه!"؛ فمعناه: أن الإمام المهدي عليه السلام سيكون ملك العرب الروحاني، وهذا ما يؤكده حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا تَذْهَبُ - أَوْ : لَا تَنْقَضِي - الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي" سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَهْدِي. وهو ذاته - كما قلنا في منشور سابق بفضل الله تعالى - "القحطاني"؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ" مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وسمي؛ ب: "القحطاني"، لأنه يخرج من بلاد قحط، عانت من جهد البلاء - جهد المسيح الدجال - .

"إنما الناس مع الملوك والدنيا، والدين مع الغرباء فطوبى لهم حتى يخرج لهم مهدي آل البيت بعد ما يزلزل الله أرض الحُمْر المسروقة ويتمنى الناس العدل".

كتاب "ماذا قال علي (عليه السلام) عن آخر الزمان" ص 241.

والله تعالى أعلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
.............. بتبع بإذن الله تعالى ...........