الجماعة الإسلامية الأحمدية : جماعة الدفاع : عن الإسلام عموما ، عن خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ، عن الصحابة الكرام و أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن و أرضاهن، عن دعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام، عن القرآن الكريم، عن السنة النبوية الشريفة، عن أحاديث النبوية الشريفة، عن السلف الصالح.
سلسلة : ""الأحمدية"؛ هي : "الإسلام الصحيح"" 085 :
الموضوع:
"معنى: "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" ... بالميلاد لا بالإيمان فقط".
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" صحيح البخاري | كِتَابٌ: أَحَادِيثُ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ| بَابٌ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ.
أقول:
يزعم التقليدي أن هذا يدل على أن المسيح الناصري عليه السلام سينزل من السماء المادية بجسده العنصري في آخر الزمان ليصلي وراء الإمام المهدي عليه السلام مع المسلمين. ولكن هذه العقيدة لا تصح من وجهة نظر القرآن الكريم والحديث الشريف وإجماع الصحابة وإتفاق علماء الملة. والصواب؛ هو أن معنى هذا الحديث النبوي الشريف أن المسيح الموعود عليه السلام ينزل إماما للمسلمين بالنسب المادي لا بالنسب الروحاني فقط. فلا يصح القول أنه سيصبح مسلما محمديا، كما يسلم النصارى ويصبحون من أمة النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك لأن هذا الحديث النبوي الشريف قد جاء بصيغة الإختبار: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" لا بصيغة إخبار: "ينزل ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ".
إن هذا الإختبار يقتضي عدم الإنسياق وراء المعنى الظاهري المتبادر إلى الذهن فقط، فالحديث عبارة عن إختبار للمخاطبين، والمطلوب منهم هو الإجابة على السؤال الوارد في هذا الحديث، أي: الإجابة على سؤال: "كَيْفَ" - .
إن صرف لفظ "وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" إلى المسيح الناصري عليه السلام؛ يعني جواز إمامة غير المسلمين للمسلمين في الصلاة - كما يفهم التقليدي من لفظ الصلاة - . ولما كان هذا لا يجوز شرعاً، فإنه لا يصح القول: "ينزل ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْ المسلمين".
يقول التقليدي؛ لكن المسيح الناصري عليه السلام سيسلم عند نزوله. فنرد بأن إستعمال النبي صلى الله عليه وسلم الصيغة الإختبارية، دعوة نبوية إلى التعمق في فهم حديثه لمعرفة ذلك المراد الخفي، والمطلوب هو الإجابة عليه، وهذا السر يتلخص في كلمة "مِنْكُمْ". فلو كان معنى "مِنْكُمْ" أي: من المسلمين فقط. فهذا معلوم بداهة لكونه إماما لهم في الصلاة أو الدين. والشخص العاقل لا يسأل عن المعلوم البديهي - إسلام المسيح الناصري عليه السلام - ؛ ب: "كيف"، فما بالكم بسيد العقلاء - أي: النبي محمد صلى الله عليه وسلم - .
إن الإجابة الحقيقية والمعنى المطلوب الخفي هو أن معنى "مِنْكُمْ"، أي: منكم بالميلاد. وما يؤكد هذا المعنى؛ قوله صلى الله عليه وسلم: "فَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا ... وَتُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا" سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ| بابٌ: فِتْنَةُ الدَّجَالِ. وإن من معاني هذا الحديث النبوي الشريف؛ هو إنتقال النبوة والخلافة من العرب إلى الفرس؛ لما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا هَذِهِ الْآيَةَ: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ". قَالُوا: وَمَنْ يُسْتَبْدَلُ بِنَا؟ قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْكِبِ سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: "هَذَا وَقَوْمُهُ، هَذَا وَقَوْمُهُ" سنن الترمذي | أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ| بَابٌ: وَمِنْ سُورَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فيكون المسيح عيسى بن مريم المحمدي عليه السلام - بصفته بعثة ثانية للنبي صلى الله عليه وسلم -؛ ذلك الإمام المهدي الفارسي عليه السلام، لما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ: "وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ". قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ، ثُمَّ قَالَ : "لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ - أَوْ رَجُلٌ - مِنْ هَؤُلَاءِ"" صحيح البخاري| كِتَابُ التَّفْسِيرِ| سُورَةُ الْجُمُعَةِ| بَابٌ: قَوْلُهُ: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ.
بإختصار؛ إن معنى "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ"، أي: ينزل بالميلاد "إِمَامًا مَهْدِيًّا، وَحَكَمًا عَدْلًا"؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا، وَحَكَمًا عَدْلًا" مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
والله تعالى أعلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
................ يتبع بإذن الله تعالى................
تعليقات
إرسال تعليق